تحديد الأهداف الدراسية

كيف أحدد هدفي من الدراسة؟

في مرحلة اختيار المجال الدراسي الذي سوف يكمل فيه الطالب تعليمه وبالتالي سوف يحدد مستقبله المهني والعلمي والعملي، يجب أن يأخذ بالاعتبار العديد من العوامل التي تؤثر في نجاحه بمجال معين أكثر من غيره، وهنا نتحدث عن الطالب الذي يدخل حديثاً إلى الجامعة والذي يجب عليه قبل اختيار أي مجال دراسي أن يقوم بـ:

  • تحديد الامكانيات والقدرات: إن وضع تقدير منطقي وواقعي وصريح للإمكانيات التي يتمتع بها الطالب هو العامل الأساسي الذي يتنبأ بمدى نجاح الطالب في مجال معين دون غيره، ويجب هنا الأخذ بعين الاعتبار مختلف الإمكانيات والقدرات، على الصعيد العقلي والنفسي وحتى المادي.

    فيجب أن يصارح الطالب نفسه بمدى القدرات العقلية التي يمتلكها وما الذي يستطيع فهمه ودراسته وما الذي يملك موهبة في إنجازه، وأيضاً يجب معرفة ما لا يقدر على فهمه أو استيعابه، ثم ينتقل للجانب النفسي الذي يعمل الطالب من خلاله على فهم ما إذا كان يستطيع تحمل ضغط المجال المختار أو العمل به مستقبلاً أو أي جانب آخر متعلق بالجانب النفسي للموضوع، ثم يجب الوضع بالحسبان مدى توافر الإمكانيات المادية التي تؤهب لإكمال دراسة الفرع الجامعي بجميع مراحله بدون وجود احتمال زيادة الأعباء المادية والاضطرار لإيقاف الدراسة فيما بعد.

    كُل ما ذكر هو من أساسيات النجاح في الفرع الجامعي في حال وضع التقديرات الصحيحة التي تضمن عدم الفشل أو التعب أو الملل أو رفض مجالات العمل فيما بعد.

  • تحديد الميول والرغبات: وهي مجموعة الاتجاهات والرغبات التي يتمتع بها الطالب دراسياً وحتى مهنياً، بحيث أنها تحدد له طموحاته في مجال العمل الذي يرغب به مستقبلاً بالتناسب مع الإمكانيات والقدرات التي يملكها، فكل شخص يرغب بتحقيق أهداف وطموحات معينة تتعلق بالمستقبل المهني أو الدراسي، فهناك من يطمح لأن يصبح مهندساً أو عازفاً أو مدرساً أو طبيباً والكثير غير ذلك، ولهذه الرغبات دور مهم في تحديد مدى النجاح الذي يمكن أن يحققه الطالب في المجال الدراسي الذي يختاره.

  • معرفة متطلبات كل مجال دراسي: يحتاج كل جال من المجالات الدراسية لمتطلبات خاصة التي يجب أن تتوفر لدى الطالب سواء على مستوى القدرات الذهنية أو المادية، فمثلاً دراسة تخصصات الهندسة على اختلافها تحتاج لمهارات عالية في الرسم والتخطيط بالإضافة إلى أداء عالي في المفاهيم الرياضية والحسابات بشكل أساسي، ووجود واحدة فقط دون الأخرى عند الطالب تقلل احتمال نجاحه في هذا المجال، وعند توفر هاتين المهارتين معاً يجب بعدها التعرف على المتطلبات الخاصة التي يحتاجها كل تخصص على حدى.

    فمثلاً في تخصصات الهندسة لدينا تخصص الهندسة المعمارية الذي يحتاج، بالإضافة للمهارات الأساسية، إلى تكوين ثقافة عن تاريخ العمارة وأنواعها ومهارة في استخدام البرامج الحاسوبية الخاصة بذلك، وعلى الجانب الآخر يوجد لدينا مثلاً تخصص الهندسة الميكانيكية الذي يحتاج بشكل خاص لثقافة ومهارات في علم الفيزياء الكهربائية والقوى، وعلى هذا الأساس يتم معاينة كل نوع من أنواع التخصصات لفهم المتطلبات الخاصة التي يحتاجها لمعرفة ما إذا كانت هذا المتطلبات مناسبة للطالب أم لا.

  • تكوين فكرة عن طبيعة المجال الدراسي: فعندما يضع الطالب أحد المجالات الدراسية ضمن خياراته ويتأكد من توافر الإمكانيات الذهنية التي تؤهله لفهمه والاستمرار به، تأتي هنا خطوة أخرى هامة قد تتوه من ذهن البعض، وهي التعرف على طبيعة الدراسة في المجال المختار، من ناحية ساعات الدوام التي يحتاجها، نوع المحاضرات فيه هل يغلب عليها القسم العملي أم النظري، في حال كان القسم العملي موجوداً مثلاً يفضل التعرف إلى ماهية هذا القسم وما الأدوات التي يتم العمل بها وما مقدار المجهود المطلوب لتنفيذه وهل يحتاج لأدوات خاصة بكل طالب لإنجازها أم أنها مؤمنة جميعها من قبل الجامعة، بالإضافة طبعاً للتعرف على تكلفة وأقساط الدراسة في هذا المجال وعدد سنواته وما إلى ذلك.

  • تحديد مستقبل كل مجال دراسي: التأكد من قبول طبيعة ونوع المهنة التي يحددها المجال الدراسي مستقبلاً ومن ثم التوافق معها والاقتناع بها هو أهم شيء في عملية اختيار كل طالب لتخصصه الجامعي، لأنه سيحدد مسار حياة كامل للطالب، إما أن يتكلل بالراحة والنجاح أو العذاب والفشل في حال عدم الاختيار الصحيح، فعندما يختار الطالب تخصصاً جامعياً يجب أن يبدأ بالتعرف على مجالات العمل المتاحة به ونوعها ومدى توافرها في البلد التي يعيش بها الطالب، بالإضافة إلى ضرورة اكتشاف ما الصعوبات أو السلبيات التي قد تتصف بها والبحث في المردود المالي الذي توفره.

  • أخصائي نفسي 

  • الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟