الطلاق والاطفال

  تأثير الطلاق على الأطفال قوي ،  وأن الأعراض كلها التي قد يمر بها طفلك للتعبير عن الحزن، كيف أنه قد يواجه صعوبات في تكوين صداقات أو تأسيس أسرة، ولعلك تشعرين بالذنب والأنانية، لأنك تفكرين في هدم بيته وتغيير شكل الحياة كما يعرفها.  كل من حولك يتشدق بجملة “عشان ولادك” مبررًا وابل التغييرات والتضحيات والتعديلات التي يمليها عليك، لكي تستقر حياتك ولا تقدمي على الطلاق، أما أنا فلست هنا لأشجعك أو لأمنعك، أنا هنا لأنقل لك تجربتي عن الطلاق، وليس من وجهة نظر أم استطاعت أن توفر طلاقًا صحيًا لأولادها، بل من وجهة نظر طفلة، انفصل والداها بينما كان عمرها عامين ونصف العام.

ما الذي يطبله منك طفلك؟

أستطيع أن أوكد لك، لن يلومك طفلك أبدًا على قراراتك الشخصية وخصوصًا الطلاق، ما  دمتِ استطعتِ أن توفري له التالي، والذي يندرج تحت بند بيئة معيشة صحية وآمنة:

  • حياة مستقلة: غرفة خاصة ومدرسة واحدة وبيت هادئ، خصوصية لحياته بعيدًا عن تدخلات المحيطين، أيًّا كانت درجة قربهم، بدافع معرفة مصلحته أو محبته أو لأنه لأبوين منفصلين.

  • صورة ذهنية صحية عن والديه، لا يوجد فيها ملاك ولا شيطان، ولا طرف أفضل من الآخر، لا تحملي أطفالك فوق طاقتهم النفسية، لا تجعليهم طرفًا في الصراع من الأساس.

  • جبهة تربية موحدة: نفس القواعد في البيتين، تواصل حقيقي، ووقت هادئ بلا توتر مخصص للطفل يكون فيه برفقة كلا والديه.

  • طفولة خالية من الذنب: تقديم باقة ورد لبابا لا تعني أني أكره أمي، وتقبيل خالي لا يعني أنني استبدلت أبي.

  • لا تستعلمي أطفالك كوسيلة ضغط على طليقك، أو مكافأة للسلوك المرغوب فيه منه، وعقاب للتقصير في المصروفات الشهرية كذلك، تذكري.. لا تجعليهم طرفًا في الصراع.

  • لا تحكّمي أطفالك في علاقتك الزوجية وتطالبيهم بالانحياز إلى صف دون الآخر. وربما عليكِ أن تتحدثي إليهم لاحقًا بمجرد أن تسمح أعمارهم بذلك عن أسباب الانفصال، دون تجميل أو تهويل وبطريقة مناسبة لجميع الأطراف.

  • لا تتنقلي كثيرًا ولا تترددي في قراراتك، لا يحتاج الطفل لأكثر من الاستقرار للشعور بالأمان، سواء كان بين أبوين منفصلين أم لا، الاستقرار هو ما يضمن لكِ أكبر قدر من الاتزان النفسي لطفلك.

  • لا تهملي صحتك النفسية أو الجسدية، لأنه ينعكس ذلك على طفلك بصورة واضحة.

  • لا تمني على أطفالك بتضحياتك من أجلهم، التي لم يطلبها منك أحد.

  • هيئي طفلك نفسيًا للتعامل مع أي نوع من المستجدات قبلها بفترة، خيريه بين أمرين مناسبين لك، ليشعر بشيء من السيطرة على حياته، حتى لو بين لونين لطلاء غرفته الجديدة.

إرشادات مفيدة للتعامل مع الطفل

  • عدم الطلب من الطفل أو المراهق أن ينحاز إلى أحد الوالدين.

  • لا تسأل طفلك عما يفعله أبوه أو أمه، أحد طرفي الصراع.

  • عدم استخدام الطفل كسلاح لتهدد به الطرف الآخر مثل، حرمانه من الطفل.

  • لا تنقد الشريك الآخر أمام الطفل.

  • لا تتوقع من طفلك أن يحل محل الشريك الآخر، مثل تكلفته بأمور وواجبات.

تأثيرات الطلاق على شخصية الطفل

  • ينتج عن الطلاق تأثيرات مُتباينة تختلف من طفلٍ لآخر، حسب طبيعته ونُضجه اعتماداً على عمره، وعلى طريقة انفصال الوالدين ودورهما في زيادة تقبّله لهذا القرار، وشعوره بالارتياح بعده، ومن آثار الطلاق على الأطفال

  • قد يواجه الأطفال صعوبة في السيطرة على مشاعرهم وتقبّل قرار الانفصال، فيتأثرون به نفسيّاً وعاطفيّاً؛ كالشعور بالحزن والأسى وعدم التكيّف مع انفصال الوالدين.

  • تختلف هذه المشاعر بحسب نُضج وفهم الطفل للأمر، فقد يظن الأطفال في سنٍ صغيرٍ أنهم سبب الانفصال، ويشعرون بالألم والذنب، أما الأطفال الأكبر سناً فتختلف ردود أفعالهم.

  • القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المُتكرر والدائم بأسباب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّداً، فقد يظن الأطفال أن والديهم سيتوقفان عن حبهم.

  • فقد سبق وتوقفا عن حبّ بعضهما وافترقا بالنهايّة، وهذا يؤثّر على مشاعرهم الداخليّة ويزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتّر.

التأثير النفسي 

  • رُبما ينعكس الطلاق على صحة وسلوك الأطفال النفسي والاجتماعي في بعض الحالات مثل: زيادة مشاكل الصحة العقليّة للأطفال، ومنها الاكتئاب، والمشاكل النفسيّة الأخرى الناجمة عن القلق، والإجهاد، والتوتر.

  • حدوث مشاكل واضطرابات سلوكيّة مختلفة، كالجنوح، والعنف، واللجوء للاشتباك والصراع مع باقي الأطفال من عمرهم، وقد تكون هذه التصرفات بغرض التنفيس عن الاستياء والغضب، والتعبير عن المشاعر السلبيّة.

  • لا يقتصر تأثير الطلاق على الأطفال البالغين ومتوسطي الأعمار، بل قد يتأثر به الأطفال صغار السّن والرّضع أيضاً، حيث إنّهم لا يُدركون حقيقة الأمور من حولهم، ولا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم.

  • الطفل في هذا العمر قد يفتقد والديه بشدّة، ويُعاني من الصعوبات والآثار الناتجة عن الانفصال عن أحدهما أو كليهما، كالشعور بالغضب، والبكاء المُتكرر والمُزعج

  • تراوده الأحلام المُزعجة أيضاً، فيستيقظ ويبكي طويلاً في ساعات الليل المُتأخرة، إضافة للشعور بالخوف وانعدام الأمان بسبب فقدان والديه، أو الاشتياق لهما.

منح الأطفال المزيد من الاهتمام والرعاية

  •  ومحاولة مُشاركتهم الأنشطة الجديدة التي تُخرجهم من أجواء الخوف والاكتئاب بسبب تغيّر ظروف الحياة، ومكان السكن، والمدرسة، وغيرها، بحيث تُساعدهم على بدء حياة جديدة.

  • التأكيد على احترام الأبوين لبعضهما، وبشكلٍ خاصٍ أمام الأطفال، وتجنّب الإساءة لأي منهما، أو شتمه والتحدث عنه بصورة غير لائقة في غيابه أمام الطفل

  • مُشاركة الوالدين في بعض المُناسبات الخاصة والتي قد تعني الكثير للأطفال، كأعياد الميلاد، أو احتفالات التخرج، وغيرها من الأوقات التي يرغب فيها الأطفال بوقوف ومُشاركة كلا الوالدين بها.

  • التناوب في دور الحضانة، وعدم إلقاء العبء على الزوج الذي سيعيش معه الطفل، بل الاستمرار في لقائهم، وزيارتهم، أو اصطحابهم للتنزه والاتصال بهم دائماً، وعدم إشعارهم بالابتعاد، أو تخلي أحد الوالدين عنهم.

  • مُحاولة ضبط روتين الأطفال اليومي المُنتظم، والسير عليه دون تغيير خاصة في غياب الحزم الذي كان يُقدمه الطرف الآخر، أو عند تغيير المكان، وبالتالي الحفاظ على مواعيد النوم، والدراسة، وحل الواجبات المنزليّة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟