عزلة المراهق

أسباب العزلة عند المراهقين

قد تكون مرحلة المراهقة من أهم المراحل خلال نمو الشخص، هناك العديد من المصاعب المرافقة لها ولكن بين التقلبات المزاجية الناتجة عن التغيرات الهرمونية ومحاولة التمرد على السلطة واكتساب المزيد من الاستقلالية سيبقى المراهق راغباً في أن يشعر بالقبول والانتماء، سواء كان ذلك بين أفراد العائلة أو بين أوساط أصدقائه فالمراهق يرغب بأن يكون موجوداً بين مجموعةٍ تؤمن له الراحة النفسية.
إذاً عندما يبدأ المراهق بالجنوح نحو العزلة والابتعاد عن الآخرين، ويفضل قضاء وقته وحيداً على أن يكون بين الناس فهذا قد يكون دليلاً على وجود خطبٍ ما، من أجل معرفة المشكلة من الضروري أن تبحث في أسباب العزلة الاجتماعية عند المراهق. عادةً ما تكون أهم هذه الأسباب:

  • التنمر والإقصاء: قد تكون الرغبة بالقبول والاندماج واحدةً من أعظم الرغبات الداخلية للمراهقين، ولكن العديد من المراهقين يمكن أن يُعانوا من بعض التمييز ضدهم لأسبابٍ مختلفة يمكن أن تتضمن الشكل الخارجي واللون أو شكل الملابس التي يرتدونها أو بسبب الأداء الأكاديمي في المدرسة أو بسبب بعض التصرفات المميزة، التعرض للتنمر والإقصاء من الآخرين يمكن أن يقود إلى إبعاد المراهقين عن العديد من المجموعات الاجتماعية ويجعلهم يفضلون البقاء لوحدهم.

  • الاكتئاب والقلق: الاكتئاب والقلق يمكن أن يكونا معضلتين كبيرتين للمراهقين، ويجعل الاكتئاب الشخص يميل للانعزال والابتعاد عن الآخرين ويتجنب الأنشطة التي كان يجد فيها المتعة سابقاً، هناك أسباب متعددة للاكتئاب وخاصة في مرحلة المراهقة ولكنّ أحد الأسباب البارزة لاكتئاب المراهقين هي عدم تقبل الأقران للشخص.

  • الإدمان على التكنولوجيا: في هذه الأيام أصبح الكثير من المراهقين يقضون جزءاً كبيراً من أوقاتهم أمام الأجهزة الالكترونية الحديثة، سواء كان المراهق يملأ أوقاته بمشاهدة التلفاز أو تصفح الانترنت أو على شبكات التواصل الاجتماعي أو حتى بممارسة الألعاب الالكترونية فهو يقضي وقته في عالمٍ افتراضي، وجوده في هذه العوالم الافتراضية يجعله تدريجيا يبتعد عن الآخرين ويقلل من التفاعل معهم دون أن يكون هناك أداة الكترونية تُشكل وسيطاً بينهم.

  • نقل مكان السكن: يمكن أن يؤدي انتقال العائلة من مكانٍ لآخر في فترة مراهقة الابن إلى معاناة الابن من صعوبات كثيرة، تغيير المدرسة والدخول إلى بيئةٍ جديدة يمكن أن يكون صعباً عليه عندما يكون بعيداً عن أصدقائه القدامى.

  • مشاكل مرتبطة بالعلاقات: العزلة الاجتماعية عند المراهق قد تجعل من الصعب عليه أن يتقن بعض المهارات الاجتماعية الضرورية، يمكن أن يجعله ذلك يتصرف بغرابة أمام الآخرين أو يفتقر للقدرة على حل النزاعات مع أقرانه وقد يكون لديه بعض المشاكل في إدارة الغضب مما يجعل أقرانه يخافون منه ويتجنبونه.

  • مشاكل مرتبطة بالشكل الجسدي: يمكن أن يُعاني بعض المراهقين من العزلة نتيجة المعاناة من عيوبٍ جسدية معينة، وحتى في حال لم يعاني المراهق من عيوب جسدية حقيقية فقد يشعر بالقلق بسبب نقد غير عقلاني لشكله أو لكونه يمتلك نظرة مبالغ فيها لعيوبه، هذا الأمر يجعله يُعاني من القلق بشأن مظهره الخارجي ويدفعه للابتعاد عن الآخرين.

علاج المراهق الانطوائي

  • اصطحابهم لخارج المنزل: الخروج من المنزل وقضاء بعض الوقت في الطبيعة يمكن أن يحمل العديد من الآثار المفيدة على الحالة المزاجية والصحة النفسية، الخروج للطبيعة يقلل من مستويات هرمون الكورتيزول ويُساعد المراهق على الشعور بالراحة.

  • تشجيعهم على العمل التطوعي: بينت العديد من الدراسات أنّ مساعدة الآخرين تُحسن من الصحة العقلية بشكل كبير، في هذا العمر الصغير يمكن أن يجد المراهقون الكثير من فرص التطوع ومساعدة الآخرين وفقاً لتفضيلاتهم الشخصية، يمكن أن يعمل المراهق في مساعدة الحيوانات أو مع الأطفال الصغار أو حتى ضمن المراكز الاجتماعية.

  • حثهم على ممارسة الرياضة: لممارسة الرياضة أثر كبير على الصحة العقلية والنفسية فهي تحفز إفراز الإندورفينات، ممارسة بعض أنواع الرياضات والتدريب في النوادي الرياضية يمكن أن يكون فرصة مثالية للمراهقين للتعرف على أشخاصٍ جدد وإنشاء صداقات وخاصة في الرياضات التي تتطلب العمل في فريق.

  • حمايتهم من التنمر: من أهم الإجراءات التي يجب التفكير بها هي حماية المراهقين من التنمر في المنزل أو في المدرسة أو في أي مكان آخر، وذلك ليس فقط من خلال التدخل المباشر في مواجهة المتنمرين، بل أيضاً من خلال منح المراهق الأدوات اللازمة لمواجهة التنمر وتدريبه على التعامل مع الأشخاص المتنمرين في حياته والتصالح مع المواضيع التي قد تكون سبباً لتعرضه للتنمر.

  • فصلهم عن العالم الافتراضي قليلاً: رغم أهمية الالكترونيات في العصر الحالي إلا أنها لا يجب أن تفصلهم عن الواقع، لذلك من المهم أن تجد طريقة لإبعاد المراهقين عن العالم الافتراضي قليلاً، من الممكن مثلاً أن تُحدد وقتاً يمنع خلاله استعمال الانترنت أو أن يكون هناك أوقات معينة يسمح فيها بممارسة الألعاب الالكترونية.

  • استشارة متخصص: في بعض الحالات قد تكون الانطوائية عرضاً خطيراً لاضطرابات الشخصية والمشاكل النفسية، وعلى الأهل طلب الاستشارة من المتخصصين لتحليل المشكلة ولإجادة التعامل مع المراهق الانطوائي بالشكل المناسب.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟