دور المدرسة ف حياة الاطفال

دور المدرسة في تربية الطفل اجتماعياً

لطالما كانت المدرسة المنزل الثاني للطفل الذي يقضي فيها وقتاً طويلاً، وتشكل حول الطفل مجتمع خاص فيه، فتؤثر المدرسة خلال الساعات التي يقضيها الطفل فيها على تربيته اجتماعياً من خلال:

  • تعليم الطفل التفاعل مع الآخرين: المدرسة هي المكان الأول الذي يحصل فيه الطفل على أصدقاء من عمره يستطيع التعامل معهم، وبناء علاقات بنفسه للمرة الأولى بعيداً عن والديه، حيث أن المواقف اليومية التي تحصل مع الأقران تعلّم الطفل كيف يتفاعل مع الآخرين بشكل عملي بعيداً عن التوجيهات التي يلقيها الأبوين.

  • تعليم الطفل القيم الاجتماعية: إن وجود مجموعة من الأطفال في مكان واحد واللعب معاً وقضاء وقت طويل، هذا يعلم الطفل بعض القيم الاجتماعية التي يمكن أن يكون سمعها من والديه دون أن يفهم معناها، ولكن بوجوده مع أقرانه سوف يتعلم ألا يكون أناني ويقاسمهم الحاجات والألعاب وحتى الطعام وهذا بدوره ينمي لديه حب العطاء، كما أن وجوده في المدرسة يعلمه ألا يكذب ويقول الصدق بطريقة عفوية دون تفكير.

  • تنمية المعارف العلمية واللغوية: من أهم أدوار المدرسة الاجتماعية هي تنمية معارف الطفل اللغوية، فهي المكان الأول الذي يتعلم فيه الطفل المحادثة والأسس العلمية والقواعد الأساسية لتطوير المهارات اللغوية لديه.

  • تعلم النظام والالتزام بالقوانين: تعتبر المدرسة هي المكان الذي يتعلم فيه الطفل كيف يتكلم بتهذيب مع المدرسات والأقران، كما يتعلم الانتظام والهدوء في التصرفات، ويفهم أهمية عدم التقصير بالواجبات ويشعر بأهمية النجاح.

  • اكتشاف المواهب وتنميتها: للمدرسة أيضاً الدور الكبير في اكتشاف مواهب الطفل سواءً كانت في الرسم أو في الرياضة أو في العزف أو في أي مجال آخر، حيث تتيح للطفل التعبير عن ذاته بالطريقة التي يرغب فيها تاركة المجال لخياله لنسج ما يهوى، وهنا يكون دور المعلمات اللواتي يراقبن الأطفال في اكتشاف مواهب الأطفال وتنبيه الأهل عليها للمساهمة في تنميتها.

كيف تؤثر المدرسة على الطفل؟

تؤثر المدرسة بشكل إيجابي على شخصية الطفل من خلال تعامله مع أقرانه في كل يوم، ومن خلال المواقف التي يتعرض لها الطفل ويكون مجبر على أن يتعامل مع هذه المواقف لوحده فهذا يعلمه الكثير من القيم التي تعود على شخصيته بشكل إيجابي، وسوف نذكر بعض من آثار المدرسة على الطفل:

  • القدرة على تحديد الهدف: إن الدروس والتحفيز الدائم من قبل المعلمين وتنمية الثقافة لدى الأطفال تجعلهم قادرين على تحديد هدف معين في حياتهم وتنمي لهم الطموح بلا وعي، وتجعل كل طفل يفكر ويسرح في خياله عما يجب أن يكون عليه في المستقبل وأن يعمل بكل طاقته للوصول لهذا الهدف.

  • تؤثر على شخصية الطفل بشكل إيجابي أو سلبي: إن المدرسة تؤثر بشكل مباشر على شخصية الطفل ففي حال كان مستقراً مع الأطفال الآخرين ومتجاوب مع المعلم سوف يقوم بجميع واجباته دون ملل أو ضعف، ويسعى دائماً للتطور استجابة للتشجيع من المعلم، وهذا يقوي شخصيته وينمي لديه مهارات التواصل مع الآخرين، أما في حال كان الطفل غير منسجم مع الأطفال من حوله أو لم يشعر بالحب والألفة تجاه المعلم خاصة إن تغلبت عليه مشاعر الخوف منه، فهذا سوف ينعكس بشكل سلبي ويضعف من شخصيته ويضعف مهارات التواصل لديه.

  • تعلّم الطفل معنى الصداقة: المدرسة هي المكان الأول الذي يبدأ الطفل فيها يفهم معنى الصداقة ولو بدرجة قليلة من الوعي ولكن فيما بعد يرى أن أصدقاء المدرسة هم من أكثر الأصدقاء الحقيقيين الذين تستمر صحبتهم لسنوات طويلة، ففي هذه المرحلة تكون الصداقة قائمة على تشارك اليوميات دون أهداف أو مصالح وهذا ما يجعلها تدوم لسنوات.

  • تعلم الطفل الاهتمام بنظافته: الطفل ما قبل المدرسة يكون معتمد بنظافته الشخصية على أمه بشكل كامل، ولكن في المدرسة وعندما يبدأ بقضاء وقت طويل لوحده بعيداً عن أمه يجبر الطفل على الاهتمام بنظافته الشخصية وهذه أحد الآثار الإيجابية للمدرسة والتي تعلم من خلالها الطفل الاعتماد على نفسه والاعتناء بنظافته.

  • تدعم الطفل صحياً: المدرسة لا تعلّم الطفل الدروس فقط، وإنما يكون لها دور بتقويم السلوك عند الأطفال، ودعم الطفل صحياً أيضاً فالمعلمين يحرصون على تعليم الطفل كيف يجلس بطريقة صحيّة، بالإضافة إلى إدخال التمارين الرياضية إلى الروتين اليومي للأطفال والتي تجعلهم نشيطين وتجعل أجسامهم مرنة .

اخصائي نفسي 

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟