علاج أضطراب تشوة الجسم (3)

اضطراب تشوُّه الجسم أو وسواس التشوُّه الجسمي أكثر شيوعاً في العصر الحالي، نتيجة التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على صورة الجسد وثقة الأشخاص بأنفسهم وبمظهرهم ونتيجة انتشار أنماط قياسية للجمال، فالعيوب البسيطة في شكل الوجه أو الجسد قد تسبب حالة من القلق والاضطراب المرضي لدى البعض، تتلوها محاولات حثيثة لتغيير الشكل أو تستير العيوب أو حتى الانعزال لعدم إظهار العيب الوهمي في الجسد.

المرآة وكره الشكل

أجريت دراسة عام 2011 على مجموعة من الأشخاص المصابين باضطراب تشوُّه الجسم ومجموعة من الأشخاص غير المصابين، استهدفت ملاحظة تأثير النظر في المرآة ومدة التحديق بالمرآة على شعور المشاركين في التجربة ناحية عيوب الشكل وما ينتج عنها من قلق وضيق.
وقد استنتجت الدراسة مجموعة مهمة من النتائج التي ساهمت بفهم أفضل لطبيعة اضطراب تشوُّه الجسد، وأهم هذه الاستنتاجات
– الأشخاص الذين لا يعانون من اضطراب تشوُّه الجسد عانوا أيضاً من القلق والضيق عن التحديق في صورتهم على المرآة لفترة طويلة.
– التحديق بالمرآة بالنسبة للذين يعانون من اضطراب تشوُّه الجسد يمكن أن يكون محفزاً قوياً وفورياً لمشاعر الضيق والحزن.

يمكنك أن تتعرف أكثر إلى تأثير المرآة على اضطراب تشوّه الجسم من خلال إحدى الحالات التي طرحت مشكلتها على مجتمع حِلّوها بعنوان (شكلي لا يعجبني حتى وصل الأمر أني أخاف من نفسي).

علاج كره الشكل وتوهم تشوُّه الجسم

أكره شكلي وعندي عقدة من مظهري الخارجي، كيف أكون راضية عن شكلي وكيف أحب مظهري الخارجي؟

هناك خيارات علاجية متعددة لعلاج كره الشكل واضطراب تشوُّه الجسم، هي بمعظمها تدخلات نفسية وتدخلات طبية-نفسية، وأبرز تقنيات علاج توهُّم تشوُّه الجسم وكره الشكل هي:

1- عادةً ما يتم وصف الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج آثار اضطراب تشوُّه الجسد والتخفيف من حدة أعراضه، وكوسيلة لمساعدة المريض على تقبل العلاج النفسي أيضاً.

2- تشير الدراسات إلى فاعلية مثبطات إعادة امتصاص هرمون السيروتونين الانتقائية Selective Serotonin Seuptake Inhibitors في علاج اضطراب تشوُّه الجسم، إضافة إلى استخدامها بفاعلية في مقاومة الانتكاس .

3- العلاج السلوكي المعرفي لمرضى اضطراب تشوُّه الجسد: حيث يقوم العلاج السلوكي المعرفي على إعادة تكوين الصورة الذاتية للمصاب وإعادة تدريبه نفسياً على النظر إلى شكله الخارجي بطريقة مختلفة، ومساعدته على مواجهة المخاوف بشكل تدريجي (المرايا، المواقف الاجتماعية، التفاعل…إلخ).
إضافة إلى مساعدة المصاب بتشوُّه الجسم الوهمي على مقاومة السلوك القهري أو سلوك التماس الأمان Safety-Seeking والذي يتمثل بوضع المزيد من المكياج أو التمويه وغيرها،

4- تثبت الدراسات أن العلاج بمضادات الاكتئاب ومثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية جنباً إلى جنب مع العلاج السلوكي المعرفي؛ تعتبر الاستراتيجية العلاجية الرئيسية للتعامل مع مرضى اضطراب التشوُّه الوهمي للجسم].

5- وتشير الإحصائيات المتعلقة بمدة علاج تشوُّه الجسم وانتكاس توهم التشوُّه الجسدي إلى أن :
– 58.2% تجاوزا اضطراب تشوُّه الجسد بشكل جزئي أو كامل بعد العلاج لمدة ستة أشهر إلى سنة.
– 28.6% من الذين خضعوا للعلاج وتجاوزوا الاضطراب بشكل جزئي؛ عانوا لاحقاً من الانتكاس باضطراب تشوُّه الجسد.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟