حس الخيال عند الاطفال

الخيال يساعد طفلك للوصول إلى أعلى الملكات الفكرية والعاطفية والاجتماعية، فالخيال عامل ضروري لتنمية العديد من مهارات التعلم الكامنة لدى الأطفال، فالخطوة الأولى في رحلة الاكتشافات والإبداع والحكمة هي: الخيال. وهناك مقولة مشهورة لألبرت أينشتين تؤكد هذا المعني: «المعرفة ليست علامة الذكاء، ولكن الخيال»، نعم. فالمعرفة بدون خيال ما جدواها غير نقل المعلومة كما هي؟ لكن كى نطورها ونستفيد منها، ونخلق منها الجديد نحتاج إلى «خيال»؛ لذلك كان الخيال ضروري لبناء عقلية إبداعية.

 لا بد من فهم الكيفية التي يعمل بها الخيال عند الأطفال، 

الخيال أوالتخيل :

هـو القدرة على تكـوين تصورات ذهنية غـيـر موجـودة في الواقع الملمـوس انطلاقا مـن أجـزاء عناصر موجـودة. وترتبط بهـذه الصور أحاسيس وانفعالات تؤثر في الشخصية التي تصدر عـنه. له دور مهـم في مراحل نمـو الطفـل، قـد لا ينتبه الوالدان. فهـو ينمـو في وجـدانه كما ينمـو جسـده. يساعـده عـلى التفكيـر والابتكار وتحريك القدرات وتنمية مهارات الحياة. ويمكن ملاحظة نموه في لغته وسلوكه اليومي وتعامله مع ألعابه وعلاقته برفاقه الواقعـيين والوهميين. وفي كل هـذه المجالات يتخيل الطفـل مجتمعاتٍ خلابة تحتـوي على كائنات منسجمة لا تعرف الأحـزان ولا الهموم المزعجة. ولهذا فدور المربي هو توظيف الخيال توظيفا تربويا يساهم في ترسيخ إيمان الناشئة وبناء شخصيتهم بناء متوازنا.

أهمية الخيال عند الأطفال

الخيال يساعد على النمو المعرفي والعاطفي عند الأطفال، ويساعدهم على توليد أفكار وإيجاد حلول إبداعية للمشكلات ، كما يساعد في عملية التعليم المبكر للأطفال وتنمية الثفة فى النفس ، وقد أكدت دراسات شتى للكثير من خبراء التربية: قدرة الخيال على تنمية ذكاء ومهارات الطفل؛ فالخبيرة التربوية “هيلين نيفيل” وجدت من خلال متابعتها لمراحل نمو الخيال لدى الأطفال: أنهم في مرحلة معينة يحاولون تقليد المحيطين بهم (مثل الأب والأم والأخوة والمعلمين)؛ كأن يحاول الطفل استخدام لعبة التليفون والتظاهر بأنه يتحدث هاتفيًا مع صديق له ويناقشه في أمر ما، أو يؤنب دميته على خطأ تخيلي لم يحدث، متقمصًا في ذلك الأسلوب الذي يتبعه والديه معه في توجيه سلوكه؛ ليس ذلك فحسب، بل إنه قد يلجأ أيضًا لتأليف حكايات أو رواية أحلام لم يرها للفت نظر والديه إلى أشياء معينة، يفكر بها أو أشياء أخرى يتطلع إليها ويريد الحصول عليها.

و يتم تقسـيم مرحـلة الطفـولة إلى أربعة مراحـل، بناء عـلى نمـو شخصية الطفل.

وسمى كل مرحلة بالميزة التي تميزها. وهذه المراحل هي:

1 – المرحلة الأولى: مرحلة العالـم المحدود والخيال الحاد. وتمتد مـن ثلاث إلى خمس سنـوات. في هـذه المرحل لا يدرك الطفل مـن العالـم إلا حدودا ضيقة مما يحيط به، ويتمـيـز بالخيال الحاد، وارتباط الخـيـال بالحيوانات.

2 – المرحلة الثانية: مرحلة الاكتشاف والتعرف. وتمتد من ست إلى تسع سنوات. وتتميز بالنمو البدني والتطور العقلي والشعور بالاستقلالية، وإدراك المجردات وحب الاستطلاع. ولـم يعـد يصنع مـن الكرسي المقلـوب سيارة ولا من العصا حصانا. وبذلك فقد انتقل من المتخيل ليرتبط أكثر بالمحسوس.

3 – المـرحلة الثالثـة: مرحلة التمـرد والتفـرد. وتمـتـد مـن تسع إلى اثني عشـرة سنة. وتتميـز بتضخـم الإحساس بالذات والميل إلى العمل الجماعي والقدرة الاستيعابية. ويرتبط الخيال في هذه المرحلة بالمخترعات أكثر من ارتباطه بالحيوانات.

4 – المرحلة الرابعة: مرحلة البحث عـن المثال. وتمتـد بين السنة الثانية عـشـر والخامسة عـشر من عمر الطفل. وتتميز هذه المرحلة بالتظاهر بالرجولة عند الفتيان والتظاهر بالأنوثة عند الفتيات. فيظهر الميل إلى النوع حيث يميل الطفل إلى مصاحبة الأطفال وتميل الفتاة إلى الفتيات. ويتميز الخيال بارتباطه، بشكل عام، بالتأملات والتساؤلات المستقبلية وتحليل المعلومات. ويطوق إلى عالم مثالي يتجاوز الواقع المثقل بالقلق والألـم. ويحلم بعالم منظم يحظى بالسلام ويسوده العدل والخير والجمال. وقد يهرب به الخيال إلى أحلام اليقظة.

1. من خلال قراءة القصص

 الأطفال لديهم حب فطري للقصص، وبما أن القصص هي امتداد للخيال، فإن الأطفال لا يسمعون فقط ويقرؤون القصص؛ انهم يعيشون تلك القصص، ويتقمصون كل مشهد وكل شخصية فيها، لذلك لتنمية الخيال الإسلامي عند طفلك: فمن المهم أن يسمع ويقرأ قصص قادة الإسلام وأبطاله؛ حتى يرتبط خياله بهؤلاء الأبطال، ويتقمص أدوراهم منذ صغره  ، وأيضا مشاهدة الطفل للبرامج وأفلام الكارتون: ينمي ملكة الخيال لديه، لكن ينبغي أن يتم انتقاء هذه الأعمال  بعناية بما يتوافق وقيمنا وعقيدتنا.

أفكار عملية

  •  ناقشي الفصول والمشاهد المختلفة في الكتب والأفلام، وساعدي طفلك على التوصل لنهايات بديلة.

  •  قومي بإنشاء قصصك الخاصة مع الطفل، واجعليه يؤلف قصصا ويرويها لك ولإخوته.

  • تقمصي أنت وطفلك بعض المشاهد في القصص، وانتقلي إلى عالم خيالي.

  • قراءة الكتب المصورة لمرحلة ما قبل المدرسة. وامنحي طفلك  بعض الوقت لمراقبة الصور.

  • ساعديه على تعلم كلمات جديدة، أسماء الأماكن، واستكشاف التاريخ من خلال القصص.

2. التلوين والرسم

جدران المنزل هي اللوحة الأولى لطفلك للتعبير الإبداعي؛ لذلك يجب أن تحذري وتوفري له الكراس وأدوات الرسم والتلوين، وأن تشجعيه للتعبير عن الذات، والتفكير الخيالي من خلال الرسم ، تساعد هذه الوسيلة على تنمية ذكاء الطفل، وذلك عن طريق تنمية هواياته في هذا المجال، وتجعله يتقصى أدق التفاصيل المطلوبة أثناء الرسم، بالإضافة إلى أنها تنمي استعداداته الابتكارية، عن طريق اكتشاف العلاقات، وإدخال التعديلات التي تزيد من جمالية الرسم.

أفكار عملية

  •  اعطي أدوات الرسم وكرسات التلوين لطفلك.

  •  تسجيل طفلك في دروس التلوين والرسم.

  • الامتناع عن التعليق الساخر، فقط كوني مراقبة.

  •  لا تحاولي ترشيد فن طفلك، قد لا تكون شمسهم صفراء، أو أشجارهم خضراء، فلا ترشيدهم حتى لا يكونوا أطفالا نمطيين.

  •  دعيهم يستخدمون ما هو متاح لإنشاء روائع.  كرتون البيض الفارغ، صناديق الكرتون، والأواني الفخارية الصغيرة كل هذا بمثابة لوحات ممتازة للأطفال.

3. لعب الأدوار المختلفة

يحب الأطفال القيام بدور طبيب أو الضابط أو المعلم؛ لذلك يجب مساعدتهم فيما يقومون به من أدوار، وعدم توبيخهم، سواء كان الأمر يتعلق بالرذاذ في البرك، وصنع طبق مع الأوراق والأتربة، ورسم سماء سوداء – كل شيء هو امتداد لفهم الطفل للعالم.

وفقا للأبحاث: “إذا كان الأطفال يفتقرون إلى الفرص لتجربة التظاهر، فإن قدراتهم الطويلة الأمد المتعلقة بما وراء المعرفة، وحل المشكلات، والإدراك الاجتماعي، وكذلك المجالات الأكاديمية، مثل: محو الأمية والرياضيات والعلوم، قد تتضاءل ، من خلال الألعاب الخيالية: يتعرف الطفل أولاً على ما يحبه ويكرهه، ومن خلال لعب الأدوار يصبح الأطفال مرتاحين ومألوفين للعالم الحقيقي ، العبي مع طفلك عندما يتظاهر بدور شخصية ما، ولا بأس إذا قال ابنك: “لقد صدت أسدًا اليوم” أو “تذوقي الكعكة اللذيذة التي خبزتها”.

  • أفكار عملية

  • شجعي طفلك على إعادة كتابة قصته المفضلة، وتماهي معه إلى أبعد من ذلك.

  • توفير الدعائم للعب، وتفعيل قصصه الخيالية، يمكن أن تكون الدعائم أشياء يسيرة، مثل، الألعاب المحشوة، أو دمى الجورب، أو شيء مصنوع من الورق، وليس بالضرورة الشراء من المتجر.

  • تسامحي مع الفوضى التي قد تخلفها هذه الألعاب.

  • شاركي في هذه القصص إذا دعاك طفلك للعب شخصية.

  • استكشاف الطبيعة

في غالب الأحيان، يفتن الأطفال بقدرة الطيور على الطيران، ويتساءلون: لماذا لا يستطيعون هم أيضا الطيران مثلهم.  تشير الأبحاث إلى أن الخروج المتكرر من الأماكن الضيقة إلى  الطبيعة: يؤثر إيجابًا على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية للطفل ، الطبيعة هي محفز رائع، يعزز المهارات المعرفية والتفكير النقدي والوعي الاجتماعي والتصور.

أفكار عملية

  • قومي مع طفلك بزيارة محميات الحياة البرية والحدائق النباتية والحدائق الطبيعية.

  • من الممكن أن تجلسي مع طفلك في الهواء الطلق وتذاكري له دروسه.

  • قضاء مزيد من الوقت في المساحات الخضراء، سواء كان ذلك حديقة منزلك، حديقة عامة، أو غابة.

  • اقرئي معه كتبا عن الكون والكوكب.

  • دعيه يجمع أشياء، مثل: الأصداف البحرية والحصى وأوراق الشجر، التي تجعله فضوليا.

5-الفضول

الفضول يشجع الطفل على التفكيرالنشط واستكشاف المجهول. ويثير الأسئلة ويروي عطشه للمعرفة؛ لذلك من الضروري تخصيص بعض الوقت للرد على أسئلة طفلك، أو استكشاف الإجابات معًا. ساعديه على فهم العالم الخارجي، من خلال الحديث عن هذا العالم والأشخاص وأعمالهم وأفكارهم.

أفكار عملية

  • اطرحي عليه أسئلة مفتوحة، بحيث يمكنه الإجابة عليها بطرائق إبداعية.

  • اسأليه “كيف ولماذا وماذا لو؟”

  • تزويدهم بأدوات لتلبية فضوله. إذا كان ابنك مفتونًا بالنمر، شاهدي فيلمًا وثائقيًا عن النمر معًا، وأجيبي على جميع أسئلته.

  • قوموا معا بزيارة أماكن جديدة.

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟