النوم وتعزيز الذكريات

هناك إمكانية للعملية التي تستخدم الرائحة أن تعزز الذكريات المخزنة في جانب واحد من الدماغ .

تعزيز الذاكرة يحدث اثناء النوم :

 “إننا  نعلم أن عملية ترسيخ الذاكرة تحدث في الدماغ أثناء النوم”. و تضيف : “بالنسبة لتخزين الذاكرة على المدى الطويل ، تنتقل المعلومات تدريجياً من الهيبوثلاموس hippocampus – وهي منطقة دماغية تعمل كمخزن مؤقت للذكريات الجديدة – إلى القشرة المخية الحديثة neocortex . و لكن كيف يحدث هذا الانتقال يبقى لغزاً لم يتم حله”.

و يضيف أحدي  علماء النفس من خلال إطلاق عمليات الدمج في جانب واحد فقط من الدماغ أثناء النوم ، تمكنا من مقارنة النشاط بين نصفي الكرة الدماغية  hemispheres  وعزل النشاط المحدد الذي يتوافق  و ينسجم مع تنشيط الذاكرة”.

ويقول العلماء أيضا ” إننا نأمل بالإضافة إلى تعزيز الفهم العلمي الأساسي ، أن يكون لهذه الطريقة في المستقبل تطبيقات سريرية أيضاً. فعلى سبيل المثال ، يُظهر مرضى ما بعد الصدمة  post-traumatic patients نشاطاً أعلى في النصف الأيمن من الكرة الدماغية عند استدعاء الصدمة أو الإشارة إليها ، والتي ربما تتعلق بمحتواها العاطفي.

“و بإمكان التقنية التي طورناها أن تؤثر على هذا الجانب من الذاكرة أثناء النوم وتقليل الضغط العاطفي الذي يرافق تذكر الذكريات المؤلمة. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن تطوير هذه الطريقة بشكل أكبر للمساعدة في العلاج التأهيلي بعد تلف الدماغ من جانب واحد بسبب السكتة الدماغية “.

 

طريقة تخزين الذكريات :

لقد بدأ الباحثون من معرفة أن الذكريات المرتبطة بالمواقع على الجانب الأيسر من الشخص يتم تخزينها في الغالب في النصف الأيمن من الدماغ والعكس صحيح.  حيث طُلب من المشاركين في البحث أثناء تعريضهم لرائحة وردة تذكر موقع الكلمات المقدمة على الجانب الأيسر أو الأيمن من شاشة الكمبيوتر.

ثم تم اختبار ذاكرة  المشاركين فيما يتعلق بمواقع الكلمات ، ثم انتقلوا إلى القيلولة في المختبر. و بينما كان المشاركون يأخذون غفوة ، تم نشر رائحة الورود مرة أخرى ، ولكن هذه المرة إلى فتحة أنفية واحدة فقط.

وبتقديم الرائحة “أحادية الجانب” ، تمكن الباحثون من إعادة تنشيط وتعزيز ذكريات معينة تم تخزينها في نصف دماغ معين.

كما سجل الفريق أيضاً نشاطاً كهربائياً في الدماغ أثناء النوم مع مخطط كهربية الدماغ EEG (electroencephalogram .

حيث أوضحت النتائج أن رائحة الورد “أحادية الجانب” أدت إلى موجات نوم مختلفة في نصفي الكرة المخية . و قد كشف النصف المخي الذي تلقى الرائحة عن إشارات كهربائية أفضل لتوحيد (تقوية) الذاكرة أثناء النوم.

 

و أخيراً ..

في الاختبار الأكثر أهمية على الإطلاق ، طلب من الأشخاص بعد الاستيقاظ الخضوع لاختبار الذاكرة الثاني حول الكلمات التي تعرضوا لها قبل النوم.

و يقول  العلماء : “لقد كانت ذاكرة المشاركين أفضل بكثير فيما يخص الكلمات التي يتم عرضها على الجانب المتأثر بالرائحة من ذاكرة الكلمات المقدمة على الجانب الآخر”.

 “إن  النتائج التي توصلنا إليها تؤكد أن عملية ترسيخ (تقوية) الذاكرة memory consolidation process يمكن تضخيمها من خلال الإشارات الخارجية مثل الروائح .

إذ و من خلال استخدام التنظيم الخاص لمسارات حاسة الشم ، يمكن التلاعب بالذكريات بطريقة موضعية على جانب واحد من الدماغ. وتثبت النتائج التي توصلنا إليها أن دمج (تقوية) الذاكرة من المحتمل أن ينطوي على” حوار “ليلي بين منطقة الهيبوثلاموس hippocampus  ومناطق محددة في القشرة الدماغية cerebral cortex . “

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟