المواقع الأباحية والمراهق

الإنترنت ليس مكانًا آمنًا للأطفال والمراهقين للتصفح، هذه هي الحقيقة المثبتة بالأرقام، وبحسب الدراسات فإن 90% من الأطفال والمراهقين الذكور، و60% من الإناث قبل سن 18 عامًا عرضة للمواد الإباحية.

البلوغ يؤدي إلى تغييرات جذرية في حياة المراهقين، وتمر أجسامهم بالعديد من التغييرات نتيجة ارتفاع مستويات الهرمونات، ويزداد فضولهم حول الجنس.
وقد يشكل هذا الوقت ارتباكًا كبيرًا للصبية خاصة، حيث ترد على أذهانهم العديد من الاسئلة والتخيلات التي لم تكن موجودة من قبل. وقد سعى الأولاد المراهقون تاريخياً إلى الحصول على معلومات عن الجنس بطرق مختلفة، سواء من خلال الأصدقاء وأفراد الأسرة، أو عن طريق القراءة أو البحث عن المواد الإباحية، على أمل أن تشبع هذه المعرفة فضولهم، ولكن في عالم اليوم الرقمي ، يلجأ معظم المراهقين إلى المحتوى الإباحي على الإنترنت للحصول على الإجابات والإثارة الجنسية، وهنا تنشأ المشكلة حيث تصبح الإباحية جزءًا أساسيًا في التربية الجنسية للصبية في مرحلة المراهقة والتي تضر بالتطور الجنسي في أدمغتهم.

الوقوع في إدمان الإباحية أسهل للمراهقين
يختلف دماغ المراهق عن دماغ الشخص الناضج، لأن دماغ المراهق مرتبط بالسعي للحصول على المتعة والمكافأة، لذا فإن الدوبامين يغمر دماغه عند مشاهدته للمواد الإباحية، مما يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تكرار هذا الأمر، وقد يتعرض الناضجون أيضًا لإغراق الدوبامين، إلا أن عقل المراهق حساس للغاية لتدفق الدوبامين، مما يُسهل الوقوع في الإدمان.
وتشير الدراسات إلى أنه بين عمر 12 و 20 عامًا، يمر الدماغ البشري بفترة من المرونة العصبية الكبيرة، حيث يُكوّن المخ مليارات من الوصلات العصبية المتشابكة، مما يجعل المراهقين أكثر تأثرًا بالخبرات والمعلومات التي يتلقونها.

 

كيف تحمي ابنك من المواقع الإباحية؟

إليك عددًا من النقاط العملية لحماية ابنك من المواقع الإباحية:
1- تقييد الوصول إلى المواقع الإباحية

من المفيد أن تقيد وصول المراهقين إلى المواد الإباحية، ضع برنامج حماية على شبكة Wi-Fi، هناك الكثير من الخيارات لبرامج وإعدادت التقييد والمراقبة.

2- ضع قواعد لاستخدام الإنترنت في المنزل
من المهم أن يضع الوالدان قواعد لاستخدام الإنترنت في المنزل بشكل عام، حماية لعقول أبنائهم ولتجنبيهم مخاطر الإفراط في استخدام الإنترنت.
امنع استخدام الهواتف الذكية في غرف النوم.
أشعر الأطفال والمراهقين في البيت أنك تراقب استخدامهم.
اجعل أغلب استخدام الإنترنت في أماكن مفتوحة بالبيت.

3- كن قدوة لطفلك، سواء في معدل استخدام الإنترنت، أو في طريقة استخدامه، وكما يقولون فإن عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل. تأثير القدوة دومًا أهم وأكثر فاعلية من الكلمات والنصائح.
إذا وجد ابنك/ ابنتك أنك تستخدم الإنترنت بشكل معقول، ولا تفرط في مطالعة وتصفح الإنترنت، فإنه على الأرجح سيقلدك، أو على الأقل سيتقبل النصح منك.
وعثور الأطفال والمراهقين على نتائج بحث عن الإباحية في تصفح آبائهم، أو رؤيتهم لأحد الوالدين أو الكبار في موضع القدوة يستخدم هذه المواد يزيد من خطر تعرضهم وإدمانهم لها.

4- أشغل وقت الطفل والمراهق باللعب وممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة التي تثير اهتمامه وتشعره بالتحدي والحماسة، فالفراغ سبب رئيسي لكثرة استخدام الإنترنت بلا هدف، ومحاولة ملء الفراغ وقتل الملل باستخدام المواد الإباحية.

5- لا تفضح طفلك بينك وبينه، ولا تنهر ابنك المراهق وتكسر كرامته بالتوبيخ إذا اكتشفت مشاهدته للمواقع الإباحية، هذه النوعية من ردود الفعل تأتي بنتائج عكسية، وغالبًا ما تزيد من تعلق المراهق بالمواد الإباحية، وشعوره برفض ذاته، والوقوع في دائرة اللوم والشعور بالذنب.

6- قوّي النزعة الدينية والخوف والحياء من الله في نفس طفلك، وعلمه قاعدة مهمة أن تضخيم الذنب والتقزز منه يأتي قبل الوقوع فيه، ولكن إذا وقع الإنسان في الذنب فعليه أن يبادر فورًا إلى الاستغفار والصلاة والعمل الصالح وعدم الاستغراق في مشاعر الندم والعزلة ورفض الذات.

7- الحديث عن الجنس مع الأبناء يجب أن يكون بصورة جادة وموثوقة، وأن يشعر الابن/ البنت بالحرية والثقة في فتح أي موضوع، أو طرح أي سؤال على الوالدين، بدلا من أن يضطروا للبحث عن تساؤلاتهم، أو بث شكاواهم على فضاء الإنترنت المخيف.

الولاء مكي 

أخصائي نفسي

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟