دور المدرسة في حياه الطفل (2)

تتجمع العديد من العوامل لتساهم بشكل مباشر في نمو الطفل وتكوين شخصيته سواءً كانت في المنزل أو في المدرسة أو في الحياة الاجتماعية اليومية .

كيف تؤثر المدرسة على الطفل؟

تؤثر المدرسة بشكل إيجابي على شخصية الطفل من خلال تعامله مع أقرانه في كل يوم، ومن خلال المواقف التي يتعرض لها الطفل ويكون مجبر على أن يتعامل مع هذه المواقف لوحده فهذا يعلمه الكثير من القيم التي تعود على شخصيته بشكل إيجابي، وسوف نذكر بعض من آثار المدرسة على الطفل:

  • القدرة على تحديد الهدف: إن الدروس والتحفيز الدائم من قبل المعلمين وتنمية الثقافة لدى الأطفال تجعلهم قادرين على تحديد هدف معين في حياتهم وتنمي لهم الطموح بلا وعي، وتجعل كل طفل يفكر ويسرح في خياله عما يجب أن يكون عليه في المستقبل وأن يعمل بكل طاقته للوصول لهذا الهدف.

  • تؤثر على شخصية الطفل بشكل إيجابي أو سلبي: إن المدرسة تؤثر بشكل مباشر على شخصية الطفل ففي حال كان مستقراً مع الأطفال الآخرين ومتجاوب مع المعلم سوف يقوم بجميع واجباته دون ملل أو ضعف، ويسعى دائماً للتطور استجابة للتشجيع من المعلم، وهذا يقوي شخصيته وينمي لديه مهارات التواصل مع الآخرين، أما في حال كان الطفل غير منسجم مع الأطفال من حوله أو لم يشعر بالحب والألفة تجاه المعلم خاصة إن تغلبت عليه مشاعر الخوف منه، فهذا سوف ينعكس بشكل سلبي ويضعف من شخصيته ويضعف مهارات التواصل لديه.

  • تعلّم الطفل معنى الصداقة: المدرسة هي المكان الأول الذي يبدأ الطفل فيها يفهم معنى الصداقة ولو بدرجة قليلة من الوعي ولكن فيما بعد يرى أن أصدقاء المدرسة هم من أكثر الأصدقاء الحقيقيين الذين تستمر صحبتهم لسنوات طويلة، ففي هذه المرحلة تكون الصداقة قائمة على تشارك اليوميات دون أهداف أو مصالح وهذا ما يجعلها تدوم لسنوات.

  • تعلم الطفل الاهتمام بنظافته: الطفل ما قبل المدرسة يكون معتمد بنظافته الشخصية على أمه بشكل كامل، ولكن في المدرسة وعندما يبدأ بقضاء وقت طويل لوحده بعيداً عن أمه يجبر الطفل على الاهتمام بنظافته الشخصية وهذه أحد الآثار الإيجابية للمدرسة والتي تعلم من خلالها الطفل الاعتماد على نفسه والاعتناء بنظافته.

  • تدعم الطفل صحياً: المدرسة لا تعلّم الطفل الدروس فقط، وإنما يكون لها دور بتقويم السلوك عند الأطفال، ودعم الطفل صحياً أيضاً فالمعلمين يحرصون على تعليم الطفل كيف يجلس بطريقة صحيّة، بالإضافة إلى إدخال التمارين الرياضية إلى الروتين اليومي للأطفال والتي تجعلهم نشيطين وتجعل أجسامهم مرنة وقوية.

نصائح لدعم لتكوين شخصية الطفل في المدرسة

مسؤولية بناء شخصية الطفل المستقلة وتطويرها هي مسؤولية مشتركة بين المعلمين والأهل، لذلك لابد من بعض النصائح التي يستفيد منها الأهل عند التعامل مع أطفالهم:

  • الاهتمام بالطفل: من واجبات الأهل نحو طفلهم الاهتمام فيه وبدروسه فلا يجب إهمال الأم لواجبات الطفل حتى ولو كان هنالك من يساعده في دروسه في المنزل، لأنه يبقى للأم الدور الأهم في معرفة هل يستجيب الطفل للدروس وللمعلمين وهل هو مستقر نفسياً في هذه المدرسة وهل يحب معلمته أم أنه غير مستقر وغير قادر على التعبير، فالاهتمام بدروس الطفل هي الطريقة الوحيدة لمعرفة الآثار النفسية للمدرسة على الطفل.

  • عدم السماح للطفل بالتكلم عن المعلمة: في بعض الأحيان الدلال الزائد المقدم للطفل وتلبية جميع رغباته قد يكون له أثر سلبي على تربية الطفل، وجعله يتطاول على معلمته، وهنا يكون دور الأهل بتوعية الطفل وترغيبه بالمدرسة والمعلمين وعدم السماح له بالكلام بشكل غير محترم عن المعلمة، ويجب ألا يتم الكلام عن المعلمة بشكل غير محترم من الأهل أمام الأطفال، وفي حال معرفة الأهل بأن الطفل لا يتطور مع هذه المعلمة يمكن ببساطة تغييرها ولكن باحترام دون إساءة.

  • ترغيب الطفل بالمدرسة عن طريق المكافأة: من أهم طرق ترغيب الأطفال بالمدرسة هي المكافآت التي من خلالها يشعر الطفل بأن له رغبة بالتفوق والمثابرة وقد تكون المكافأة بهدية جديدة أو الذهاب لمكان ما يرغب فيه.

  • تشجيع الطفل على بناء صداقات: من المهم تشجيع الطفل على بناء صداقات جديدة في المدرسة من أجل إعطاء الطفل شعور بأنه يذهب لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء، وليس للتعلم فقط ويمكن تطوير هذه الصداقات عن طريق التعرف على أهالي الأطفال وبناء علاقة جيدة معهم.

  • الاهتمام بالمناسبات: يجب على الأهل أن يزيدوا من اهتمامهم بالمناسبات التي تجعل الطفل يحب المدرسة والمعلمين من أجل تشجيع الطفل، وقد يقوم الأهل بحفلة صغيرة بعيد ميلاد الطفل في المدرسة أو في عيد المعلم هذه الطريقة تجعل الطفل يشعر بأن المدرسة هي منزله الثاني وليس مكاناً غريباً عنه.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟