توقعات التربية العالية للأبناء

كيف تؤثر توقعاتك من أبنائك على سلوكهم؟
توقعاتك حول سلوك أطفالك ونتائجهم الاجتماعية والأكاديمية؛ حاسمة جداً.. وحول ما إذا كان هناك اختلاف في العائلات “المهمِلة فيما تتوقع من أطفالها” وتلك “العملية في توقعاتها” خلال سنوات المراهقة، تم وصف العائلات “المهمِلة” على أنها الأسر، التي يكون الوالدين فيها سلبيين وتوقعاتهم من أطفالهم قليلة، وتلك العائلات “العملية” هي التي يراقب فيها الوالدين أنشطة الأطفال والمراهقين، ويتوقعون من جميع أفراد الأسرة المشاركة مع بعضهم في نشاطات مختلفة؛ وجدت دراسة أن المراهقين الذين ترعرعوا في عائلات “مهمِلة” كانوا أكثر عرضة للجوء إلى تعاطي المخدرات، وكانت لديهم علاقات ضعيفة مع والديهم
بناء على ذلك.. فإن إلزام الأطفال بتوقعات عالية؛ له تأثير إيجابي على أدائهم الأكاديمي الفعلي [2]، وهؤلاء الأطفال هم أقل عرضة للتسرب من المدرسة أيضاً، بالنتيجة فإن توقعات أولياء الأمور تمارس تأثيراً قوياً على النتائج الأكاديمية عند الأطفال.
وعلى الرغم من أن توقعات أفراد آخرين غير الوالدين؛ على النتائج الأكاديمية لدى الطفل، يمكن أن تكون أقل، لكن الطفل سيحقق نتائج جيدة، إذا كان وفياً لتوقعات أهله العالية منه، فيكون تأثير هذه التوقعات العالية نوع من الحصانة ضد توقعات المعلم المنخفضة من الطفل.
في المحصلة.. كل هذه الأدلة العلمية تؤكد على أهمية تحديد توقعات عالية من الطفل، لكن لا بد من الحذر مع وضع توقعاتك من أطفالك، بالنظر إلى قدراتهم وطبيعة الشخصية التي وُلدوا بها والطباع التي يكتسبونها بالتربية،

كيف يؤثر الضغط الشديد على الأطفال

عندما يرغب الوالدين بأن يحقق أطفالهم ما عجزوا هم عن تحقيقه؛ يعني أنهم يضغطون على أطفالهم ولا يرفعون التوقعات التي تساهم في نمو وازدهار ذريتهم، رغم أن الضغط يمكن أن يؤدي إلى نجاح الطفل في الحياة، إلا أن الضغط الأبوي غير الضروري والذي يشكل العبء على الطفل؛ يؤدي إلى تدمير شخصيته وحياته ربما، هذا إذا كانت آمالك كبيرة جداً فيما تتوقعه من طفلك، ورغم أن طموح الوالدين يمكن أن يساعد في تحسين الأداء الأكاديمي للأطفال، إلا أن طموح الوالدين المفرط يمكن أن يكون سامّاً! نتحدث هنا عن الطموح.. بمعنى مدى رغبة الأهل في أن يحصل طفلهم على درجة معينة، فيما يلي عدد من المخاطر، التي قد يتعرض لها الأطفال.. عندما يضعهم آبائهم تحت ضغط هائل  [6]:

– يؤدي الضغط على الطفل إلى مزيد من القلق: كما قد يؤدي الإجهاد المرافق للضغوطات؛ إلى تعريض الأطفال لخطر الإصابة بالاكتئاب أو غيره من مشكلات الصحة العقلية.

– زيادة خطر الانتحار: هناك صلة بين التفكير في الانتحار والضغط الأبوي، ويمكن أن يفكر الطفل بالانتحار! بسبب الضغط الهائل من الآباء والأمهات لتحقيق درجات استثنائية.

– مشاكل احترام الذات: يضر دفع الأطفال للتفوق الدائم.. باحترامهم لذاتهم، بحيث يتداخل الضغط المستمر حول ما يجب عليه القيام به، مع تكوين شخصية الطفل، كما يتسبب في شعوره بشكل سيء على الدوام.

– مشكلات النوم: يعاني الأطفال الذين يتعرضون للضغط المستمر من القلق، بالتالي قلة ساعات النوم.

– ارتفاع خطر الإصابات الجسدية: حيث يستمر الطفل الرياضي الذي يتعرض للضغط من أبويه، في المشاركة بالألعاب والبطولات على الرغم من الإصابات التي يتعرض لها، ذلك بتجاهله الألم أو إصراره العودة إلى ممارسة الرياضة قبل التئام الجروح. مما يزيد مخاطر الإصابة بتلف دائم.

– زيادة احتمال الغش: عندما يكون التركيز على الإنجاز؛ بدلاً من التعلم، سيحاول الطفل الغش في الامتحانات مثلاً، أو اتباع الأساليب الملتوية لتحقيق نتائج ترضي ذويه، وهذا سلوك شائع بين الأطفال الذين يتعرضون للضغط الأبوي من أجل الأداء الجيد.

– رفض المشاركة، عندما يشعر الطفل أن الهدف هو بأن يكون الأفضل دائماً، فمن غير المحتمل أن يشارك عندما لا يكون متأكداً أنه سيفوز! وهذا يعني أن الأطفال لن يغتنموا الفرص لصقل مهاراتهم والتعلم من الفشل.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟