الفرق بين الغيرة وحب التملك
الغيرة مزيج من الشعور بالحزن والغضب وممكن أن يصل حد الاكتئاب والأذى، ممكن أن يتطور لدرجة الاستحواذ أو التملك، فكيف نعرف حدود الغيرة لنرسم حد خط فاصل بينها وبين حب التملك؟ نتابع المقال لنسلط الضوء على الفرق بينها
تعريف الغيرة وحب التملك تلخص الغيرة بأنها مزيج من مشاعر الغضب والتهديد من الفقدان والشعور بالخوف من دخول شخص ثالث للعلاقة لإفسادها سواء بين الأصدقاء أو أفراد الأسرة، إن أي محاولة قمع لهذه المشاعر أو العواطف قد يتسبب بالوصول إلى نزعة غير طبيعية بالاستحواذ المفرط لمحاولة التحكم وإدارة الأشخاص الآخرين وهنا يكون الشعور قد وصل للتملك أو الامتلاك.
الغيرة من انفعالات فطرية إلى اضطرابات مرضية في كثير من الأحيان يصعب السيطرة أو التحكم بمزيج المشاعرالمركبة لتصل إلى اضطرابات مرضية لتسيطر على الشخص الرغبة في الحصول على شيء يملكه غيره، أو سلبه ذلك الشيء ليقترب من الحسد لا شعوريا، وتكمن الغيرة المحببة بين الأزواج، والأصدقاء والأخوة في الوسط الأسري وفي العمل أيضا، غيرة محببة ومقبولة فهي دافع للمنافسة والسعي نحو الأفضل بعيدا عن السلوكيات المرضية التي تحركها العدائية لتصل إلى الغيرة الشديدة المرضية.
أسباب تحول الغيرة إلى حب التملك في مقدمة أسباب الغيرة التربية والنشأة الاجتماعية المرتكزة على الاتكالية والتبعية، الشعور بالتقصير والنقص والتهميش وعدم التقدير، غياب الاستقرار العاطفي والأمان وفقدان الثقة بالنفس، لو اجتمعت هذه العوامل لجعلت الشخص قابلا للتحول من الغيرة إلى حب التملك للأشخاص والسيطرة عليهم، مسببة غرقه في دوامة الأفكار يحركها الشك والتخمينات وكثرة السؤال، لتتحول إلى سلوكيات غير مقبولة اجتماعيا مثل المراقبة الدائمة والتضييق على الآخرين.
عواقب الغيرة وحب التملك للغيرة الزائدة وحب التملك عواقب فصاحبها يحرق داخليا لأنه لا يطلب الوفاء فقط، بل يتعدى ذلك للولاء، يبقى تفكير صاحبها مجهدا بالشك، عواقبها الاجتماعية قد تصل إلى حالات الطلاق ونفور وتخلي الأصدقاء، محاولة الانتقام قد تصل لارتكاب الجرائم ومن الممكن أن يوصل كثرة الشك صاحبه للانتحار.
علاج الغيرة وحب التملك ليس هناك من حل سحري للتخلص من المشكلة، لكن على الإنسان اتباع مسار متوازن في حياته في علاقاته مع الآخرين منها تعزيز الثقة بالنفس والتعامل بوسطية دون إفراط أو تقتير أو فتور في المشاعر، على الشخص معرفة حدوده جيدا في التعامل مع الآخرين منها منح المسافات الكافية وعدم التدخل في الأمور الشخصية الابتعاد عن الشك، وخلق لغة الحوار لإبعاد الأفكار والشكوك ولإبعاد التصورات الخاطئة
أخصائي نفسي
الولاء مكي