تربية المراهقين بشكل سليم

ما هي أهمية العلاقة بين الأهل والأبناء المراهقين؟

تعد فترة المراهقة من أصعب الفترات العمرية على الإطلاق بالنسبة للأبناء والآباء؛ فالأبناء في هذه المرحلة يبدؤون بالتمرد على الوالدين، ويسعون لتجربة كل ما هو جديد بدون التفكير بأبعاد هذه التجربة؛ وبنفس الوقت يعاني الآباء من صعوبة في التأقلم مع الحالة الجديدة التي يعيشها أطفالهم. لذلك قررنا في هذا المقال أن نتناول كل ما يتعلق بطرق تربية المراهقين بدءاً من تقوية العلاقة بين الأبناء والأهل وانتهاءً بالأخطاء التي قد نقع بها أثناء تربيتنا لأبنائنا المراهقين.

علاقة الآباء بأبنائهم المراهقين

ما هي أهمية هذه العلاقة؟
إن كنت تعتقد أن العلاقة مع أطفالك ستبقى كما هي لمجرد أنك عززت علاقتك بهم في مرحلة الطفولة، فأنت مخطئ! يحتاج الأطفال في فترة المراهقة إلى علاقة جديدة وخاصة ومختلفة عن تلك التي ربطتهم مع الأهل في فترة الطفولة. تعرف معنا في هذه الفقرة على أهمية هذه العلاقة.

– التنمية الصحية للمراهقين
على الرغم من أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية الحرجة سيقضون معظم أوقاتهم مع أصدقائهم إلا أن دور الأهل في هذه المرحلة لا يقل على الإطلاق ولا يخف؛ فقد أثبتت الدراسات أن وجود الأهل في حياة أبنائهم المراهقين يساعد على تقليل مشاركة المراهقين في السلوكيات عالية الخطورة، بالإضافة إلى أن هذه العلاقة تعزز النمو الاجتماعي والعاطفي للمراهقين. ليس هذا فقط، بل إن العلاقة القوية بين الآباء والمراهقين تساعد على نمو المراهقين بشكل سليم وصحي نفسياً وجسدياً وعقلياً.

– مراهقو اليوم آباء المستقبل
يبدو أن العلاقات بين المراهقين والوالدين لا تتوقف عند مرحلة عمرية معينة؛ فحتى عند بلوغ الأبناء سن الرشد وخاصة الإناث، ستبدأ علاقة جديدة بالتشكل بين هؤلاء الإناث وأبنائهن! أي أنه يمكن القول بأن العلاقة الصحية والسليمة بين الوالدين والمراهقات، قد تنعكس في العلاقة بين هؤلاء المراهقات وأبنائهنّ في المستقبل. لذلك يمكننا أن نقول لك أن علاقتك بأبنائك في مرحلة المراهقة تحدد حياة أبنائك الأسرية المستقبلية.

 

علاقة الآباء بالمراهقين

طرق بناء العلاقة الصحية
هناك العديد من الطرق التي تساعدنا على تكوين علاقة سليمة بيننا وبين أبنائنا وخاصةً في مرحلة المراهقة؛ لذلك قررنا في هذه الفقرة أن نتعرف على أهم طرق بناء العلاقات في فترة المراهقة الحرجة. تابعوا معنا هذه الفقرة لتعرفوا أكثر عن الموضوع .

– تكلم معه
على الرغم من أن المراهقين منغلقين على أنفسهم معظم الوقت ويقضون بقية وقتهم مع الأصدقاء، إلا أنهم يريدون أن يحظوا بالاهتمام من والديهم. قد يكون فتح الحدث في البداية امراً شاقاً، لكن تذكر أن كل ما تحتاجه لفتح حديث مثالي مع ابنك المراهق هو أن تحافظ على حالة الاسترخاء والهدوء! قد يكون سؤال “كيف كان يومك عزيزي؟” المفتاح السحري الذي سيدخلك إلى حياة طفلك بكل تفاصيلها؛ كما ننصحك أن تتناقش معه حول أخبار الأصدقاء والمدرسة وغيرها من الأمور ولكن بشرط ألا تلح عليه بل أن تسمح له بالتكلم براحته لمنعه من الشعور بالضغط.

– الاستماع للمراهق
بمجرد أن يبدأ ابنكم المراهق بالحديث قليلاً، سيتوجب عليكم أن تستمعوا إليه مهما طال حديثه ومهما راودتكم الأسئلة؛ تذكروا ألا تقاطعوه وألا تغيروا الحديث، بل اسمحوا له بالاسترسال قدر الإمكان لكي تستطيعوا أن تستنتجوا من طريقة كلامه ومن أسلوبه بالحديث ومن أفكاره كل ما يدور في باله ويحصل معه، لعله بحاجة إلى المساعدة ويخجل من طلبها منكم بشكل مباشر.

– ضع القواعد السليمة
مهما كانت علاقتكم بأبنائكم المراهقين قوية، يجب عليكم أن تضعوا القواعد السليمة التي تحدد مسار حياة أطفالكم، وإلا كيف سيميز طفلكم الخيارات الصحيحة من الخيارات الخاطئة. ننصحكم بأن تخبروا طفلكم بطريقة لطيفة أثناء نقاشاتكم بوجهات نظركم حول بعض المواضيع الخاصة مثل التدخين والكحول والمخدرات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأمور؛ ولكن إياكم والصراخ على المراهق، لأنكم ستدمرون كل ما تسعون لأجله بمجرد الصراخ على الطفل.

– اقضوا بعض الوقت الجماعي
مهما كبر الأطفال وحتى بعد أن يصبحوا مراهقين وراشدين، سيستمر الأطفال بحبهم لوالديهم، وسيستمتعون بالذهاب معهم في نزهة من فترة إلى أخرى. ننصحك بأن تستمر بالقيام بالنشاطات مع ابنك المراهق من فترة إلى أخرى بدون أن تضغط عليه أو تأخذ كل وقته منه. فأقوى العلاقات تنشأ أثناء النزهات.

– ذكره بحدوده
مهما بلغت درجة الصداقة بينك وبين ابنك المراهق، من الضروري أن تستمر بتوضيح فكرة أنك والده وأنه يجب عليه ألا يتجاوز حدوده على الإطلاق، سواء بطريقة الكلام أو نبرة الصوت أو الألفاظ النابية أو غيرها من الأمور التي لا يصح أن يتصرفها الابن أمام والديه.

نصائح سريعة للتعامل مع المراهق
هناك أيضاً بعض النصائح السريعة التي من شأنها تحسين علاقة الأهل بالمراهقين ومساعدتهم على تنشئة مراهقين لطيفين ولبقين وغير متهورين. .
– احترم المراهقين واستمع لهم.
– اتباع نظام المكافآت عند قيامهم بالعمل بشكل صحيح، يزيد من نضجهم بشكل كبير.
– إن لم يكونوا على قدر المسؤولية، احرمهم من امتيازاتهم.
– ضع قواعد ثابتة وواضحة للتعامل مع المراهقين.
– ساعدهم على تحمل المسؤولية وقدم لهم ما يحتاجونه للنجاح في هذه المهمة.
– لا تخلف وعودك معهم، وتوقع الأمر ذاته منهم.
– لا تأخذ تصرفاتهم بشكل شخصي، فالمراهق قد يكون عنيد أو متهور بطبيعة الحال.
– تأكد من أن أقرانهم جيدون لأن تأثير الأقران على المراهق أكبر من تأثير الأهل.
– اعلم أن أبناءك المراهقين بحاجة شديدة إليك ولكنهم لا يعرفون كيفية التعبير عن مشاعر الحاجة هذه لأنهم يعتبرونها ضعف.
– لا تتوقف عن غرس القيم السليمة في نفوس أبنائك.
– احترم خصوصية المراهقين، ولا تتجسس أو تتنصت عليهم على الإطلاق.
– أخبرهم بشكل دائم أنك تثق بهم وبقراراتهم وخياراتهم.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟