تعليم الطفل كيفية التعامل مع عواطفه

طرق تعليم الأطفال حول مشاعرهم والتعبير عنها
من المهم أن تبدأ تعليم الأطفال عن عواطفهم في أقرب وقت ممكن، لأن مشاعرهم تؤثر على كل خيار يتخذونه، ومن غير المرجح أن يتصرف الأطفال الذين يفهمون عواطفهم؛ عن طريق استخدام نوبات الغضب والعدوان والتحدي للتعبير عن أنفسهم، فالطفل الذي يمكن أن يقول: “أنا غاضب منك”، هو أقل عرضة للتعبير عن غضبه بضربك أو ضرب نفسه، والطفل الذي يمكن أن يقول: “هذا يضر بمشاعري”، هو أفضل استعداداً لحل مشكلاته بسلام، ويمكنك أن تتبع لتعليم طفلك حول مشاعره الطرق التالية:

– تعليم طفلك كلمات المشاعر البسيطة: علّمه كلمات الشعور الأساسية في مرحلة ما قبل المدرسة مثل: السعادة والجنون والحزن والخوف، حيث يمكن للأطفال الأكبر سناً الاستفادة من تعلم كلمات شعور أكثر تعقيداً مثل: الإحباط وخيبة الأمل والعصبية، كما تتمثل إحدى الطرق الرائعة لمساعدة الأطفال في التعرف على المشاعر من خلال مناقشة ما قد تشعر به شخصيات مختلفة في الكتب أو البرامج التلفزيونية، توقف مثلاً أثناء قراءة القصة مؤقتاً لتسأل الطفل: “كيف تعتقد أنه يشعر الآن؟”، ثم ناقش مختلف المشاعر التي قد تكون لدى الشخصية وأسباب ذلك برأي الطفل، حيث يعلم الحديث عن مشاعر الآخرين التعاطف أيضاً، كما يظن الأطفال الصغار أن العالم يدور حولهم.. لذا فقد يكون فتح أعينهم ليتعلموا أن الآخرين لديهم مشاعر.. هي تجربة مفيدة أيضاً، وإذا علم طفلك أن دفع صديقه إلى الأرض قد يجعل صديقه غاضباً وحزيناً؛ فسيكون أقل احتمالًا للقيام بهذا السلوك المؤذي.

– إيجاد فرص للحديث عن المشاعر: أظهر للأطفال كيفية استخدام كلمات الشعور في المفردات اليومية، وقم بتوضيح كيفية التعبير عن المشاعر من خلال استغلال الفرص لمشاركة مشاعرك، كأن تقول: “أشعر بالحزن لأنك لا ترغب في مشاركة ألعابك مع أختك اليوم، أراهن أنها تشعر بالحزن أيضاً”، وفي كل يوم اسأل طفلك: “كيف تشعر اليوم؟” ومع الأطفال الصغار استخدم مخططاً بسيطاً ذو وجوه مبتسمة أو حزينة؛ إذا كان ذلك يساعدهم على اختيار شعور ما، ثم ناقش معه هذا الشعور، وتحدث معه عن الأشياء التي تؤثر على مشاعره، ووضح عندما تلاحظ أن لدى طفلك شعور خاص.. على سبيل المثال قل: “أنت سعيد حقًا لأننا سنأكل الآيس كريم اليوم” أو “يبدو أنك تشعر بالإحباط من اللعب بهذه اللعبة”.

– علم طفلك كيف يتعامل مع المشاعر: يحتاج الأطفال إلى تعلم ذلك، ولمجرد أنهم يشعرون بالغضب لا يعني أنهم يستطيعون ضرب شخص ما، بدلاً من ذلك يحتاجون إلى تعلم مهارات إدارة الغضب حتى يتمكنوا من حل النزاع بسلام، علّم طفلك بشكل استباقي كيفية التعامل مع المشاعر غير المريحة، وشجع طفلك على قضاء وقت خاص به، يمكن أن تشجعه على الذهاب إلى غرفته أو مكان هادئ آخر في المنزل عندما ينزعج، هذا يمكن أن يساعده على تهدئة مشاعره قبل أن يكسر قاعدة سلوكية ويرتكب أذى ما، وعلم طفلك طرقاً صحية للتعامل مع المشاعر الحزينة أيضاً، إذا شعر طفلك بالحزن لأن صديقه لن يلعب معه، فتحدث عن الطرق التي يمكنه من خلالها التعامل مع مشاعره الحزينة، وفي كثير من الأحيان لا يعرف الأطفال ما يجب عليهم فعله عندما يشعرون بالحزن حتى يتبعوا سلوكاً عدوانياً أو يبحثون عن الاهتمام.

– تعزيز الطرق الإيجابية للتعبير عن المشاعر: تعزيز السلوك الجيد مع وجود نتيجة إيجابية، من خلال مدح طفلك على تعبيره عن مشاعره بطريقة مناسبة اجتماعياً بقول أشياء مثل: “أنا أحب الطريقة التي استخدمت بها كلماتك عندما أخبرت أختك أنك غاضبة منها”، هناك طريقة أخرى رائعة لتعزيز العادات الصحية وهي استخدام نظام المكافآت، على سبيل المثال: يمكن لمكافئة اقتصادية رمزية أن تساعد الطفل على ممارسة استخدام استراتيجيات المواجهة الصحية، عندما يشعر بالغضب بدلاً من أن يصبح عدوانياً.

– نموذج الخيارات الصحية: إذا أخبرت طفلك أن يستخدم كلماته عندما يكون غاضباً ولكنه يشاهد أنك ترمي هاتفك بعد مكالمة مزعجة؛ فلن تكون كلماتك فعّالة، لذا اتبع أنت شخصياً نموذج طرق صحية للتعامل مع المشاعر غير المريحة، أشر إلى الأوقات التي تشعر فيها بالغضب أو الإحباط وقلها بصوت عالٍ: “واو، أنا غاضب من زميلتي في العمل التي ترمي مهامها على عاتقي غالباً”، ثم خذ نفساً عميقاً أو صمم مهارة صحية أخرى حتى يتمكن طفلك من تعلم كيفية التعرف على المهارات، التي تستخدمها عندما تشعر بالغضب.

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟