الهلع ( 3 )

تقنيات التعامل مع الهلع

إن الأخبار الجيدة هى أن نوبات الهلع قابلة للعلاج كثيراً، ربما أنك وجدت أن نوبات الهلع لديك قد بدأت بالإنخفاض فعلاً بعد تعرفك عليك وفهمك لها وقبولك بأنها غير مؤذية.

كما رأينا فإن نوبات الهلع تؤثر فى أجسامنا وعقولنا وكذلك فى تصرفاتنا، وعليه فإنه سيكون من المفيد التعامل مع كل عامل من هذه العوامل الثلاثة، حيث بإمكانك أن تجد بعض التقنيات المفيدة لك أكثر من غيرها، فليس كل شخص يجد نفس التقنيات مفيدة بنفس الدرجة، كذلك فإنك إذا كنت تعانى م

ن نوبات الهلع لفترة طويلة من الزمن فإنك بحاجة لبعض الوقت حتى تبدأ هذه التقنيات بإعطاء الفائدة المرجوة منها، لا تتوقع معجزات مباشرة بمجرد ممارستك لهذه التقنيات ولكن استمر عليها، وسوف تبدأ بتلمس الفوائد فى وقت قريب بمجرد العثور على التقنيات التى من الممكن أن تقدم لك أفضل مساعدة.

أ-التقنيات الجسدية

هناك على الأقل أمرين يمكن أن يساعداك على تخفيف الأعراض الجسمية للتوتر وهما:

1)  الإسترخاء.

2)  التحكم فى التنفس.

إن هذه التقنيات مفيدة لعدة أسباب:

– إن نوبات الهلع غالباً ما تبدأ فى فترة من الضغوط النفسية، هذه التقنيات تستطيع أن تساعدك فى التعامل مع تلك الضغوط بشكل أفضل.

– تستطيع هذه التقنيات أن تقضى على التوتر فى مهده وإيقاف الحلقة المفرغة التى تقود إلى الوقوع فى نوبة الهلع وذلك من خلال تخفيف أعراض التوتر ومنع زيادة التهوية.

– يمكن أن تستعمل هذه التقنيات عندما يصبح الإجتناب أمر واقع فى حياتك، وذلك لمساعدتك على التعامل مع المواقف التى تسبب لك الخوف.

– إن الإسترخاء والتنفس بهدوء هو عكس الهلع.

(1)الإسترخاء

إن الناس يسترخون من خلال عدة طرق مختلفة، إن إلقاء نظرة على حياتك قد يكون مفيداً.

ماذا تفعل لتكون مسترخياً؟

أذكر ستة أشياء تقوم بها لتكون مسترخياً، على سبيل المثال: السباحة، القراءة، المشى… إلخ، كذلك فإنه بالإضافة إلى هذه الأشياء التى تقوم بها للإسترخاء هناك تقنيات استرخاء خاصة يمكن أن تساعدك على تخفيف بعض الأعراض المحددة للهلع.

كما رأينا فإن أحد الأشياء التى تحدث عند الهلع هو أن العضلات تكون مشدودة، ولمساعدة نفسك يجب عليك محاولة إرخاء عضلاتك كلما بدأت تشعر بالتوتر.

إن الإسترخاء فى هذه الحالة مختلف عن طرق الإسترخاء اليومية التى تقوم بها ( على الرغم من أهمية هذه الطرق )، إن الإسترخاء فى هذه الحالة مهارة عليك تعلمها وممارستها.

(2)  التحكم فى النفس

كما رأينا فإن الأشخاص الذين يصابون بالخوف يبدأون بالتنفس بسرعة أكبر، وهكذا فإن الاوكسجين يضخ بسرعة أكبر فى أنحاء الجسم.

على كل حال، فإن التنفس بسرعة وبعمق وعدم إنتظام يمكن أن يقود إلى المزيد من أعراض الهلع مثل الإصابة بالدوار والإحساس بوخر ودوخة.

فإذا استطعت التحكم بتنفسك أثناء نوبة الهلع فإن هذه الأعراض سوف تنخفض وبالتالى سوف تكسر الحلقة المفرغة للهلع التى تم توضيحها سابقاً، وعليه يجب عليك التنفس ببطء أكبر.

إذا تنفست بهدوء وببطء لمدة ثلاث دقائق على الأقل، فإن جرس الإنذار سوف يتوقف عن الرنين، هذا ليس سهلاً كما يبدو . فى بعض الأحيان يكون التركيز على التنفس وسط نوبة الهلع أمراً صعباً.

إن أحد الآثار الناجمة عن زيادة التنفس هو شعورك بالحاجة للمزيد من الهواء، لذلك فإنه سيكون من الصعب عليك عمل شىء يشعرك وكأنك تحصل على هواء أقل. مرة أخرى، عليك التدرب فى الأوقات التى لا تعانى فيها من الهلع

  تدرب على الآتى كلما أمكنك ذلك:

  • املأ رئتيك بالهواء… تخيل كما لو أنك تقوم بتعبئة زجاجة فإنها سوف تمتلىء من الأسفل إلى الأعلى… وعليه فإن معدتك يجب أن تندفع إلى الخارج أيضاً.

  • لا تأخذ نفس بطريقة البلع من الفم، أو من صدرك، أو بعمق شديد. تنفس بلطف وببطء وبهدوء، وليكن إخراج الهواء من الفم ومن خلال الأنف.

  • حاول ان تأخذ نفس بهدوء وأنت تقول فى نفسك: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، ثم أخرج الهواء بهدوء وأنت تقول فى نفسك: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

  •    استمر فى فعل ذلك حتى تشعر بالهدوء.

ب-التقنيات العقلية

هناك على الأقل ثمانية أشياء يمكنك فعلها للمساعدة فى إيقاف عقلك عن تغذية نوبات الهلع لديك، وسوف نوجزها مجملة ثم نتعرض لكل خطوة على التفصيل الآتى:

1)    التوقف عن التركيز فى جسمك.

2)    الإلهاء

3)     الطريقة التجريبية.

4)     تسجيل الحالة المزاجية.

5)    تحليل التكلفة والربح.

6)    التصور الإيجابى.

7)     القبول الظاهرى التناقصى.

8)    استجواب الأفكار.

1) التوقف عن التركيز فى جسمك:

حاول أن تلاحظ فيما إذا كنت تركز على أعراضك الجسمية، أو تفحص جسمك بدقة بحثاً عن أى شىء غير طبيعى.

2)   الإلهاء:

إنها تقنية بسيطة ولكنها فعالة. مرة اخرى، أنت بحاجة لأن تلهى نفسك لمدة ثلاث دقائق على الأقل للتقليل من الأعراض.

هناك الكثير من الطرق التى يمكنك من خلالها إلهاء نفسك، على سبيل  المثال: أنظر إلى الناس من حولك، وحاول أن تخمن ما هى وظائفهم. أو قم بعد البنيات الرمادية اللون التى تشاهدها بطريقك للبيت. أو استمع بإنتباه شديد لما يقوله أحدهم. أو يمكنك أيضاً محاولة التفكير بمشهد سار فى عقلك أو فى شىء مثل وردة أو سيارتك المفضلة. حاول التركيز بالفعل على الفكرة التى تحاول من خلالها إلهاء نفسك. يمكنك أيضاً القيام بعمليات حسابية فى  عقلك..أو ما شابه من الوسائل.

إن جوهر الموضوع هو أن تصرف انتباهك عن جسمك لأى شىء آخر، استعمل ما هو مفيد أكثر لك.

هناك أنواع عديدة من الإلهاء ممكن أن تكون قصيرة:

أولاً: الإلهاء العقلى.

ثانياً: الإلهاء الجسدى.

ثالثاً: الإنشغال بعمل منتج

أولاً: الإلهاء العقلى.

من الممكن أن تشترى لعبة تجميع غير غالية الثمن تتطلب تركيز وعمل، يجب أن تكون صغيرة بدرجة كافية لتحملها فى محفظتك أو فى شنطتك.

أثناء نوبة القلق، اخرج لعبتك وركز فيها، ضع كل طاقتك العقلية فى كل تفاصيل اللعبة. هذا ممكن أن يشوشر على تدفق الصور المرعبة فى     عقلك ، البعض الآخر ألهوا أنفسهم بعمل حسابات فى عقولهم أو أى مهمة تتطلب تشغيل عقولهم.

ثانياً: الإلهاء الجسدى.

عندما تشعر بقلق أو توتر، العب الأيروبكس أو السباق أو الجرى، من الممكن أن يكون مفيداً، من الممكن أن تُفضل رياضة تنافسية مثل الإسكواش أو التنس.

وُجد أن الجرى لمسافات طويلة ببطء مفيد بشكل خاص لمرضى الإكتئاب، وأن الجرى لمسافات قصيرة ولكن بسرعة مفيد لمرضى القلق والهلع.

ثالثاً: الإنشغال بعمل منتج

وهو أن تنشغل بعمل منتج أو هواية مثل أن تقرأ روايتك المفضلة، تنشغل بجمع العملات، العمل فى الحديقة، أو أن تنشغل بترتيب المنزل، أو كتابة بعض  الخطابات، أو تصلى ركعتين، أو تقرأ بعض القرآن.

عندما تشعر بالقلق، ربما تقاوم عمل هذا وتعطى نفسك أعذار لا نهائية   مثل: ” أنا لا أستطيع التركيز الآن ” أو ” لا أشعر أنى أحب ذلك ” لا تستسلم لذلك، هذا سيزيد من قلقك فحسب، لأن عقلك سيفيض بالأفكار والصور المرعبة بدلاً من ذلك افعل شيئاً منتجاً، ستتفاجأ أنك تستطيع عمل ذلك وعندها ستشعر بتحسن.

3) الطريقة التجريبية:

إنها تستطيع أن تساعدك أن تثبت فيما وراء ظل الشك أن مخاوفك ما هى إلا نتاج خيالك، الآثار المريحة ستكون فعالة وفورية.

ربما تكون لديك فكرة “أنا لن أتحسن بسرعة، لقد فقدت الألم”.

فى الواقع، معظم الناس لا يتحسنون بسرعة، العلاج الناجح لمشكلة مزاجية صعبة يتطلب غالباً ثقة وعمل……… شاقة على فترة من الزمان.

4)تسجيل الحالة المزاجية اليومية:

هذه الطريقة المذكورة بالتفصيل فى الجزء الخامس، هى طريقة أخرى مفيدة لمقاومة القلق ونوبات الهلع.

عندما تشعر بقلق أكتب الأفكار السلبية التى تجعلك مرعوباً جداً وتعرف على التشوهات فى هذه الأفكار، عندما تستبدل أفكاراً أكثر إيجابية   وواقعية، غالباً ما تتنحى مخاوفك

أفكار أكثر واقعية

أفكار غير واقعية

أو غير نافعة

لقد كانت لدى مثل هذه المشاعر من قبل عدة مرات وأنا لا أزال هنا

سوف أصاب بذبحة صدرية

إن الأشخاص المصابون بنوبات الهلع من غير المحتمل أن يغمى عليهم. أنا لم يغمى علىّ من قبل

سوف يغمى علىّ

لدى خبرة بهذه المشاعر التى هى عبارة عن هلع وليست جنون

سوف أجن

لقد أصبت بالهلع من قبل عدة مرات ولم يلحظ ذلك أحد. إن الناس مشغولين بأمورهم الخاصة

سوف أجعل من نفسى أحمقاً

5)  تحليل التكلفة والربح:

إذا كان لديك خوف من شىء ما أو فوبيا فسيكون لزاماً عليك أن تقرر إذا ما كنت تريد التخلص منها أم لا.

جزءٌ بداخلك يريد أن تتوقف مخاوفك لتشعر بتحسن، بينما الجزء الآخر ربما يقاوم التغيير لأنك تؤمن أن مخاوفك تساعدك أو تحميك.

إحدى الطرق للتعامل مع هذه المشكلة هو تحليل التكلفة والربح .

  اسأل نفسك: ” كم سيساعدك القلق والتنبؤ بالكوارث؟، وكيف سوف يؤذيك؟”.

اعمل قائمة بالمميزات والعيوب ووازن كل منها مقابل الأخرى، بعد ذلك اعمل قائمة بمميزات وعيوب التفكير بإيجابية، وتخيل أن الأمور ستتحول للأحسن  .

مرة أخرى وازن التكلفة مقابل الربح لكونك متفائلاً، ربما يسهل هذا عليك لكى تتخلص من مخاوفك وتبدأ الثقة فى نفسك.

إمراة كبيرة فى السن طلبت العلاج من رهاب الأماكن المفتوحة أو المزدحمة من الفوبيا من ترك المنزل، ولكنها قاومت وبعناد اقتراحات المعالج لها فى أن تترك المنزل بمفردها، وفسرت ذلك بخوفها من أنه ربما تُقتل أو تُسرق، وأن الجرائد اليومية مليئة بمثل هذه الحوادث،

6)التصور الإيجابى:

الناس المصابة بنوبات الهلع أو الفوبيا عادة ما يكون مشغولين بأحلام يقظة وتخيلات مرعبة.

7) القبول الظاهرى التناقضى:

طرق عديدة فى هذا الفصل ستساعدك لتقلل من قلقك، ولكن هذا تصف المعركة فقط، على الرغم من أن إحدى أهداف هذا العلاج هو أن يساعدك على تغيير المشاعر السلبية، هدف ثان وبشكل ما معاكس هو أنه يساعدك على أن تقبل أفكارك السلبية.

وهذا هو جزء حيوى فى العلاج، الرسالة الضرورية هو أنك غير قادر على التغلب على هذه الأفكار السلبية إلا عندما تتعلم أولاً: أنه يجب عليك أن تتقبلها.

وهذه هى الصعوبة، ربما تجد ذلك صعب جداً أن تقبل هذه الأفكار نتيجة مواقف مثل:

1) الكمال العاطفى

ربما تشعر أنه يجب أن تكون دائماً سعيداً ومتحكم فى مشاعرك، وأنك تختلف عن الناس ” الطبيعية “، وتظن أنك مصاب بمرض عصبى، أو أنك غريب الأطوار فى كل مرة تشعر برعب أو عدم أمان أو بهلع، هل فكرت فى ذلك أبداً؟

                    نعم                                                    لا

2) التهويل أو إدعاء المصيبة

ربما تعتقد أن مشاعر القلق خطيرة جداً وستقودك للجنون إذا ما تركتها خارج نطاق التحكم، هذا يجعلك تحارب قلقك ويدخلك فى هلع شديد، هل فكرت فى ذلك أبداً؟

                    نعم                                                 لا

3) الخوف من عدم الرضا

ربما تقتنع أن الآخرين سينظروا لك بإزدراء إذا ما اكتشفوا مشاعرك بالقلق أو عدم الأمان أو الخجل أو الوحدة فى مواقف معينة، ربما تعتقد أنك يجب أن تترك أثراً طيباً لدى الناس بأنك الفائز الواثق من نفسه دائماً، هل فكرت فى ذلك أبداً؟

                      نعم                                                لا

4) فوبيا الصرع

ربما تشعر أن الناس “اللطفاء” الذين لديهم علاقات جيدة لا يشعروا أبداً بقلق أويضايق بعضهم الآخر، هذا يجعل عليك من الصعب أن تعبر عن غضبك، والمشاعر المعرضة للإنتقاد مثل الوحدة، عدم الأمان، أو الغيرة، هذا الموقف يجعل من الصعب إنهاء أوحل الصراعات أو عمل تقارب، هل فكرت فى ذلك أبداً؟

                    نعم                                                لا

5) فوبيا المشاعر

فوبيا المشاعر هى الخوف من المشاعر السلبية، ربما تعتقد أنه لا ينبغى أن يكون لديك أى مشاعر سلبية مثل القلق، الهلع، الإحباط، الغضب أو الحزن.

عندما تشعر بقلق ربما تضخم من ذلك أو تحاسب نفسك، مثل هذا التفكير خاطىء بشكل فظيع.

هذا التركيب العقلى يضاعف مشاكلك لأنك لا تقلق وحسب بل أنك تقلق بسبب أنك قلقت، هل فكرت فى ذلك أبداً؟

                 نعم                                           لا

إذا اعتقدت أنك لا يجب أن تشعر بقلق أو توتر وإنك يجب أن تكون سعيداً وفى تحكم تام طوال الوقت، فإنك تزيد أحزانك لأنه فى الواقع لا أحد يستطيع أن يشعر بسعادة وحب وثقة طوال الوقت.

عندما تشعر بعصبية أو إزعاج تجاه شخص ما، ستشعر بتأزم ذاتى والفشل، ذلك سوف يسلب شعورك بذاتك ويجعل من الصعب جداً أن تتقارب مع الآخرين، نحن محبوبون بسبب أخطائنا وعدم كمالنا، كوننا معرضين للخطأ هو الذى يجعلنا بشر مثل العديد من مرضاى، ربما تقسو على نفسك بشدة وتهاجمها، كلما تشعر بقلق أو غضب، وتوبخ نفسك وتصر أنه ما كان ينبغى أن تشعر هكذا.

8) استجوب أفكارك:

فى بعض الأحيان يكون من الأفضل لك بدلاً من إلهاء نفسك عن تلك الأفكار التى تسبب لك التوتر أن تتحداها، فعلى المدى الطويل سوف يكون تحدى أفكارك المقلقة ذو فائدة أكبر بكثير، ولن تعود تصدق تلك الأفكار بعد ذلك أبداً.

لتحدى أفكارك أنت بحاجة لشيئين:

1-  يجب عليك العمل على معرفة الأفكار المسببة للتوتر والمخاوف لديك…، فكل شخص لديه مخاوف مختلفة، على الأغلب فإنه لديك فكرة الآن عن تلك المخاوف لديك بعد قرائتك لهذه الكراسة.

2-  ابدأ بتحدى تلك الأفكار وتعال بأفكار أكثر واقعية ونفع.

فى كل مرة تكون واقعاً فيها تحت تأثير تلك الأفكار والصور فى عقلك، اسأل نفسك:

  •   ما هى الأدلة التى تدعم أو تدحض تلك الأفكار؟

  •   كم مرة انتابتك تلك الأفكار من قبل؟ هل حدثت فى الواقع تلك المخاوف؟

هل تجربتك تناسب الهلع أو أنه شىء أكثر خطورة؟ على سبيل   المثال، إن التفكير بالهلع يجلب لك نوبة هلع، فهل من المحتمل أن تصيبك سكتة دماغية أو ذبحة صدرية بهذه الطريقة؟

ج-التقنيات السلوكية

أخيراً، إن تحدى ما تقوم بفعله هو على الأرجح أكثر الطرق نفعاً فى قهر الهلع.

لقد تكلمنا سابقاً عن أنه كيف يمكن لسلوكيات مثل الإجتناب والهروب والتصرفات الوقائية أن تحافظ على استمرار الهلع، وعليه يصبح من المعقول أنه لتقليل الهلع لديك عليك تقليل هذه السلوكيات.

بشكل بسيط، إن ما تحتاج أن تفعله الآن هو أن تختبر المواقف التى تسبب لك الخوف لكى تثبت لنفسك أن ما مكتوب هنا هو صحيح، نوبات الهلع لا يمكن أن تؤذيك.

إن أحسن ما تفعله، ليس كل شىء مرة واحدة، ولكن بطريقة مخططة، وعلى الأرجح فإن أفضل شىء تبدأ به هو تجربة صغيرة، حيث أنه من الصعب تصديق شىء بمجرد قراءته، ما تحتاج فعله هو تدريجياً وشيئاً فشيئاً لتثبت لنفسك ما يجرى حقيقةً.

التعامل مع الهلع

  • مارس الإسترخاء، والتنفس البطىء، والإلهاء، وتحدى الأفكار عندما لا تكون متوتراً حتى تتعلم هذه التقنيات.

  • ذكر نفسك دائماً أثناء نوبة الهلع بأنك أصبت بالهلع عدة مرات من قبل وأنه لا شىء مرعب أو كارثة قد حصلت.

  • استعمل تقنية الإلهاء، الإسترخاء، والتنفس البطىء لمساعدتك فى تخطى نوبة الهلع.

  • تحدى أفكارك الغير واقعية خلال نوبة الهلع، بإستعمال أفكار أكثر واقعية كنت قد كتبتها من قبل.

  • حاول أن لا تتجنب، أو تهرب، أو  أن تقوم بالتصرفات الوقائية، وبدلاً من ذلك اختبر ماذا يحصل فعلاً.

  • حاول أن تنزع من عقلك أية أشياء مقلقة لك أومشاكل لديك، وذلك بالتحدث عنها، لا أن تكنسها تحت السجادة.

واجه مخاوفك

 من الممكن أن تكون فعالة جداً هو أنك تواجه مخاوفك بدلاً من الهرب بعيداً عنها، الناس المصابة بالمخاوف والفوبيا عادة ما يفعلون العكس بعيداً عنها إنهم يتجنبوا المواقف التى يخافونها.

عندما تتجنب المواقف المرعبة، فإنك ببساطة تزيد مشاكلك سوءاً، تماماً مثل الهرب من ثور جامح فإنه سيستمر فى مطاردتك وإرعابك، والنقيض هو صحيح تماماً، فمواجهة مشاكلك تساعدك على هزيمتها ستتعلم من ذلك أن الكارثة التى تخافها لن تحدث بالفعل.

أفضل شىء لمواجهة مخاوفك هو أن تتوقف عند تجنب المواقف التى تخافها أكثر، بدلاً من مخاولتك التحكم فى قلقك وأن تستسلم لأعراضك، دعها تأخذ مسارها، لاتقاومها.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟