علامات عدم الثقة بالنفس عند البنات

 عدم الثقة بالنفس عند البنات

تُكتسب أسباب إضعاف الثقة لدى البنات من عدة عوامل لها علاقة بالبيئة المحيطة بشكل عام ونوع شخصية البنت، هذا ما يجعل تعداد تلك العوامل متنوع بين عدة محاور، وعلى ذلك تكون أبرز الأسباب التي تسبب قلة أو انعدام الثقة بين الفتيات هي:

  • المظهر الخارجي والجمال: الشكل الخارجي والمعيار الجمالي المتعلق بملامح الوجه يأخذ حيزاً مهماً من تفكير جميع الفتيات، وعادةً ما تكون أي مشكلة مزعجة جمالياً عند الفتاة هي عائق نفسي يسبب لها مشاكل مثل عدم الثقة بالنفس أو الاكتئاب والتعب، ومن جهة أخرى تسعى كل فتاة دائماً للاهتمام بالبشرة واستخدام مستحضرات التجميل لتبدو بأفضل هيئة، هذا ما يجعل الفتاة أحياناً تميل للاعتقاد بأن جميع الملامح التي تمتلكها يجب أن تكون مثالية تماماً، وهذا شيء غير موجود في الواقع، لكن الفتاة هنا تقع في هوس الانزعاج من أصغر المشاكل الجمالية وتلجأ للتدقيق فيها والتفكير طوال الوقت، فتنجر فيما بعد إلى حالة غير مبررة من فقدان الثقة بالنفس.

  • التعرض للتنمر: التنمر يؤذي جميع الناس في جميع الأعمار، لكنَّ الفتيات حقيقةً أكثر تأثراً بذلك بسبب طبيعتهم الحساسة، وخصوصاً عندما يكن في مرحلة المراهقة أو بداية فترة الصبا، فقد تتعرض الفتاة لتنمر زميلاتها في المدرسة، أو لتنمر الأصدقاء والمقربين، أو لتنمر المجتمع بشكل عام، كل نوع من أنواع التنمر ينعكس بآثار سلبية جداً على الشخصية بما في ذلك انعدام الثقة بالنفس.

  • طريقة التنشئة الأسرية: الأسرة عامل مهم جداً في تنمية شخصية الفتاة، فعندما تتبع تلك الأسرة أساليب خاطئة في التربية أو التعامل مع الفتاة ستتعرض لعدة مشاكل متعلقة بالشخصية منها ضعف الثقة بالنفس، فهناك كثير من العائلات والأُسر تتعامل مع الفتاة أو تعلمها أفكار ومعتقدات تدل على أنها غير قادرة على اتخاذ قرارات بنفسها ويجب أن يتحكم أفراد الأسرة بتلك القرارات، أو يتم حرمانها من حريتها أو إكمال التعليم أو تحقيق ذاتها بأي شكل ممكن، وأسوء ما في الأمر أن يرافق العنف الأسري كل ذلك، فعندئذٍ لن يتوقف الأمر على ضعف الثقة بالنفس فقط وإنما ستُخلَق مشاكل نفسية أكثر وأخطر.

  • طبيعة المجتمع: لا يوجد شك بأن طبيعة المجتمعات التي تعطي تقييم ظالم لحياة الفتاة منتشرة بكثرة، حيث تتلقى الفتاة معايير جائرة لتصرفاتها وحقوقها، وعندما تقع الفتاة بمشكلة الخوف من نظرات المجتمع واتهاماته ستعجز عن إنجاز أي شيء ترديده وتُصاب بحالة من عدم الثقة بنفسها وقدراتها وخوفها من الاعتماد على نفسها في أي جانب من جوانب حياتها.

  • الوضع المادي: قد تقف القدرات المادية عائقاً أمام الكثير من الطموحات أو تشكل شعوراً بالعار عند بعض الأشخاص، وبالنسبة للفتيات والبنات خصوصاً في عمر المراهقة، قد ينظرن إلى ذلك بأنه عائق أمام الحصول على الرفاهيات والمتطلبات الموجودة عند البنات من نفس الفئة العمرية ومن نفس المحيط الاجتماعي، سيكون هذا سبب يزرع في نفس البنت شعور بالخجل من هذا الوضع أو الغضب يؤدي بها لحالة من قلة الثقة بنفسها.

  • المرور بفترة المراهقة: تتصف مرحلة المراهقة كما هو معروف بكثرة التقلبات في الشخصية ونوعية الأفكار والمشاعر، ويمكن أن تتعرض الفتيات لأحد أنواع التقلبات في الأفكار وخصوصاً في بداية المراهقة التي تكون انتقالاً مفاجأً نوعاً ما من مرحلة الطفولة إلى أوائل مراحل البلوغ والصبا، وهنا تختلف طريقة معاملة الأهل وجميع المحيط للفتاة وتبدأ الملاحظات والتنبيهات تزيد من ذلك المحيط، هذا ما يعرض الفتاة لنوع من التراجع في قوة الثقة بالنفس التي تكون طبيعية ومرحلية ما لم يحدث مع الفتاة المراهقة ما يوطد ذلك التراجع ويجعله يزيد عندها.

  • قلة الانجذاب العاطفي: عندما تعاني الفتاة من الفراغ العاطفي وملاحظة عدم انجذاب أفراد الجنس الآخر لشخصيتها ستمر بمرحلة حساسة جداً من عدم الثقة بالنفس وضعف الشخصية قد تؤول إلى نوع من الاكتئاب، حيث يستفحل الشعور بالنقص في نفسيتها والشعور بأنها موضع إهمال ورفض بسبب ذاك النقص، وفي جانب آخر لنفس الفكرة، قد تعاني بعض الفتيات من مشكلة التعلق العاطفي لفترة من الزمن تجاه شخص محدد، ولكن ذلك الشخص يحاول التهرب من الفتاة وتجاهلها ولا يبادلها الانجذاب ذاته، هذه أيضاً مشكلة تؤثر على مدى ثقة الفتاة بنفسها ويسبب لها المرور بفترة من الضعف وفقدان الثقة.

  • المرور بتجربة فشل: على الرغم من أن الفشل أحياناً تجربة هامة في حياة جميع الناس للتعلم وتطوير الذات، إلا أن عدم وجود القدرة على مواجهته يترتب عليه الوقوع في حالة من الضعف النفسي وانعدام الثقة، وهذا ما ربما يحدث لدى الفتيات في مرحلة ما من مراحل حياتهن سواء على الصعيد الدراسي والمهني أو على الصعيد العاطفي، وتكون النتائج سلبية في عدة جوانب منها ثقة الفتاة بنفسها وقوة شخصيتها.

  • ضعف الشخصية: ضعف الشخصية وانعدام الثقة بالذات مفهومين مترابطين، فكل منهما سبب ونتيجة للآخر، فعندما تكون الفتاة صاحبة شخصية ضعيفة بالأساس فسيتطور عندها حالة من ضعف الثقة بالنفس إلى حدٍّ ما.

  • بعض الطباع: مثل الحساسية الزائدة التي تجعل الفتاة لا تتقبل أي نوع من الانتقاد وتتحسس من ذلك فتفسره بأنه نقص موجود لديها، وهذا النوع من الطباع أكثر انتشاراً لدى البنات من الذكور، والخوف الدائم من الفشل هو أيضاً من الطباع التي قد تجعل الفتاة أقل ثقة بنفسها.

  • ضعف التواصل الاجتماعي: المتمثل بضعف القدرات على التواصل مع الآخرين وتكوين علاقات اجتماعية مع أصدقاء أو أقرباء، هذا النوع من المشاكل يؤدي للانعزال والوحدة التي تؤثر بشكل كبير على طريقة تفكير الفتاة فتصبح سلبية وكثيرة نقد الذات والشعور بقلة ثقة تجاه نفسها.

  • التحصيل الدراسي: تشكل أحيانا فروق مستويات التحصيل العلمي والدراسي نوع من الغيرة بين البنات، فالبعض منهن يقارن أنفسهن بمن هنَّ أعلى درجة في التحصيل الدراسي، والبعض الآخر يَكُنَّ غير حاصلين على تحصيل دراسي وإنما واصلين لمرحلة معينة من التعليم فقط غالباً تكون في إحدى مراحل المدرسة، فيشعرن بالخجل عند المقارنة مع من هن أفضل في الشهادات أو إكمال التعليم، وهذا يولد شعور بقلة الثقة بالنفس.

  • مواقع التواصل الاجتماعي: مؤخراً أصبح وجود تطبيقات التواصل الاجتماعي وأنواع الأنشطة المطروحة عبرها ذو تأثير سلبي جداً وخطر على تفكير ونفسية البنات وخصوصاً المراهقات، فهو عالم مليء بالزيف والانجرار نحو المظاهر الاجتماعية الفارغة والمثالية غير الحقيقة، فتشاهد الفتاة مظاهر الجمال المثالي الخالي من العيوب بسبب تأثير الفلاتر وتقنيات التعديل على الصور، بالإضافة لمظاهر الحياة المترفة التي يتناقلها نسبة كبيرة من مشاهير هذه المواقع، هذا كله يعزز شعور النقص الغير مبرر عند الفتيات ويؤدي إلى مراحل خطرة من عدم الثقة بالنفس.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟