دور الأم في حياة ابنتها

 

كيف تتعامل الأم مع ابنتها المراهقة

تختلف طرق التعامل مع الأبناء باختلاف مراحلهم العمرية، ولكن الأساسيات التربوية تبقى ثابتة كالاحترام وبناء الثقة والحب غير المشروط، في النقاط التالية سوف نبين دور الأم في حياة ابنتها المراهقة:

  1. استمعي دون إطلاق أحكام وإلقاء محاضرات: عندما تستمعين فقد تعرفي الكثير من التفاصيل ومن الأمور التي تختبئ وراء هذه التفاصيل من مشاعر وصراعات داخلية… إن كنت كلما تتحدثين مع ابنتك المراهقة تبدئين بتذكيرها بعدم التأخر مع الأصدقاء في الخارج وبتنظيف غرفتها، فماذا سيكون دافعها للحديث معك؟! الأنثى بشكل عام تبحث دائماً عمن يستمع إليها دون إصدار أحكام ولا حتى إيجاد حلول لمشكلاتها، فاستمعي لها فقط، وإن وجدت أنها في مشكلة وتريد حلاً فدعيها تحل مشكلتها بنفسها، أو حاولي أن تلفتي نظرها للحلول المتاحة واتركي لها الخيار كلما استطعت.

  2. ضعي نفسك مكانها: فهناك سلسلة من التغييرات التي حدثت على جسدها ونفسيتها وحياتها فجأة، وهناك أمور لا تزال هي نفسها لا تفهمها، وأسئلة كثيرة في رأسها، وحدود اجتماعية وعاطفية تمنعها من التعبير عما بداخلها من مخاوف ومشاعر وأفكار. تذكري نفسك عندما كنتِ مراهقة، وبالرغم من ذلك فلا تقارني جيلك بجيلها، فجيلها والعالم الآن أصعب بكثير مما كان عليه عندما كنت في مثل عمرها.

  3. ساعديها بتحسين نمط حياتها وتقوية شخصيتها: فكلما كان نمط حياتها صحي كلما قلت الصراعات داخلها وتحسنت نفسيتها وأصبح التعامل معها أسهل؛ فعوديها على ممارسة التمرينات الرياضية وتمرينات التنفس والاسترخاء، وعلميها منذ صغرها أساليب التواصل الفعال وضرورة التعبير عن نفسها بثقة، وأشركيها في دورات لتعليمها مهارات معينة كالذكاء العاطفي والإلقاء…

  4. اختاري معاركك معها: فليس كل أمر يحدث يستحق الجدال والعراك عليه معها، فإن أرادت طلاء غرفتها باللون البرتقالي فدعيها، فهذا الأمر ليس مهم جداً ويمكنك التغاضي عنه. زني الأمر في عقلك قبل أن تبدئي بالصراخ والعصبية، فليست كل ملاحظة لاذعة تستحق الرد وليس كل حجة يجب كسبها وليس كل معركة يجب خوضها. في بعض الأحيان يكون أفضل شيء يمكنك فعله هو الابتعاد قليلاً والتجاهل والتأقلم. دعيها تنفس عن نفسها بعمل أمور قد تبدو لك غير مقبولة، ولكنها ليست خطيرة ولا تؤثر عليها وعلى تربيتها في المدى البعيد…

  5. ابتعدي عن المقارنة: فلا تقارنيها بأحد ولا حتى بنفسها في مراحل عمرية سابقة، فمن أهم الأسباب المسؤولة عن حدة طباع وعن توتر المراهقين هو أنهم وجدوا أنفسهم مختلفين فجأة، وعندما تقفعلين ذلك فإنك تزيدين الطين بلة وتذكريها بما يوترها.

  6. جدي نقاط التقاء بينكما: فعليك أن تدخلي إلى عالمها وتنتقي منه ما يناسبك لتشاركيها فيه، وهي فرصة للتقارب بينكما ولتعرفي أكثر عن عالمها ولتحسني علاقتك معها وتضيقي الفجوة التي بينكما ولتجدي أمراً مشتركاً تتحدثا فيه؛ فإن كانت تحب مشاهدة الأفلام فانتقي بعض الأفلام وشاهديهم معها، ويمكنك إيصال عدة رسائل لها من خلال هذه الطريقة، لكن ليس بأسلوب مباشر؛ فمثلاً إن شاهدت معها فيلماً وكانت بطلته قد تصرفت تصرفاً غير صحيح فقولي لها “لو أنني مكانها لكنت قد فعلت كذا وكذا…”

  7. تذكري أن المراهقة تركز على ذاتها دائماً: فهذا ليس غروراً بقدر أنها تود أن تصل بنفسها إلى بر الأمان، وتشيع رغبتها بالحب والتقبل من نفسها ومن محيطها.

  8. كوني حذرة عند الحديث عن أصدقائها: فمن خصائص مرحلة المرهقة أن المراهق يبدأ بالاهتمام بمجتمع أصدقائه أكثر من اهتمامه بأسرته أو أي أمر آخر، ويتأثر بالأصدقاء كثيراً ويتخذهم قدوة له؛ فحتى لو رأيت أن إحدى صديقاتها تحاول إيذاءها فتمالكي أعصابك، ولا تبالغي، حتى لا تخسري ابنتك، وحاولي إيجاد طرق لمساعدة الفتاتين معاً ، فيمكنك مثلاً أن تتقربي منهما وتكوني لهما صديقة ثالثة أو أن تتواصلي مع أهل صديقة ابنتك…

  9. اعرفي متى تناقشي ومتى تعاقبي ومتى تتجاهلي: فالتفاوض والحوار دائمًا أفضل من تكتيكات التخويف والتهديد، وإن وجدت أن ابنتك قد أخطأت فتحدثي معها وعاقبيها إن استدعى الأمر ذلك بأن تحرميها من موبايلها لمدة معينة، كما أن عليك أن تتجاهلي أحياناً وخاصة المواقف التي تتقصد فيها ابنتك استفزازك فيها.

  10. ضعي الحدود والقوانين: فعندما تكون قوانينك واضحة تشعر ابنتك بالأمان وتتخلص قليلاً من حالة الضياع، حتى لو لم تعجبها هذه القوانين. فالبشر بطبعهم يميلون للترتيب والروتين ويكرهون الفوضى والضياع.

  11. كوني متواجدة لأجلها: فاحضري حفلات مدرستها وكوني معها في أوقاتها الجميلة والصعبة، وعندما تحتاجين لها وعندما لا تحتاجينها.

  12. أحبيها دون شروط وعبري لها عن هذا الحب: فهذا النوع من الحب هو الذي يميز عالم الأمومة والأبوة؛ فأنت تحبينها ليس لأنها كذا أو بسبب كذا، فأنت تحبينها بالرغم من كذا وكذا، دعيها تعلم أن انتقادك هو للسلوك الذي قامت به وليس لشخصها، وعبري لها عن حبك دائماً.

  13. دعيها تجرب: نعلم أنه من الصعب عليك أن ترين ابنتك تقع في الخطأ وأنت واقفة تنظرين لها، لكن تذكري أن “كل واحد بتعلم من كيسه”، وأن التجارب هي التي تصقل الشخصية وتعلم مهارة حل المشكلات وتحسن الحياة فيما بعد.

  14. اقضي على وقت فراغها: فشجعيها على ممارسة هواياتها ومساعدتك في الأعمال المنزلية وعمل أمور تحبها بدلاً من السرحان والجلوس على الإنترنت ساعات وساعات.

  15. دعيها تستقي المعلومات التي تحتاجها منكِ أنتِ: فأخبريها عن مرحلة المراهقة وما يحصل فيها من تغييرات، وربيها تربية جنسية سليمة بإخبارها ما يجب أن تعرفها في مرحلتها العمرية هذه، ولا تتجاهلي هذا الأمر حتى لا تلجأ لطرق غير صحيحة لإشباع رغبتها في الفهم كأصدقاء السوء أو الإنترنت والأفلام الإباحية…

  16. تذكري أن المراهقة مرحلة عابرة: فلا تخسري ابنتك فيها، وحضريها لأيام جميلة قادمة، واستعدي لترينها بعد سنوات قليلة شابة ذات شخصية مستقلة وناضجة تفخر بنفسها وتفخرين أنتِ بها.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟