رحلة تربية الأطفال

 أفكار تساعدك في رحلة تربية أطفالك

عندما تنتهي فترة الحمل ويأتي هذا الطفل إلى حياتك، يبدأ شعورك بأن هناك نصائح من الجميع تُقدّم لك في محاولة منهم للمساعدة في رعاية هذا الطفل. بعض منهم يمتلكون الخبرة الكافية لتقديم النصائح والبعض الآخر يقدّمون ما هو مألوف من أساليب تربوية قديمة متوارثة.

 وتبقى هذه المشاعر حتى يصل الطفل إلى عمر السنتين تقريبًا، عندما تشعرين بأنه بدأ يفهم عليكِ وعلى أسلوبك معه. لأنك تريدين كل ما هو أفضل لطفلك فإننا سنقوم هنا بتقديم بعض الأفكار التي ستساعدك رحلة تربية أطفالك نحو حياة مستقرة سهلة لك ولهم. وهذه الأفكار تتلخّص كالآتي:

1.الابتعاد عن أسلوب النفي قدر المستطاع: من الأفضل عدم استخدام كلمة لا أو أي أداة للنفي بطريقة مباشرة مع الطفل واستبدالها بطرق أخرى. مثلًا: لا تخبري الطفل بطريقة مباشرة قائلة: لا تتسلق تلك الشجرة، ولكن من الأفضل أن تقولي: يا بني عليك أن تكون حذرًا عندما تتسلّق تلك الشجرة. حتى لا يشعر الطفل بالخوف من المحاولة في المستقبل، ويتعلّم كيف كيف يكون حذرًا عند القيام بأي نشاط.

2.اختيار السعادة في التربية: كما نعلم فإن رحلة التربية يسودها القلق والخوف على الأبناء، ولكن لا مفرّ من كل ذلك إلا إذا استبدلنا ذلك الخوف والقلق بالسعادة، وبأن تكون الحياة مع الأطفال هادئة قدر المستطاع ليعتاد الطفل على الهدوء في النقاش. على الأم أن تعلم جيدًا أنها قد تخسر بعض المعارك مع طفلها أثناء رحلة التربية، ولكن هذا لا يعني فشلها في التربية.

3.استخدمي طرقًا قديمة للتسلية: من الأفضل عدم اللجوء للأجهزة الإلكترونية لملء وقت فراغ الطفل. فإن إعطاء الطفل الهاتف النقال فقط لتتمكّني من إتمام أعمالك المنزلية ما هي إلا طريقة خاطئة. حاولي استبدالها بالطرق القديمة التي اعتدت عليها وأنتِ صغيرة، مثلًا لوح الرسم أو المكعبات الخشبية أو الطلب منه القيام بأي نشاط تعلمين تمامًا أنه قادر على القيام به.

4.منح الحرية للطفل: مع الوقت ومرور الأيام يبدأ الطفل بإبراز وقت استقلاليته، فهو يريد أن يجعل والدته تشعر أنه قادر على القيام بأي عمل، مثل تحضير مائدة الطعام اختيار ملابسة وحده. هنا ما عليك إلا أن تمنحه تلك الرغبة، حتى بالرغم من كل الفوضى التي سيقوم بها، لأن تلك الفوضى ما هي الا طريقته الوحيدة للتعلم وتقدير أهيمة الثقة والحرية التي منحتها له والدته.

5.الاستمتاع بكل لحظة مع الطفل: بالرغم من كل الفوضى التي يقوم بها الطفل في البيت، ومحاولات ترتيب الأمور والسيطرة على الفوضى، لا تجعلي هذا يقف عائقًا أمامك للاستمتاع بكل لحظة مع الطفل وخصوصًا اللحظات التي تقومين من خلالها باستعراض أهم النشاطات التي قام بها مهما كانت بسيطة، وإخباره أنك فخورة به وبتلك الإنجازات. حاولي أن تُشعِريه بأهمية ما قام به من إنجاز، ولا مانع من الاحتفال بتلك الإنجازات بأي طريقة تُشعِره أنه مهم.

6.امنحي الطفل الوقت الكافي:  في رحلة تربية أطفالك بالرغم من أن كل شيء يحتاج إلى الوقت منك على مدار اليوم، إلا أنه لا بدّ لك أن تعلمي أن الوقت الذي عليك تخصصية لطفلك هو أهم تلك الأوقات. لا تنتظري أيام العطلة لتلعبي مع طفلك، بل اعملي على ترتيب وقتك لتتمكّني من القيام بكل ما هو مطلوب منك دون أن يكون على حساب الشيء الآخر. ولكن الأولوية هي الوقت الكافي مع الطفل.

7.لا تقومي بالأعمال بدل طفلك: الكثير من الأمهات يقمن بإتمام الأعمال الموكلة للأطفال، حتى لا يشعروا بالتعب. لكن هنا يعتاد الطفل على أن ينتظر المساعدة بشكل مستمر. فإن كنت قد طلبتِ من طفلك القيام بترتيب غرفته وألعابه، وشعر بالتعب، فلا تقومي بإتمام العمل عنه بل أخبريه أن بإمكانه أن يرتاح قليلًا ثم يكمل ترتيب ما طُلب منه.

8.تعاملي مع طفلك كما تريدين أن يصبح: جميعنا نعلم جيدًا أن الطفل يعمل على تقليد والديه بشكل مستمر، وخاصة أمه لأنه يقضي معها معظم وقته في النهار. لذلك على الأم أن تكون حذرة في التصرّف مع الطفل، فإذا أردتِ أن لا يكون طفلك عنيفًا فلا تضربيه. وإن كنتِ ترغبين بأن يكون طفلًا اجتماعيًا، فتواصلي مع الآخرين أمامه بالطريقة السليمة. فكلما تصرفتِ أمامه التصرّفات السليمة، فإن الطفل يكبر على تقليدها لتصبح جزءًا منه.

9.لا تعاقبي نفسك على الخطأ: تربية الأطفال والأمومة هي أمور صعبة، فبالرغم من وجود القوانين والأنظمة والقواعد التي تسهّل بعض الأمور، إلا أن الأمور أحيانًا تخرج عن سيطرة الأم . من الطبيعي أن تخطئ الأم وأن لا تقوم بما يجب القيام به، لكن عليك أن تطمئني وترتاحي ولا تعاقبي نفسك على الخطأ الذي قمتِ به، بل أعط نفسك بعض الوقت، وسامحي نفسك على التصرّف الذي لم يعجبك، وحاولي إصلاح الموقف مباشرة دون أن تضغطي على نفسك وتزيدي من توترك.

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟