تأثير التأمل على الصحة

 

التدرب على التأمل

التأمل الذهني اليقظ يبدأ بالتدرب على الممارسة
ابدأ ممارسة التأمل الذهني في أوقات متقطعة قصيرة لا تتجاوز العشر دقائق مبدئياً، حيث أن إجبار نفسك على التأمل سيستنزف شخصيتك، لأن تدريب العقل على التأمل اليقظ لا بد ن يكون بسيطاً جداً بمعدل عشر دقائق صباحاً مثلها في المساء؛ يعمل العقل خلالها كما ذكرنا بداية ولا يكون في حالة سبات.
كما أننا غالباً عندما نمارس التأمل بشكل عام؛ ندع عقلنا يأخذنا أينما كان، لكن علينا في التأمل الذهني اليقظ أن نخلق نوعاً من الانضباط، يمكنك أن تذكّر نفسك بأن تقول حرفياً: “أنا هنا لأعمل مع عقلي وأدربه”.. هذا يعد إلهاماً لبدأ ممارسة التأمل الذهني اليقظ بشكل صحيح.

الجسد في التأمل

ما هي وضعية الجسد الأنسب لممارسة التأمل الذهني اليقظ؟
يرتبط الجسد والعقل في مختلف أشكال التأمل، حيث يسمح انتصاب القامة بتدفق الطاقة بينما الانحناء يؤثر على تركيز أفكارك، لهذا تساعدك اليوغا في تطبيق الوضع الصحيح للجسد خلال عملية التأمل، لأنك لا تقصد الجلوس كطالب مهذب في المدرسة، بل لأنك تعرف أن جسدك يؤثر بشكل مباشر على نتيجة التأمل.

  1. إذا كان عليك أن تستخدم الكرسي يجب أن تجلس منتصباً وقدماك تلامسان الأرض، أما إذا جلست على الأرض فوق وسادة التأمل الخاصة، قاطع ساقيك ودع يديك تستريحان فوق الفخذين، لا تشد الوركين إلى الأمام أكثر من اللازم كي لا تتوتر، كذلك لا تميل إلى الخلف بشدة كي لا تبدأ بالتراخي مجرد بدأت التأمل، يجب أن تشعر بالاستقرار والقوة عندما تجلس لممارسة التأمل الذهني اليقظ.
  2. أشعر بجسدك كاملاً، لا تجبر نفسك على ممارسة التأمل لأنك لن تحقق استقراراً في وضعية جسدك ولن تعيش هذه اللحظة المتكاملة بين الذهن والجسد، يمكنك أن تشعر بأن عمودك الفقري يتمدد ويداك تطفوان بخفة ويستقر الجسد كاملاً، ولأن التأمل الذهني اليقظ دقيق للغاية؛ فأنت مستيقظ تماماً ولو كنت هادئاً.

في المحصلة.. حافظ على وضع  جسدك منتصباً ومستقيماً؛  كتفاك مستويان وركاك مستويان وعمودك الفقري مستقر، تخيل وضع عظامك في هذا الترتيب واترك جسمك ينساب في هذا الهيكل من أجل البقاء مسترخياً ومتيقظاً، إن شعرت بالملل أو الضبابية يجب أن تتحقق من وضعية جلوسك فيما إذا كانت صحيحة ومريحة.

​​​​​​​نظرة العين  في التأمل

أين تركز نظرك أثناء التأمل الذهني اليقظ؟
لممارسة التأمل الذهني الدقيق، يجب أن تكون نظرة العين إلى الأسفل مع التركيز أمام أنفك لعدة سنتمترات، العيون مفتوحة ولكن لا تحدق؛ نظرتك ناعمة.. حيث تحاول الحد من التشتت الحسي قدر ما تستطيع، قد تسأل: “ألا يجب أن يكون لدي إحساس بالبيئة في التأمل الذهني اليقظ؟” لكن هذا ليس مصدر القلق في ممارسة التأمل الذهني اليقظ، إذ أنك تعمل فقط مع العقل، كلما رفعت نظرك وفتحت عينيك ازداد تشتت انتباهك، يبدو الأمر كما لو كان لديك ضوء أعلى الغرفة ينيرها بأكملها، ثم يمكنك التركيز عليه أمامك مباشرة، حيث تتجاهل متعمداً كل ما يدور حولك كأنك تحصر عقلك في حجرة صغيرة.

التنفس في التأمل

كيف تتنفس بطريقة صحيحة أثناء ممارسة تأمل الذهن اليقظ؟
عندما تمارس التأمل الذهني العميق والنابض بالحياة، ستعرف عقلك أكثر وتتحكم بأفكارك، فالتناقض الذي يحدث في أذهاننا ينتهي، حيث يعيدنا الوعي بموضوع التأمل.
يمكنك في أنواع التأمل الأخرى وضع صخرة أمامك واستخدامها لتركيز تفكيرك، ولكن في تأمل (Samatha) البوذي؛ فإن استخدام التنفس كموضوع للتأمل مفيد جداً لأنه يمنحك الراحة.
عندما تبدأ.. يكون إحساسك قوي بجسمك ومكان وجودك الآن، ثم تبدأ في الانتباه لتنفسك وهذا الشعور الكامل بالتنفس مهم جداً، حيث لا ينبغي أن يكون التنفس متصنعاً لكنك تتنفس بشكل طبيعي، شهيق وزفير متتابع حتى تشعر بالاسترخاء.

الأفكار أثناء التأمل

كيف تتحكم بأفكارك أثناء ممارسة التأمل العقلي العميق؟
بغض النظر عن نوع الفكرة التي ستقتحم رأسك، يجب أن تقول لنفسك: “قد تكون هذه مسألة مهمة جداً في حياتي لكن الوقت ليس مناسباً للتفكير في الأمر، الآن… أنا أمارس التأمل”، حيث تتراجع هذه الأفكار باستخدام قوة صدقك وأمانتك مع نفسك خلال كل جلسة، على الرغم من أن العقل شرير في بعض الأحيان! لا تستطيع أن تجبره على طرد فكرة ما؛ فحاول أن تكون عادلاً قدر الإمكان وأن تحقق تحرر ذهني من المفاهيم المسبقة، التي تعوّدَ عقلك هجومها المباغت على شكل أفكار مشتتة.. وستنجح في النهاية، فنحن مخلوقات متنوعة.. وعندما تلاحظ أنك ضعت في فكرة معينة خلال التأمل؛ دعها تمرّ بلطف ومن دون أن تحاكمها مهما كانت فكرة غريبة ثم عدْ لعملية التنفس بانتظام.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟