الهرمونات الأنثوية والحالة المزاجية

أصبحت مشكلة خلل الهرمونات الأنثوية والتقلبات المزاجية للمرأة الناجمة عن هرموناتها مثارا للسخرية من الرجال، رغم علمهم أن الأمر يحمل تفسيرا علميا ولا دخل للمرأة فيه.

مع ازدياد الضغوط على المرأة التي تتسم بطبيعتها برقة العواطف، تجدها تعاني نفسيا من آثار المسؤوليات. ضع هذا بجانب خلل الهرمونات الأنثوية الذي تتعرض له خلال حياتها لأسباب مختلفة، لتعرف كم هي مظلومة!!

تنظيم الهرمونات الجنسية الأنثوية

يعرف هرموني الإستروجين والبروجسترون بأنهما هرمونات الأنوثة، وبالأخص الإستروجين فهو المسؤول عن توزيع الدهون في الجسم بالشكل المميز للمرأة.

توجد هذه الهرمونات في الرجل لكن بنسبة ضئيلة جدا، كما أن المرأة لديها كمية ضئيلة من التستوستيرون (هرمون الذكورة).

لكي تتفهم أسباب خلل الهرمونات الأنثوية ينبغي أن تعرف مواضع إفراز هذين الهرمونين وطريقة إفرازهما. والعوامل التي تتحكم في زيادة أو انخفاض مستويهما.

تفرز المنطقة تحت المهادية بالمخ هرمونًا ليحفز الفص الأمامي من الغدة النخامية لإفراز هرمون آخر يسمى (Gonadotrophin releasing hormone).

ينشط هذا الهرمون مبيضي المرأة لتكوين بويضة ناضجة مستعدة للتخصيب لتكوين جنين. يفرز هرمون الإستروجين في أثناء نضج البويضة في حويصلة جراف بالمبيض خلال النصف الأول من الدورة الشهرية.

تتحول حويصلة جراف بعد خروج البويضة منها إلى الجسم الأصفر، والذي يفرز البروجسترون طوال النصف الثاني من الدورة الشهرية.

هناك كمية أقل من الهرمونين تفرز من الغدة الكظرية (فوق الكلوية).

 

وظيفة الهرمونات الأنثوية

وظيفة الهرمونات الأنثوية مشتركة هي:

  • ظهور علامات بلوغ الفتاة مثل تغير الصوت وتوزيع الشعر على الجسم، والحيض الشهري… إلخ.

  • تهيئة الرحم لاستقبال واحتواء بويضة مخصبة لتكون جنينا في الرحم.

  • نمو وطول العظام بالشكل المناسب.

  • تنظيم الكوليسترول بالدم، مما يقلل فرصة تعرضها لأمراض القلب.

  • الشهوة الجنسية التي تكون غالبا بسبب هرموني الإستروجين والتستوستيرون.

  • هرمونات المرأة تحسن الذاكرة الكلامية من خلال حفظ المرأة للكثير من التعبيرات وتزيدها طلاقة في الحديث.

العلاقة بين الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية

يرتبط الاكتئاب بالسيدات ويعزى هذا إلى تعرضها لتأرجح وخلل الهرمونات الأنثوية على مدار الشهر وعلى مدار حياتهن.

تشترك هرمونات الأنوثة مع بعض النواقل العصبية بالمخ في بعض المسارات العصبية (خاصة تلك المتعلقة بالحالة المزاجية)؛ مما يفسر العلاقة بين الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية عند المرأة.

من المعروف أن المرأة التي لديها تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب تكون أكثر عرضة للتأثر بخلل الهرمونات الأنثوية خلال حياتها. تكون هذه السيدة فريسة سهلة للاكتئاب مع صعود وهبوط مستوى هرموناتها.

لهرمون الإستروجين دور في تحسين الذاكرة، وبالتالي فإن نقصه يؤثر على الذاكرة مما يستتبع أثرا سلبيا على نفسية المرأة التي تجد نفسها تنسى الكثير.

تسوء حالة المرأة النفسية وتتعرض للاكتئاب بشدة في فترات ما قبل الدورة الشهرية، وفي أثناء الحمل، وبعد الولادة (ما يعرف باكتئاب ما بعد الولادة)، وفترة ما قبل انقطاع الطمث.

تعاني المرأة من التوتر وسرعة الغضب والقلق والاكتئاب بعد دخولها سن انقطاع الطمث.

أعراض الخلل الهرموني على المرأة
تختلف أعراض خلل الهرمونات الأنثوية باختلاف الحالات الإكلينيكية المسببة لها. نسرد هنا أعراض الاضطرابات الهرمونية ونقص هرمونات الأنوثة لدى المرأة بصورة عامة.
  • صعوبة بالنوم والتعرق الليلي.
  • الشعور بالإجهاد والتعب.
  • هشاشة العظام.
  • اضطرابات الذاكرة (لنقص الإستروجين)
  • هبات حرارية.
  • تزداد فرصة ظهور أمراض قلبية.
  • زيادة الوزن.
  • قلة الرغبة الجنسية.
  • نمو الشعر بالوجه.
  •  تظهر العلاقة القوية بين الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية، فتكون المرأة أكثر توترا، وأسرع غضبا وأميل للانعزال، كما تتغير حالتها المزاجية بسرعة.
علاج حالات خلل الهرمونات الأنثوية
  • يكون علاج خلل الهرمونات الأنثوية من خلال خطة متكاملة لعلاج الحالة المرضية المتسببة فيها.
  • تنظيم هرمونات الغدة النخامية.
  • عقاقير مضادة للاكتئاب أو مهدئة، التي يبدو الاحتياج إليها متوقعا بعدما عرفناه من علاقة بين الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية للمرأة.
  • عقاقير تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د.
  • تنظيم الكوليسترول بالدم بالغذاء والدواء.
  • تعويض خلل الهرمونات الأنثوية بالعقاقير الطبية.
علاج الاكتئاب المصاحب لخلل الهرمونات الأنثوية 
تحتاج السيدة أحيانا لعلاج هرموني لعلاج هذا الاكتئاب.
ينجح العلاج المعتاد للاكتئاب مع حالات خلل الهرمونات الأنثوية مثل:
  • التأمل في الطبيعة.
  • ممارسة الرياضة الخفيفة.
  • تحقيق نجاح في أمر مهم للشخص.
  • التقرب من الله وقراءة القرآن
  • ممارسة هواية محببة.
  • المشي والجري وركوب الدراجات.
  • الدعم العائلي خصوصا من الزوج.
  • ممارسة اليوجا.
  • الاستماع للموسيقى الهادئة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟