العزلة الاجتماعية مقابل الوحدة

الفرق الرئيسي بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة
هناك تمييز مهم يجب أن يتم بين العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، ففي حين أن بعض الناس يحبون أن يكونوا مع الآخرين في جميع الأوقات، فإن البعض الآخر يسعدهم قضاء بعض الوقت في عزلة تماماً، ربما بهدف القراءة أو ممارسة هواية أو التأمل بهدوء مع أفكارهم.. هم وحدهم لكنهم لا يشعرون بالوحدة.
وفي حين أن الوحدة يمكن أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعزلة الاجتماعية في أذهان الكثيرين؛ أعتقد أن هناك فرقاً رئيسياً، حيث تدور العزلة الاجتماعية حول افتقارها للتفاعل مع الآخرين ولا شك في أن البشر كمخلوقات اجتماعية؛ يحتاجون إلى هذا النوع من الاتصال، ويمكن استيفاء هذا الشرط من خلال التحدث مع الآخرين، إما شخصياً أو افتراضياً عبر الإنترنت أو عبر الهاتف، يمكن استرضاء هذ الحاجة بمجرد التفاعل مع الناس في العالم من حولنا، لأن الشعور بالوحدة يرتبط بإحساس الخسارة، بالتالي أن يؤدي إلى الاكتئاب ومتابعة أقل الفرص للتفاعلات الاجتماعية، مما يزيد من عزلة الوحدة لأنه يترافق مع إحساس بأن الهدف في الحياة يتضاءل.

اختلاف الوحدة والعزلة الاجتماعية ومعرفة الفرق بينهما
غالبا ما يتم التغاضي عن التمييز بين هذين المفهومين من قبل البعض وحتى الباحثين، مما يجعل من الصعب فهم ما يمكن أن يساعد الناس على الحد من شعورهم بالوحدة، فالشعور بالوحدة هو شعور ذاتي بالفجوة بين مستويات الشخص المرغوبة للاتصال الاجتماعي والمستوى الفعلي للاتصال الاجتماعي، كما يشير هذا الشعور إلى الجودة المتصورة لعلاقات شخص ما؛ لا يرغب الشعور بالوحدة أبداً، يمكن أن يستغرق تقليل هذه المشاعر وقتاً طويلاً، والعزلة الاجتماعية هي مقياس موضوعي لعدد الاتصالات التي يمتلكها الناس، ويتعلق الأمر بكمية وليس نوعية العلاقات، قد يختار الناس أن يكون لديهم عدد قليل من العلاقات، عندما يشعرون بالعزلة الاجتماعية، ويمكن التغلب على ذلك بسرعة نسبية عن طريق زيادة عدد الأشخاص الذين تتواصل معهم.

هل ترتبط الوحدة بالعزلة الاجتماعية؟
الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية مختلفان ولكنهما متصلين ببعضهما البعض، حيث يمكن أن تؤدي العزلة الاجتماعية إلى الوحدة.. والوحدة يمكن أن تؤدي إلى العزلة الاجتماعية، كلاهما قد يحدث أيضا في نفس الوقت، ويمكن للناس تجربة مستويات مختلفة من العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة مدى حياتهم، والانتقال داخل وخارج هذه المشاعر مع تغير ظروفهم الشخصية، كذلك تشترك الوحدة والعزلة الاجتماعية في العديد من العوامل التي ترتبط بزيادة فرص الأشخاص، الذين يعانون من كل منهما؛ لتدهور الحالة الصحية، والإعاقات الحسية أو الحركية.

ووجدت دراسة “أن الوحدة ترتبط بشكل على نطاق واسع بالعزلة الاجتماعية، أي عدم وجود علاقات مع أشخاص آخرين، وتُعرَّف الوحدة بأنها النتيجة السلبية للتقييم بين (نوعية وجودة) العلاقات القائمة ومعايير العلاقة بين الأشخاص، فقد توسعت مجالات البحث مثل: علم النفس والأنثروبولوجيا، لفهم الآليات وراء بداية واستمرار الشعور بالوحدة، إلى جانب المتغيرات الأساسية مثل: العمر والجنس والصحة، وتمت معالجة خصائص الشبكة الاجتماعية للعلاقات وخصائصها الشخصية ومعايير العلاقة”، فوجدت هذه الدراسة أيضاً: “أن العزلة اجتماعياً في ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية على مستوى المجتمع تحتاج مزيداً من الأبحاث، حيث ينبغي أن يتناول البحث المستقبلي الطرق التي تتأثر بها تقييمات الناس لشبكات علاقاتهم مع السياق الذي يجد فيه الأشخاص أنفسهم وحيدين”.

الولاء مكي

أخصائي نفسي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟