النمو النفسي

مراحل النمو النفسي

اهتم العديد من علماء النفس بتفسير ودراسة النمو النفسي عند الإنسان، حيث قام البعض بوضع النظريات المتعددة والمختلفة التي عالجت النمو النفسي عند الأطفال، ومن أهم هذه النظريات نظرية أريكسون للنمو النفسي؛ الذي كان يرى أنّ الفرد يمتلك القدرة على تطوير مهاراته الشخصية أثناء مروره بمراحل نموه المتلاحقة، كما قام بتقسيم النمو النفسي إلى ثماني مراحل، وهي كالآتي: تطوير الشعور بالثقة تقع هذه المرحلة في فترة الرضاعة، ويعتمد الطفل في هذه السنة الأولى من حياته بشكل أكبر على الوالدين في تلبيه حاجاته من تغذية وملبس واهتمام، ويرى أريكسون أنّه إذا تم منح الطفل كل ما يحتاجه من رعاية وألفة ومحبة ودعم من قبل الوالدين؛ فإنّه سيتطور وينمو لديه الإحساس بالراحة والسكون النفسي والجسمي والشعور بالثقة، أمّا إذا كان الطفل لا يتلقى الاهتمام المطلوب من والديه وممن هم حوله؛ فإنه سيعاني من عدم إشباع الحاجات الأساسية وتزعزع ثقته بنفسه وفيمن يحيطون به.

مرحلة تطوير الشعور بالاستقلال تشمل هذه المرحلة الأطفال من عمر السنة و6 شهور إلى ثلاث وأربع سنوات؛ حيث يظهر على الطفل فيها التطور الكبير في عملية التحكم في أعضائه الجسمية وعضلاته، وتهتم هذه المرحلة بتحقيق مقدار معين من الاستقلالية، بينما يتم التغلب على الخجل والشك، وإذا استطاع الطفل التحرك بحريّة ونجح في التحكم بعضلاته وجسمه، فإنّ ذلك سيطور لديه الشعور بالاستقلال، أمّا إذا جاءت محاولاته بالفشل وتكرار تعثره أمام الاخرين، فإنّه من الممكن أن يولد الشعور العميق بالشك بقدراته الحركية، بالإضافة إلى الشعور بالخجل من ذاته، ولتزويد الطفل بالشعور العالي بالاستقلالية؛ يُنصح الوالدان بالسماح للطفل بإطلاق عنانه لطاقاته الاستكشافية وعدم إحباطه ليعيد حركته وخطواته. تطوير الشعور بالمبادرة تحتل هذه المرحلة من الرابعة وحتى السادسة من حياة الطفل، حيث يبدأ التحكم بجسمه وتطويره لمهاراته الحركية بشكل كبير، ويقوم الطفل في هذه المرحلة بالانطلاق إلى العالم الخارجي الجديد واكتشاف واكتساب الخبرات الجديدة دون الاعتماد على الوالدين، فإذا كان الطفل قادراً على اللعب والمبادرة؛ التي تعني الاستجابات الإيجابية التي يقوم بها الطفل لمواجهة التحديات الخارجية، وتحمل المسؤوليات وتعلم المهارات الجديدة، فسيكون أكثر ميولاً لتطوير شعوره بالمبادرة، أمّا إذا استمر والداه في تعليمه، أو لم يتلقَ منهما التوجيه والتشجيع المناسب فإنّ ذلك سيولّد الشعور العالي بالذنب لعدم قدرته على استقلاله عن مجتمعه.

تطوير الشعور بالهوية وتعبّر هذه المرحلة بشكل أساسي عن مرحلة المراهقة؛ وذلك عند سن البلوغ للفرد وحتى الثامنة عشر والعشرين من عمره، ويتعرّف الفرد حينها على هوية الأنا وكيفية التعبير عنها في المجتمع، ويتعرض في هذه المرحلة إلى الكثير من التغيرات الجسمية والعقلية، كما تُعدّ الفترة التي يتم فيها تكوين أساس أنماط التفكير خلال المراحل القادمة، بالإضافة إلى أنّ المراهق يسعى بشكل مستمر إلى إثبات ذاته والتمتع بقدرة على تحمل المسؤولية النفسية والأسرية والمجتمعية، ليأتي دور المجتمع والأسرة بمساعدة المراهق على تحقيق حاجاته في المجالات المختلفة ليصبح صاحب هوية ثابتة تتماشى مع المعايير الاجتماعية، وما تحتويه من مفاهيم الأمانة والصدق والإخلاص والولاء، كما تحميه من الانضمام إلى التجمعات والتنظيمات التي تسعى للتطرف والإدمان والتهريب.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟