تحرش الأطفال ببعضهم

تعريف التحرش الجنسي بين الأطفال :

فهو لا يختلف فعلياً عن مفهوم التحرش الجنسي عموماً إلا من حيث الأطراف، حيث يكون المتحرِّش والمتحرَّش به من الأطفال، وهذا ينطبق على كل سلوك جنسي بين الأطفال، وقد يتخذ التحرش الجنسي بين الأطفال صفة الاعتداء أو الاستدراج والخداع .

يمكن القول إذاً أن تحرش الطفل بطفل آخر هو نشاط جنسي بينهما دون موافقة الضحية أو في غياب المساواة العقلية والجسدية ونتيجة إكراه جسدي أو عاطفي، والشائع أن يكون هناك فروق بين الطفل المتحرش والطفل الذي يتعرض للتحرش بالعمر أو الحجم أو القوة والقدرة، أو حتى الإدراك الجنسي والتأثير[1]، كما تعتبر الشريحة بين 12 و14 سنة هي الأكثر انخراطاً في هذا السلوك نتيجة التغيرات الجنسية (عاطفية وجسدية ونفسية) .

التحرش بين الأطفال في المدارس

بالرجوع إلى الأماكن التي تشهد حالات تحرش بالأطفال على وجه العموم فإن مكان الإقامة يشهد أكثر من 81% من حالات التحرش بالأطفال من البالغين أو الأحداث، كما تعتبر ساعات ما بعد المدرسة هي ساعات الذروة لتحرش الأطفال ببعضهم ما يعني أن التحرش بين الأطفال في المدارس قد يكون أقل انتشاراً منه في أماكن الإقامة أو ساحات اللعب بعد انتهاء اليوم الدراسي، وللأسف لا يوجد إحصائيات واضحة حول التحرش في المدارس العربية.
وبطبيعة الحال فإن كل مكان غير خاضع للرقابة والملاحظة في المدارس هو مكان خطير قد يتعرض فيه الأطفال للتحرش من أقرانهم الأقوى أو الأكبر سناً، مثل الصفوف الفارغة أو دورات المياه أو غيرها من الأماكن الخالية أو البعيدة عن عين الأساتذة والمشرفين.
ومن أشكال التحرش بين الأطفال في المدارس؛ الملاطفة غير المرغوب بها واللمس أو التقبيل، التنمر الجنسي، والإشارات والحركات الجنسية، وتبادل المقاطع الجنسية، .

أسباب تحرش الأطفال ببعض :

 

  • الرغبة بالاستكشاف واحدة من أهم محفزات ودوافع التحرش الجنسي بين الأطفال، حيث تعتبر بعض الألعاب الجنسية والتحرش الجنسي دون اعتداء؛ حالة من حالات تطور الوعي الجنسي لدى الطفل الأكبر سناً، والألعاب الجنسية بين الأطفال منتشرة حول العالم ومعروفة.

    وهنا تكمن أهمية تثقيف الطفل جنسياً ومعرفته للمعلومات الجنسية المهمة لإدراك جسده ومشاعره والضوابط الاجتماعية والأخلاقية لرغباته وكيفية التعبير عنها، فكلما يتجنب الأهل الإجابة عن أسئلة الطفل الجنسية المحرجة يمنحونه دافعاً جديداً ليستكشف بنفسه، وقد يكون التحرش بأطفال آخرين هو وسيلته للاستكشاف!.

  • مشاهدة الطفل للأفلام الإباحية والمحتويات الجنسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو ذات المحتوى الجنسي، جميعها قد تحفز الطفل على التحرش بالأطفال الآخرين.

  • التحرش الجنسي قد يكون في سياق اضطرابات نفسية يعاني منها الطفل، مثل العدوانية والطفل المعادي للمجتمع، دوافع الانتقام خاصة في حالة الغيرة من الأخوة الأصغر سناً أو وجود سبب ما يجعله مشحوناً بالطاقة السلبية، الاضطرابات السلوكية المختلفة التي لا تجد الاهتمام الكافي من الأهل… إلخ.

  • أهم ما يجب ملاحظته عند الحديث عن أسباب تحرش الأطفال ببعض أن دوافع الأطفال المتحرشين تختلف عن دوافع الكبار، ليس من حيث النوع فقط بل ومن حيث الاستقرار  والاستمرارية أيضاً، فمعظم الأطفال يفقدون دوافعهم للتحرش بعد تخطي مرحلة المراهقة، فيما يعتبر سلوك التحرش بغض النظر عن الأسباب أكثر رسوخاً واستقراراً لدى الكبار.

  • كما أن تقويم سلوك الأطفال المتحرشين والتعامل مع الطفل الذي يتحرش بزملائه أسهل وأكثر فاعلية من تقويم سلوك الكبار المتحرشين.

حقائق عن التحرش بين الأطفال الصغار

  • معظم حالات التحرش بين الأطفال تكون ضمن نطاق العائلة نفسها، الأخوة الأكبر سناً أو الأقارب، ثم الأصدقاء وزملاء الدراسة، وحالات أقل من قبل الأطفال الغرباء.

  • التحرش بين الأطفال لا علاقة له بالسن أو النوع أو الشكل الخارجي أو الذكاء، جميع الأطفال معرضون للتحرش من أطفال آخرين، وجميع الأطفال قد يمارسون التحرش على أقرانهم في غياب دور الأهل والمربين وتوفر الأسباب والدوافع، والأهم أن الأطفال الذكور ليسوا أقل عرضة للتحرش الجنسي من الإناث، بل قد يكونون أكثر عرضة للتحرش من أقرانهم لأن اهتمام الأهل ينصب على حماية الإناث.

  • الكثير من حالات التحرش بين الأطفال يتم غض النظر عنها من باب أنها “لعب أطفال”، وقد يتم التكتم على التحرش بين الأطفال لأنه غالباً ما يكون بين الأخوة والأقارب.

  • الأثر النفسي لتحرش الطفل بطفل آخر لا يقل خطورة عن تحرش البالغين بالأطفال، خاصة إذا تم إهماله أو تم التعامل معه كقضية عابرة.

  • الأساليب المتبعة في معالجة الطفل المتحرش والطفل الذي تعرض للتحرش من طفل آخر تختلف جذرياً عن أساليب علاج الأطفال الذين يمارسون نشاطاً جنسياً بالتراضي من باب التجريب.

  • تشير الدراسات أن معظم الأطفال الذين يتحرشون بأقرانهم في الطفولة والمراهقة المبكرة لم يرتكبوا جرائم جنسية في مرحلة البلوغ والرشد، أي أن سلوك التحرش في مرحلة الطفولة لا يعني بالضرورة أن الطفل سيكون متحرشاً عندما يكبر، ذلك يبقى متعلقاً باستجابة الأهل والمربين.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟