المرونة العقلية

مرونة التفكير

تعد القدرة على التمدد إلى ما هو أبعد من نقاط القوة الأساسية عند الضرورة والعودة السريعة إلى مهاراتك الأساسية وانضباطك إحدى سمات مرونة العقل، فالمرونة هي استجابة أساسية للتغيير في عالم دائم التغير، وللبقاء والاستمرار في بيئة من التحفيز المستمر والتغير السريع، فإن التفكير المرن ضروري.
إنها القدرة على التكيف مع المواقف الجديدة، وتقسيم المهام المعقدة إلى أجزاء صغيرة الحجم، والارتجال وتعديل الاستراتيجيات لمواجهة أنواع مختلفة من التحديات، فالمرونة تعطي الدماغ البشري ميزة تفوق ليونة أجهزة الكمبيوتر! والعقول المرنة هي لأشخاص يعيدون تصور طرق جديدة لحل المشكلات الحالية وإنشاء أدوات تجعل الأمور أفضل وأسهل وأسرع وأكثر ذكاء؛ يمكنهم أن يوازنوا أفضل رغبات طويلة الأجل وقصيرة الأجل، عندما يكونون في أي موقف، كما يمكنهم التفكير في كل من الأهداف طويلة الأجل وقصيرة الأجل لاتخاذ قرارات أفضل.

تعلّم أن تكون أكثر مرونة

واحدة من القدرات الأكثر أهمية للتفكير المرن هي القدرة على استرخاء عقلك، والتركيز على أهمية التفكير المنطقي، لكن هذا يعني أنه قد يكون لأفكارك نطاق ضيق، وتميل إلى أن تكون تقليدية، قد يعرقل تركيزك أيضاً؛ أي ميل للتشكيك في الافتراضات الكامنة وراء أي مشكلة تشغل تفكيرك، من ناحية أخرى عندما تشعر براحة البال؛ لن تكون قلقاً بشأن السبب في أن أفكارك قد تكون خاطئة، كذلك لست قلقاً بشأن الفشل.
هذا هو السبب في أنه غالباً ما يكون من المفيد التفكير بشكل مكثف في مسألة ما، ثم أخذ قسط من الراحة التي تمارس فيها نشاطاً بدنياً خفيفاً، لكنك لا تركز عقلياً كما هو الحال عند الركض أو الاستحمام، أو لممارسة التمرينات الرياضية بشكل مكثف، ثم ترك عقلك يتجول وأنت تحتسي بعض الماء، حيث يستحيل التفكير في قضية بهدوء عندما تكون مرهقاً فكرياً.
كما أن القدرة على التفكير دون أي نوع من ضغوط الوقت أمر مهم أيضاً، بحيث يمكن لمكالمة هاتفية قصيرة أو بريد إلكتروني أو حتى رسالة نصية إعادة توجيه انتباهك وأفكارك، لذا عليك أن تكون أكثر مرونة عقلية.

 

تمرين لتعزيز المرونة العقلية..
1- ركز على أحد قناعاتك القوية..
 وتصور أن شخصاً ما أخبرك أن قناعتك أو اعتقادك خاطئ، وأنت نحاول أن تكون منفتحاً بشكل كبير على احتمال أن تكون مخطئاً.
2- بعد ذلك.. أطرح أسئلة: “لماذا أؤمن بهذا الاعتقاد؟ لماذا قد وصل الآخرون إلى نتيجة مختلفة؟” وحاول أن تأخذ وجهة النظر هذه على محمل الجد وأن تتذكر المرات التي كنت مخطئاً خلالها في الماضي بشأن شيء ما، رغم أنك كنت واثقاً من أنك على حق.
3- في الواقع، هذا الشقاق لتفاعلاتك الفكرية مفيد أيضاً، فبقدر ما قد نرغب في تجنب أولئك الذين لديهم آراء مناقضة ومعارضة حتى لو لم تعطِ صلاحيات عليك.. لرأيهم؛ فإن ذلك يوسع وجهة نظرك للتحدث إلى أشخاص يختلفون معك.
4- أخيراً هناك عاطفة إيجابية، السعادة والرضا والامتنان ليست مجرد أهداف مهمة للحياة حيث أنها تدفعنا إلى توسيع نطاق أفكارنا والإجراءات التي نتخذها واستكشاف بيئتنا، وفتح أنفسنا أمام معلومات جديدة.. كلها مهمة للنجاح والمتعة في العمل.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟