الكذب عند الطفل

 

 أسباب الكذب عند الطفل

هل يمكن للوالدين أن يكونا سببًا في تعلم الطفل للكذب؟

إن ما نلحظه من سلوكات الأطفال ما هي إلا تعبير عن دوافع داخلية تحرك سلوكه لدى لا يجب علينا الحكم على السلوك الظاهر فقط بل يجب التعرف على الأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك وفيما يلي سيتم التطرق للأسباب الخاصة بسلوك الكذب عند الطفل كما وضحها (فهيم، 1993):
1- البيئة التي يعيش فيها الطفل: يكتسب الطفل سلوك الكذب من البيئة التي تحيط به، فإذا لاحظ الطفل على الأولياء وعود كاذبة وعدم مراعاتهم الصدق في تعاملاتهم فسيتبنى الطفل هته الاتجاهات السلوكية والأساليب في تعاملاته مع مواقف الحياة المختلفة.
2- المبالغة في تنشئة الطفل: نتيجة إلى التشدد والتضييق على الطفل بالتحلي ببعض الصفات واعتمادهم على الأسلوب الصارم في حال عدم الخضوع إلى رغباتهم، يفتح ذلك المجال للطفل للكذب كمحاولة منه للظهور وفق ما يطلبه الوالدان.
ويضيف إلى ذلك (فاروق أسامة، 2011) الأسباب التالية وراء الكذب عند الطفل كالتالي:
3- التفكك الأسري: تنعكس النزاعات والصراعات الأسرية وخاصة تلك المتعلقة بخداع أحد الطرفين للشريك مع إشراك الطفل في ذلك إلى  التأثير على سلوك الطفل بطريقة سلبية كأن يطلب الآباء بعض السلوكات من الطفل التي توحي بالكذب على أمه لتغطية أمر ما، كما قد تؤدي قسوة الوالدين أو التفرقة في المعاملة بين الأبناء إلى دفع الطفل إلى الكذب على الوالدين بشأن الأخ الذي يفضلونه من أجل جلب اهتمامهم وحبهم له.
4- الاستعداد للكذب: ويقصد بالاستعداد في هذه الحالة تلك الاستعدادات التي تهيء الطفل للكذب كطلاقة اللسان ولباقة الحديث، وتمتع الطفل بخيال واسع وذكاء يؤهله لتأليف قصص بطريقة محبوكة، أو شعور الطفل بالنقص والدونية وعدم الثقة بالنفس التي تجعله يلجا إلى الكذب من أجل تلبية ذلك الفراغ الداخلي.
ويدرج في هذا الصدد  أيضا (شارلز شيقر، وهوارد سليمان) الأسباب العامة للكذب كالتالي:
5- الإنكار: وذلك لتجنب الذكريات والمشاعر السلبية.
6- التفاخر: من أجل الحصول على الإعجاب والاهتمام من الآخرين.
7- الولاء: وفي هذه الحالة يكذب الطفل من أجل حماية أصدقائه أو المقربين منه.
8- المكسب الشخصي: وذلك من أجل تحقيق أغراض شخصية يود الحصول عليها.
9- صورة الذات: إن تكرار نعت الطفل بالسلوك الكاذب يؤدي إلى قناعة داخلية كون أنه كاذب.
10- عدم الثقة: إن عدم ثقة الوالدين بالطفل تجعله يلجأ للكذب.
ويضيف ( الهمشري محمد وآخرون، 1997) أن سعي الطفل لإثبات ذاته والحصول على مكانة اجتماعية وتمتع الطفل بالخيال الخصب وعدم تفرقته بين الخيال والواقع إضافة إلى الرغبة في الانتقام من الآخرين يؤدي إلى الكذب عند الطفل.

هل يمكن اعتبار الكذب اضطراب في السلوك قبل بلوغ الطفل السن الخامس سنوات؟
في هذا الصدد يشير (فهيم كلير، 1993)  أن الطفل قبل الأربع سنوات قد يقول كلاماً غير صحيحاً وليس له علاقة بالواقعية ولكن لا يمكن اعتباره كذباً للأسباب التالية:
1- عجز اللغة وعدم القدرة على التعبير.
2- عدم القدرة على التمييز بين الخيال والواقع، إذ يتميز تفكير الطفل بالخيال الواسع ويحاولون سرد ما يجري في مخيلتهم على الآخرين، حيث يجب التعامل مع الطفل بحذر في هذه الحالة ونفهمه بهدوء الأمور الواقعية والخيالية .
3- التفسير الخاطئ للأمور، فالطفل يفسر الوقائع والأحداث على حسب قدرته الفكرية فقد يخطئ في ذلك ولا يعتبر ذلك كذبا حيث أنه لم يسعى للكذب.

الولاء مكي

أخصائي نفسي

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟