الشخصية الحساسة وكيفية التعامل معها

مصطلح الشخصية الحساسة الذي يصف عادة الأشخاص الذين لديهم حساسية زائدة وردود أفعال عميقة، ويمتلكون محفزات جسدية ونفسية واجتماعية وعاطفية أكثر من غيرهم. وفي أغلب الأحيان ينظر الناس إلى هذه الشخصية بصورة سلبية ويصفونها بأنها مليئة بنقاط الضعف التي تضع صاحبها في تحديات كثيرة.

وقد صاغ العديد من علماء النفس معانٍ عدة للشخصية الحساسة، من بينها عالم النفس إيلين آرون الذي وصف الشخصية الحساسة بأنها شخصية تمتلك سمة تنطوي على الاستجابات المتزايدة لجميع التأثيرات الإيجابية والسلبية، وأنّ جميع الأشخاص الحساسون يملكون خصائص مشتركة وسمات معينة.

صفات الشخصية الحساسة :

يمكن تحديد صفات أصحاب الشخصية الحساسة بملاحظة طريقة تصرفهم وردود أفعالهم، وأبرز صفاتها:

  • تجنب متابعة البرامج التلفزيونية العنيفة أو الأفلام التي تعرض قصصًا تراجيدية عميقة لأنها تمنحهم شعورًا شديدًا بالحدّة والارتباك وعدم الاستقرار، ويكرهون العنف والقسوة حتى ولو كانت مجرد مشهد تمثيلي في فيلم أو مسلسل.

  • سرعة التأثر في المواقف المختلفة، والبكاء سريعًا كما يشعرون بالأسى بدرجة مبالغة.

  • التأثر بعمق بالأشياء الجميلة مثل: الطبيعة والروح الإنسانية والفن، وتلفت أنظارهم التفاصيل الدقيقة، كأن يُشاهدوا إعلانًا تجاريًا ويتأثرون به.

  • الشعور بالتعب والإرهاق من المحفزات الحسية التي تكون بالقرب منهم مثل: الأضواء الساطعة والجماهير الصاخبة والأصوات العالية والملابس غير المريحة.

  • الرغبة في العزلة والانفراد والتوقف عن ممارسة أي أنشطة عندما يمرّون بظروف عصيبة.

  • ميلهم إلى الهدوء ورغبتهم للجلوس في الظلام في بعض الأحيان، خاصة أنّهم يملكون مشاعر معقدة وغزيرة وأفكار عميقة ومشاعر مندفعة.

  • الشعور بضغط الوقت، ويؤثر هذا على الأداء الدراسي أثناء تأدية الامتحانات، كما يؤثر على العمل الذي يجب أن يُنجز خلال وقت معين.

  • العصبية المفرطة بسبب ردود الأفعال المفاجئة، وأحيانًا الدخول في نوبة بكاء أو الشكوى التي لا تنتهي، لأن تحمل الألم النفسي والجسدي لدى الشخص الحساس يكون قليلًا مقارنة بغيره.

  • الشعور بالراحة تجاه الروتين وعدم تغيير نمط الحياة، لأنّ الشخص الحساس لا يرغب بتغيير مفاجئ في نمط حياته، ويعتبر التغيير مزعجًا للغاية، وهذا يُفسر شعوره بالتوتر الشديد عند مقابلة شخص جديد أو تغيير الوظيفة أو الانتقال إلى مرحلة دراسية جديدة.

تأثير الشخصية الحساسة على صاحبها :

في أغلب الأحيان يتأثر أصحاب الشخصية الحساسة بطريقة سلبية، ويقعون في مواقف محرجة تُسبب لهم التوتر عند مواجهة المواقف الصعبة، كما أنّهم يواجهون ضغطًا اجتماعيًا أكثر من الآخرين، ويُلاحظون الأشياء بدقة أكثر من الآخرين، لهذا يواجهون تأثيرات مرهقة كثيرة ومن ضمن التأثيرات التي يتعرضون لها:

    1. عدم الشعور بالارتياح في المواقف العنيفة والطارئة، مما يُسبب لهم التوتر والصراع الداخلي.

    2. التعاطف مع مشاعر الآخرين بشكل مبالغ فيه، مما يؤثر عليهم بطريقة سلبية أحيانًا.

3.تكوين علاقات عميقة مع الأصدقاء، وتقديم الولاء الكبير لهم، مما يسبب الشعور العميق بالخيبة إذا قرر أحد الأصدقاء إنهاء علاقة الصداقة .

4.تقدير الأشياء بطريقة ملفتة مهما كانت صغيرة أو تبدو غير مهمة، فهم يشعرون بالامتنان للنادل الذي يقدم لهم وجبة طعام لذيذة في مطعم ما، ويشعرون بالامتنان الكبير للطبيب الذي يُعالجهم.

5.يميل الأشخاص الحساسون إلى المبالغة في تقدير مشاعر الناس ويعتبرون أنهم مسؤولين عن إسعادهم والتخفيف من حزنهم بشكلٍ مبالغ، مما يُعرضهم للصدمات النفسية والإحراج في بعض الأحيان.

6.يتأثر الأشخاص الحساسون بالنقد بشكلٍ كبير سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، وهذا ينعكس على شكّهم في قدراتهم وثقتهم بأنفسهم.

7.الانسحاب من المواقف بشكل متكرر، وهذا قد يُعطي للآخرين تصورًا بأنّ الشخص الحساس انهزامي ولا يستطيع مجاراة المواقف.

8.كثرة التعرض لسوء الفهم من قبل الآخرين، خاصة أنّ أصحاب الشخصية الحساسة يتصرفون أحيانًا بخجل وانطوائية، وأحيانًا بانفتاح، لهذا يُسيء الآخرين فهمهم.

 

تشخيص الشخصية الحساسة :

طوّر عالم النفس إلين آرون استبيانًا شخصيًا للكشف عن الشخصية الحساسة، ويُعرف هذا الاستبيان باسم مقياس آرون للأشخاص ذوي الحساسية العالية (HSPS). وتُشير الإحصاءيات والدراسات أنّ الأشخاص ذوي الحساسية العالية يُشكلون ما يُقارب 25% من عامة السكان، إذ يشترك هؤلاء الأشخاص بسمات خاصة تجعلهم أصحاب حساسية عالية، علمًا أنّ البعض قد يخلط بين الشخصية الحساسة والانطوائية، لكن يوجد فرق واضح بين هاتين الشخصيتين. فالشخص الحساس قد يكون أكثر تأثرًا وأقل قدرة على التأقلم مع الضغوط التي تواجهه، مع العلم بأنّ بعض الأشخاص حساسين أكثر من غيرهم، ولديهم حساسية عالية بشكلٍ واضح. ويمكن تمييز الشخصية الحساسة من غيرها بكل سهولة من طريقة تعاملها مع الآخرين.

 

طريقة التعامل مع الشخصية الحساسة :

  1. مراعاة حاجتهم للشكوى ورغبتهم بالبكاء، واحتواء طريقتهم في التعبير عن الفرح أو الحزن أو الغضب أو الاستياء.

  2. تجنب إجبارهم على اتخاذ القرارات التي لا يرغبون بها.

  3. انتقاء الكلمات والعبارات والأسلوب عند الحديث معهم، وعدم توجيه النقد لهم بشكل مباشر.

  4. الاستماع إليهم عند حاجتهم للكلام، والتعامل مع تقلباتهم المزاجية بأسلوب لطيف.

  5. مراعاة حساسيتهم الشديدة تجاه الأشياء المختلفة والأصوات، فالشخص الحساس مثلًا ينزعج من صوت مضغ الطعام ومن مناقشة الزملاء بصوتٍ عالٍ.

  6. احترام ميولهم وحبهم للعيش في بيئة نمطية وهادئة، وعدم توجيه أي تصرف أو قول يُشعرهم بالحزن أو الخجل، وتقديم الدعم لهم.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟