الحدود في العلاقات …….

إذا كنت تدير رشاش الماء الخاص بك فتسقي حديقة جارك، فتذبل حديقتك وتزدهر حديقته، فإن هذا يجعله يعتقد أن كل شيء على يسير في النطاق جيد . 

إن الحدود في العلاقات تساعدنا على تحديد  مسؤولياتنا من مسؤوليات غيرنا.ولذلك فإن أي تشوش في معرفتنا لمسئولياتنا أو أمتلاك زمام الأمور في حياتنا .

و هي مشكلة الحدود في العلاقات.

 

ما المقصود بالحدود فالعلاقات ؟

الحدود تعنى الحق في الحرية  والأستمتاع وحماية النفس، وتعني حق الملكية ،حيث أننا لا نستطيع مشاركة حياتنا (أفكارنا، مشاعرنا، سلوكنا، اتجاهاتنا، أجسادنا) مع آخر قبل أن نمتلكها ،

ولا توجد علاقة إنسانية لا تحتاج إلى الحدود الصحية .

جسدك هو البيت الذي تسكن فيه نفسك وروحك و نفسك هي البيت الذي تسكن فيه مشاعرك وأفكارك ودوافع سلوكك، وكما أن جسدك له حدود هكذا نفسك أيضًا لابد أن يكون لها حدود.

أهمية الحدود في العلاقات :

معرفة حدود الخصوصيات والمسؤوليات تعطينا حرية التصرف. فتحمل مسؤولية حياتنا يمنحنا العديد من الأختيارات .

كما تحمينا الحدود من العلاقات المسيئة المؤذيه السامه ، وتساعدنا على الإبقاء على العلاقات الإيجابية في حياتنا. فليس من المفترض أن تستمر في تعريض نفسك للأذى والإحباط في علاقة مؤذيه . فيجب علينا الأبتعاد و الأنتظار حتى ترى سمات حقيقية للتغيير. دون أن تكون هناك علامات للتغيير.

أشكال الخلل في الحدود الشخصية والنفسية :

هناك عدة أشكال للخلل في الحدود:

1. عدم القدرة على قول “لا” :

هؤلاء الأشخاص يحملون أنفسهم فوق طاقتهم. المشكلة أننا عندما نعطي أكثر مما نستطيع، يتحول الأمر إلى عبء  وضغط  نفسي رهيب .

 مع العلم أن العطاء الحقيقي يعطي  السعادة وليس الحزن . كما يتوه  هؤلاء في مطالب الآخرين .

ولا يستطيعون الاستقلال عن الذين يستغلونهم.

لذلك يقللون من أدراك الأختلاف بينهم ، ويتظاهرون بمحبة نفس الأشياء التي يحبها الآخرون لمجاراتهم. وهذا يمنعنا عن معرفة مشاعرنا واحتياجاتنا  النفسيه الحقيقية.

2. العجز عن طلب الدعم :

يعجز هؤلاء الأشخاص عن إدراك احتياجاتهم ومطلباتهم ، ويجدون صعوبة في طلب المساعدة. فهي في نظرهم  إثقال على الآخرين.

ولأنه لا أحد يستطيع أن يعيش بمعزل عن الآخرين . 

3. السيطرة وعدم احترام حدود الآخرين :

يجد هؤلاء الأشخاص صعوبة في تقبل كلمة “لا”، لأنهم لم يتعلموا السيطرة على  طلباتهم  أو تحمل مسؤولية حياتهم. ودائما يهتمون إلى فرض رغباتهم على الآخرين، والضغط عليهم، عن طريق:

  • العدوان المباشر (سلاح الخوف): كالعنف والتهديد والإساءات للآخرين، غير منتبهين لحدودهم النفسية والشخصية ومتجاهلين إمكانيات الآخرين واحتياجاتهم.
  • المناورة (سلاح الذنب): هي استدراج الآخرين للتنازل عن حدودهم، وتحمل مسؤولياتهم نيابة عنهم. وذلك من خلال طرق غير مباشرة كالتلاعب بملابسات الموقف، واستخدام وسائل تدفع الآخرين للشعور بالذنب، واللطف والعطاء الزائدين وتوقع المثل في المقابل.

4. عدم الاستجابة لحدود الآخرين :

على الرغم من أننا لسنا مسؤولين عن مشاعر الآخرين، إلا أننا مسؤولون عن مساندتهم.

يعكس هذا النوع من مشكلات الحدود عدم استجابة هؤلاء الأشخاص لاحتياجات الآخرين والتماسهم للدعم. وينقسم هؤلاء إلى مجموعتين

  • من ينتقدون أحتياجات الآخرين:حيث يسقطون كرههم وعدم قبولهم لاحتياجاتهم على الآخرين. فيصفون تلك الاحتياجات مثلاً بأنها ضعف وأنانية.
  • الغارقون في احتياجاتهم : نتيجة لعدم شعورهم بالأمان ورفضهم للأحتياجات ، وهو ما يجعلهم غير قادرين على رؤية مشاعر أو احتياجات الآخرين والتجاوب معها.
  • وهذا يختلف عن الاهتمام  بالنفس  و الذات، حتى نكون قادرين على العنايه بأنفسنا قبل الأهتمام ورعايه الأخرين .
  • أنواع الحدود الصحية :

    ١- حدود الخصوصية :

    من حق كل إنسان أن يكون له أموره الخاصة به التي لا يكشفها للآخرين، فهذا يحمي العلاقات من أن نحملها بأكثر مما تحتمل فتنهار وتنكسر، وعلى الجانب المقابل عندما لا يكون الإنسان مستعداً لكشف حقائق من حياته أمام الآخرين، فإن علاقاته تظل سطحية جدا بالأخرين ومهددة بسوء الفهم، وبين الجانبين المعاكسين  نحتاج للأتزان والحدود الصحية في العلاقات

    ٢- حدود المسئولية :

    كل إنسان عليه مسئوليات خاصة به عليه أن يحملها، والحب ليس أن أحمل عن الآخرين مسئولياتيهم الشخصية بل فقط أساعدهم فيما لا يستطيعوا أن يحملوه ، واضعاً في اعتباري ألا أهمل مسئولياتي الشخصية، وهذا ينطبق على الآخرين معي أيضً.

  • ٣- حدود الإحتياجات :

    بين المراعاة وتسديد الأحتياجات من  الآخرين والأهتمام بالراحة الشخصية قبل أي شئ ، نحتاج لموازنه  ما الذي يجعلنا في حدود صحية، تقدر الظروف المختلفة، وهذا يحتاج وعي عالي  بالذات واحتياجاتها في التوازن مع الإحساس بإحتياجات الآخرين .

    ٤- حدود الإختيارات :

    مهما كانت العلاقة قوية ووثيقة  فإن الإنسان يجب أن يضع حداً فاصلًا بينه وبين أي إنسان آخر في اختياراته الشخصية.

    ٥- حدود المشاعر :

    أي الفصل بين مشاعر الآخر ومشاعري، فمن الصحي لنا وللآخرين أن نضع حدودًا بيننا وبينهم شعوريًا،

    وهذا أسؤ أنواع الحدود .

    لماذا نخاف من وضع الحدود ؟

    هناك عدة أسباب محتملة تحول بيننا وبين وضع الحدود، منها:

    • الاعتقاد بأن الحدود تهدد العلاقة ، مما يجعل  الشخص إلى الرضوخ بسلبية لكنه يستاء نفسيًا.
    • الاعتقاد بأنك يجب أن تكون متاحًا طوال الوقت، معطاءً دائمًا، معتمدًا على نفسك في جميع الأحوال.
    • الاعتقاد بأن الحدود تعني  الأنانية، مما يؤدي إلى الشعور بالذنب.
    • الرغبة في الاعتماد  على الآخرين ، وعدم ثقة الشخص في قدرته على تحمل مسؤولية حياته.
    • الاعتقاد بأن طلب المساعدة ضعف.
    • الخوف من الوحدة والهجر والانفصال.
    • الخوف من إيذاء مشاعر الآخرين، والحساسية المفرطة تجاه خسارتهم. فبعض الناس لم يواجهوا إحباطاتهم، فلا يتحملون أن يواجه الآخرون ذلك.
    • الخوف من غضب الآخرين أو عقابهم.

الخوف من الإحراج.

كيف نضع الحدود بيننا وبين ؟

الوعي والتعبير :

أن يكون الشخص واعيًا باحتياجاته ومشاعره وخصوصياته ومقاصده ومسؤولياته، واعيًا بما يحب وما لا يحب، ثم يعبر عن ذلك بالكلمات.

فمن الصعب على الآخرين معرفة مقدار ما يمكن أن تتحمله إن لم تستخدم الكلمات. يوصل الكلام للآخرين رسالة واضحة عن الكيفية التي تتعامل بها، وتلك التي تحب أن يعاملوك بها.

الابتعاد جسديًا :

أحيانًا يكون الابتعاد جسديًا عن موقف ما يساعد على صيانة الحدود، حيث تعيد ملء نفسك جسديًا وروحيًا وعاطفيًا. كما يكون ضروريًا لحماية نفسك في بعض الأحيان.

الابتعاد بعض الوقت :

الابتعاد فترة عن شخص يمكن أن يكون طريقًا لمراجعة نفسك، واستعادة السيطرة على جوانب حياتك.

قانون (السبب والنتيجة) :

الحدود تجبر الشخص غير المسؤول على تحمل تبعات أفعاله.

فالمواجهة وحدها غير مؤثرة . فالمسؤولية لا تتمثل في العطاء فحسب، ولكن أيضًا في وضع حدود أمام السلوك غير المسؤول للآخرين. الأمر سيؤلمه لكن لن يؤذيه. الجرح سيساعده. على سبيل المثال، طبيب الأسنان يؤلمك لكنه يعالجك.

من الطبيعي عندما نبدأ بوضع الحدود أن تنتابنا حاله من الغضب والمزاج المتقلب. هذا غضب قديم، وليس  من الجديد. كل شعور له وظيفة. وظيفة الغضب أنه ينبهنا إلى انتهاك حدودنا، ووجود مشكلة تحتاج إلى حل. من السهل أن يقع الأشخاص المجروحون فريسة للغضب وأن يقضوا مرحلة يجترون ما يتعرضوا له بسبب عدم وجود حدود. الغضب مثل بقية المشاعر لا يعرف الزمن، فهو لا يتبدد آليًا بشكل آلي مهما مر الزمن.

ربما تشعر الآن برغبة في وضع حدود في علاقات عديدة. لاحظ أنه ليس من الحكمة عزل نفسك ،

ووضع الحدود مع الجميع مرة واحدة. ابدأ بالعلاقات الأسهل، والتي يمكنك تحمل عواقب وضع الحدود بها، والتمس الدعم. فطريق التغيير كثيرًا ما يبدو مقفرًا شائكًا. والدعم يساعدنا في الشعور بالاطمئنان والثقة في خطواتنا.

  دمتم محافظين علي حدودكم النفسيه والصحية

دمتم مقدرين للمساحه الشخصيه التي تحميكم من إستغلال الأخرين

 

بي بيرفكت للطب النفسي

أكاديميه كوريكتور 

أخصائي نفسي الولاء أحمد 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟