القولون النفسي العصبي

متلازمة القولون المتهيج أو القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome – IBS) هي أكثر الأمراض شيوعًا بين الأمراض الوظيفية في الجهاز الهضميّ والتي لها أسباب نفسية .

معلومات  عن القولون العصبي :

لأمراض الجهاز الهضميّ الوظيفية والقولون العصبي عادةً طابع مزمن تتخلله فترات تتفاقم فيها الأعراض وأخرى من الهدوء، مما يُسبب معاناة كبيرة تمس بجودة حياة المريض.

عادةً عندما يخضع الشخص لفحص حول أمراض الجهاز الهضمي الوظيفية تكون النتائج سليمة، أي أنها لا تُظهر أي دليل موضوعي على خلل تشريحي أو اضطراب بيوكيميائي.

المعروف إن حركة الأمعاء، وكذلك عتبة الحساسية بالألم يتم ضبطهما من خلال اتصال متبادل بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبيّ المركزي (Systema nervosum central) والدماغ، من جهة أخرى، والمسمى محور الدماغ – الأمعاء.

يُعاني بعض مرضى متلازمة القولون العصبي أيضًا من الاكتئاب (Depression)، أو القلق (Anxiety)، لكن الرأي السائد بين الخبراء حاليًا يقول بأن هذه الظواهر ليست هي المسبب لمرض القولون العصبي، مع ذلك يُمكن أن يُؤدي الاكتئاب أو القلق إلى تفاقم أعراض مرض القولون العصبي.

 

أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية :

يعاني العديد من الأشخاص من أعراض القولون العصبي النفسية والجسدية معًا، وتختلف هذه الأعراض من شخص لاخر وباختلاف الظروف أيضًا.

1. أعراض القولون العصبي النفسية

قد يصاحب القولون العصبي ظهور الأعراض النفسية التالية:

  • القلق والاكتئاب

يصيب القولون العصبي النساء أكثر من الرجال، وتبدأ الأعراض بالظهور في الطفولة أو في منتصف العمر. تظهر الدراسات بأن الأشخاص المصابين بالقولون العصبي يعانون من القلق والاكتئاب أكثر من غيرهم والذي بدوره يجعل من أعراض القولون العصبي أكثر حدة وسوءًا.

يعزى السبب في تأثير القولون العصبي على نفسية الإنسان في تحكم الجهاز العصبي بالقولون وتأثره بأعراض التوتر والقلق. لذلك تصاحب أعراض القلق والاكتئاب الأشخاص المصابين بالقولون العصبي.

  • الحزن

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابين بمرض القولون العصبي من أعراض الحزن، ولكن سبب هذه الأعراض يعد غير مفهوم إلى هذا اليوم.

تنتج الأعراض النفسية نتيجة اضطراب في نقل السيالات العصبية من الجهاز الهضمي إلى الدماغ والعكس، ولكن بناء على رأي الأطباء فإن المشاعر التي يشعر بها هؤلاء الأشخاص تعتبر غير حقيقية في بعض المرات إذ لا ترتبط أعراض الحزن بأي مشاكل فيزيائية تحدث في الجسم.

أجريت دراسة على بعض الأشخاص ممن تقع أعمارهم ضمن 34-59 عام، وأظهرت هذه الدراسة بأن الأشخاص المصابين بالقولون العصبي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية عند مقارنتهم بالأشخاص الطبيعيين.

كما أظهرت الدراسات زيادة فرصة الإصابة بأمراض الاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم لدى الأشخاص المصابين بالقولون العصبي.

كما أظهرت الدراسة قابلية هؤلاء الأشخاص للإصابة باضطراب ثنائي القطب، وتزداد احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية في أول سنة وتبدأ بالتلاشي شيئًا فشيئًا بمرور السنين.

  • الرغبة بالانتحار

أظهرت دراسة أجريت على مرضى القولون العصبي بأن ثلث الأشخاص ممن خضعوا للدراسة قاموا بالتفكير بالانتحار بسبب سوء الأعراض.

2. أعراض القولون العصبي الجسدية

من أبرز أعراض القولون العصبي التي تظهر على الجسم مايلي:

  • ألم في البطن: من أكثر أعراض القولون العصبي شيوعًا هو ألم البطن والمغص. عادةً ما يصاب الأشخاص بألم البطن فور تناول الطعام ويختفي بعد ذلك تدريجيًا.

  • الإسهال أو الإمساك: يصاب الأشخاص المصابين بالقولون العصبي إما بالإسهال أو الإمساك أو تناوب بين الحالتين، ويشعر هؤلاء الأشخاص بالرغبة في البقاء في المنزل لهذه الأسباب.

  • النفخة: يسبب القولون العصبي النفخة في البطن مما يعيق عملية ارتداء الملابس بحجمها الطبيعي في بعض المرات، ويعد هذا العرض من أكثر الدلالات الواضحة على إصابة الإنسان بالقولون العصبي.

  • الغازات: تعد الغازات من أكثر الأعراض المزعجة لدى الأشخاص المصابين بالقولون العصبي، مما يجعل الخروج إلى الأماكن العامة محرج وغير مريح.

  • مادة مخاطية في البراز: من الطبيعي جدًا خروج مادة مخاطية مع البراز، ولكن يعاني الأشخاص المصابين بالقولون العصبي من خروج المادة المخاطية بشكل أكثر من الطبيعي.

متى يستدعي القولون العصبي اللجوء إلى الطبيب النفسي؟
علاج القولون العصبي النفسي

إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي؛ فيجب أن تكون قد لاحظت أن الأعراض تزداد سوءًا مع التوتر، حيث يعتبر القولون العصبي أحد الأمراض المزمنة،

لذا من الضرورة معرفة العلاقة بين القولون والتوتر وما علاج القولون العصبي النفسي؟

العلاقة بين القولون العصبي والتوتر

يحتوي الجهاز الهضمي على الخلايا العصبية التي ترسل إشارات للدماغ، لكن الإجهاد أو الضغط العصبي يؤثر على تلك الخلايا مما يؤدي إلى التأثير على المشاعر والأفكار.

كيف يؤثر التوتر على القولون العصبي؟

يزيد التوتر أو الإجهاد من التقلصات العضلية في الأمعاء؛ مما يؤدي إلى انزعاج الأمعاء وزيادة الشعور بالألم، كما يمكن أن يؤثر الإجهاد على الهضم والعناصر الغذائية التي تمتصها الأمعاء.

وتكون الكائنات الدقيقة والبكتيريا النافعة داخل الأمعاء حاجز معوي يُسهم في الوقاية من الأمراض، لكن يؤثر الإجهاد النفسي على خطر تهديد ذلك الحاجز وإضعافه؛ مما يسمح بعدم التوازن البكتيري ويهدد الأمعاء بالالتهابات، عادًة ما يتولى الجهاز المناعي مهمة مكافحة تلك البكتيريا غير المفيدة، لكن بمرور الوقت من الممكن أن يعاني الجسم من أعراض التهابات من خفيفة إلى مزمنة.

متى يستدعي القولون العصبي زيارة الطبيب النفسي؟

يعد مصابي القولون العصبي أكثر تعرضًا للإصابة بمخاطر الاضطرابات والأمراض النفسية وأبرزها اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب واضطراب القلق والتوتر، لذا في حال شدة الأعراض وصعوبة التعامل معها بالأدوية المهدئة للقولون يجب التوجه إلى الطبيب النفسي.

علاج القولون العصبي النفسي

يوصي الأطباء بالتركيز على نوعين من العلاج، أولهما العلاج الدوائي كالتالي:

-مضادات الاكتئاب.

-مضادات الذهان.

-مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.

-مضادات مستقبلات 5-HT3.

-مثبطات مستقبلات 5-HT.

إرشادات للقولون العصبي النفسي
يوصي الأطباء باتباع مجموعة من الإرشادات عند التعامل مع القولون العصبي النفسي، بينها:
-ممارسة التمارين الرياضية مرة واحدة أسبوعيًا على الأقل، ثبت أن التمارين تسهم في تقليل مشاعر التوتر.
-النوم لعدد ساعات كافية تصل إلى 8 ساعات.
-ممارسة تقنيات التأمل للمساعدة على الاسترخاء.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟