الشخصية الأكتئابية وسمات الشخصية

اضطراب الشخصية والاكتئاب يجمعهما علاقة قوية تتطور إلى حد الإصابة باضطراب الشخصية الاكتئابية، وفيه يدخل الشخص في حالة من الاكتئاب المستمر دون وجود أسباب تؤثر على حياته وعلاقاته بنفسه ومن حوله، وربما قد تقابله يوميا أ يكون ذلك الشخص أنت دون أن تعرف، فقد تظهر علامات خفية تعتبرها شئ طبيعي تحتاج منك إلى الانتباه لها حتى تحدد اسبهبها وتبدأ في خطوات لعلاج الاكتئاب الحاد.

العلاقة بين اضطراب الشخصية والاكتئاب؟ 

اضطراب الشخصية والاكتئاب هو نفسه اضطراب الشخصية الاكتئابية أو الشخصية السوداوي هو شكل من أشكال الاكتئاب المزمن يجمع فيه الشخص بين اضطراب الشخصية والاكتئاب المصحوب بالمزاج المتعكر دوما، ويسبب اضطراب الشخصية والاكتئاب مشاعر مستمرة من الحزن العميق واليأس تؤثر على حالة المريض المزاجية وسلوكه ووظائف جسمه، بما في ذلك الشهية والنوم ومواجهة صعوبة في إتمام المهام اليومية.

سمات اضطراب الشخصية الاكتئابية:

تظهر بعض الأعراض المصاحبة لاضطراب الشخصية والاكتئاب في صورة سمات تبدو على الشخص المصاب، والتي  قد تستمر لسنوات وتتداخل مع حياة الشخص المهنية أو المدرسية وعلاقاته الشخصية فيكون المريض:

1. حزينا دائما:

يعاني الشخص في حال اضطراب الشخصية والاكتئاب شعورا مستمرا بالحزن الشديد لفترة طويلة من الزمن دون وجود أسباب.

2. فاقد للاهتمام:

يعاني الشخص الذي يمر بحالة اضطراب الشخصية والاكتئاب بفقدان في الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في السابق ونقص في الطاقة لإكمال المهام والشعور بالإرهاق.

3. قلق أكثر من اللازم

يبدو على الشخص الذي يمر بفترة اضطراب الشخصية والاكتئاب المستمر حالة من الشعور بالقلق أو الانفعال وتقلب المزاج العاطفي.

4. قلة الأكل أو النوم أو كثرتهما:

من سمات الشخصية الاكتئابية كذلك عدم اتزان الشهية فيأكل المريض كثيرا أو قليلا جدا وكذلك الأمر بالنسبة للنوم الذي يحدث فيه اضطرابات في النوم فينام المريض كثيرًا أو قليلًا جدًا.

5. الشعور بقلة القيمة:

كذلك من سمات الشخصية الاكتئابية الشعور الطاغي بقلة القيمة واليأس من الحاضر والمستقبل والشعور بالذنب المفرط كل يوم تقريبًا وهو ما يخلف لدى المريض حالة رثة من قلة العناية بذاته التي يعتقد أنها لا تستحق العناية.

6. قلة التركيز والتذكر:

يعاني الشخص الكئيب باستمرار كذلك من مشاكل في التركيز أو اتخاذ القرارات كل يوم تقريبًا، كما يسقط سهوا أو عمدا كثيرا من الأشياء التي ينبغي عليه أن يتذكرها سواء كانت مهاما أو احتفالات واجتماعات.

7. التفكير في الانتحار:

كما سبق وقلنا أن الشخصية الاكتئابية تعاني من قلة احترام الذات والشعور المستمر بالذنب والتي قد تدفع الشخص قسرا إلى التفكير في الخلاص الأخير فيتحدث المريض باستمرار عن الموت أو الانتحار أو يحاولون بالفعل الإقدام على تلك الخطوة.

 

أسباب اضطراب الشخصية الاكتئابية المستمر:

السبب في تشكل شخصية اكتئابية يسيطر عليها اضطراب الشخصية والاكتئاب غير معروف على وجه التحديد لكن تساهم عوامل معينة في تطوير الشخصيات الاكتئابية ومن هذه العوامل:

1. خلل كيمياء الدماغ:

عندما ينخفض مستوى النواقل العصبية في المخ المسؤولة عن السعادة مثل السيرتونين والأندروفين إلى أقل مستوى لها فإنها تؤدي إلى حدوث اضطراب في المزاج والإصابة بالاكتئاب.

2. وراثة المرض النفسي:

يعتقد الأطباء كذلك أن للوراثة والتاريخ المرضي من حالات الصحة النفسية مثل القلق أو الاضطراب ثنائي القطب، والاكتئاب أن لها دورا في جعل شخصية الإنسان اكتئابية.

3. ضغوط الحياة:

ضغوط الحياة الرئيسية وأحداثها المجهدة أو المؤلمة، مثل فقدان أحد الأحباء، المشاكل المالية والأدوية، ومشاكل العلاقات أو العمل قد تزيد أيضًا من فرص تطوير الشخصية الاكتئابية لدى الأشخاص المعرضين بيولوجيًا للإصابة باضطراب الشخصية والاكتئاب.

4. الأمراض المزمنة:

كذلك  تلعب الأمراض الجسدية المزمنة مثل أمراض القلب أو مرض السكري والأدوية المتصلة بها دورا في تطوير الشخصية الاكتئابية.

علاج الاضطراب الاكتئابي المستمر:

يمكن علاج اضطراب الشخصية والاكتئاب بمزيج من العلاج بالأدوية والعلاج النفسي بالكلام أو حسب ما يرتاح المريض ويقرر الطبيب معه خطة العلاج التي قد تشمل:

1. الأدوية:

يمكن علاج اضطراب الشخصية الاكتئابية بأنواع مختلفة من مضادات الاكتئاب كمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية،  ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات  ومثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين، مثل زولفوت، سيرترالين، سيتالوبرام، لوبرام.

وتحتاج هذه الأدوية إلى إشراف طبي دقيق وصبر لأنها تستغرق أسابيع لترى مفعولها على الأرض، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أخذها دون مراجعة طبيب لأن أي خطأ أو توقف مفاجئ أو تفويت للجرعات قد يتسبب في ظهور أعراض شبيهة بالانسحاب ويزيد أعراض الاكتئاب سوءًا.

2. العلاج النفسي:

يعد العلاج بالكلام خيارًا علاجيًا مفيدًا جدا للعديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية والاكتئاب إذ ستساعدك الجلسات في تعلم كيفية:

  • التعبير عن أفكارك ومشاعرك بطريقة صحية.

  • التعامل مع مشاعرك والتغلب على الأحاسيس السلبية بداخلك.

  • التكيف مع تحديات الحياة أو الأزمات.

  • التحكم في الأفكار والسلوكيات والعواطف التي تؤدي إلى ظهور الأعراض أو تفاقمها.

  • استبدال المعتقدات السلبية بأخرى إيجابية.

  • استعادة الشعور بالرضا والتحكم في حياتك.

  • وضع أهداف واقعية لنفسك ولحياتك لا تشكل ضغطا عليك وتشعرك بالفخر والإنجاز.

3. تغيير روتين الحياة:

كذا يمكن لتغيير نمط الحياة أن يخفف من أعراض الشخصية الاكتئابية خصوصا على الأمد الطويل، وبالتالي فمشاركة أشياء تغير من سلوكيات حياتك للأفضل وتضمينها في خطة العلاج أمر بالغ الأهمية حيث سيساعدك مع العلاج:

  • ممارسة الرياضة فما لا يقل عن ثلاث مرات في الأسبوع.

  • تناول نظام غذائي يعتمد بشكل كبير على الأطعمة الطبيعية من الفواكه والخضروات.

  • قطع المخدرات والكحول.

  • تناول بعض المكملات الغذائية والأعشاب، بما في ذلك نبتة سانت جون وزيت السمك.

  • ممارسة اليوجا أو التأمل.

  • كتابة الإيجابيات في حياتك وإنجازاتك مهما كانت صغيرة.

كيفية التعامل مع الشخصية الاكتئابية؟

إذا كان في حياتك شخص مقرب منك مصاب باضطراب الشخصية الاكتئابية فأنت بحاجة إلى اتباع بعض النصائح الطبية لعلاجه والتخلص من مشاعره السلبية:

1. شجعه على العادات الصحية:

شجع من تحبهم ممن يعانون من اضطراب الشخصية والاكتئاب، على الحفاظ على عادات صحية جيدة لهم ولرفاهيتهم، من خلال:

  • تناول أطعمة تعزز المزاج الجيد وتتحكم في التوتر كأحماض أوميغا 3 التي تخفف من عوارض الاكتئاب.

  • مراقبة الأكل والتخفيف من شره الأكل والتغلب على العزوف عنه.

  • الحصول على قسط من النوم كافي.

  • الامتماع عن تناول الكحوليات أو المواد المخدرة.

2. اعتني بنفسك أيضا:

لا تنسى وأنت تعتني بشخص يعاني من اضطراب الشخصية والاكتئاب المستمر أن تدعم نفسك وتحافظ على صحتك الجسدية والعقلية والروحية بتخصيص بعض الوقت لنفسك كل يوم للقيام بأشياء تستمتع بها كالذهاب في نزهة مسائية أو قراءة كتاب أو المشاركة في هواية مفضلة.

3. تمرنا معا:

فالتمرين وسيلة رائعة لتحسين الحالة المزاجية ومنع نوبات اضطراب الشخصية والاكتئاب المستمر بل يمكن أن يساعد الانخراط في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في إدارة المزاج السيء وأعراض الشخصية الاكتئابية الأخرى.

ولو قاوم من تحب هذه الفكرة فكن لطيفًا ولا تضايقه بل استمر في دعوته للقيام بأنشطة معك وابحث عن النشاط الذي يحبه حتى ولو كان المشي البسيط.

4. تأملوا معًا:

فللتأمل فوائد صحية للصحة الجسدية والعاطفية والعقلية، بالإضافة إلى كونه يساعد في التحكم في أعراض اضطراب الشخصية والاكتئاب بالتركيز على التنفس والاسترخاء، ضبط الأفكار، وتوجيه الانتباه وتركيزه على حياتك.

5. ساعد عندما تستطيع:

ساعد أحبائك في علاج اضطراب الشخصية الاكتئابية وقتما تستطيع دون استياء أو شعور بالإرهاق، إذ ينبغي عليك أن تقيم قدرتك على المساعدة، حتى لا تتأذى نفسك وروحك ومزاجك، وتكمن المساعدة التي ستوليها لهم في تحديد المواعيد الخاصة بالأطباء وتشجيعهم على عدم تفويتها ومساعدتهم في الاعتناء بأنفسهم من طعام وملبس وأعمال منزلية.

6. شجعه على العلاج:

غالبًا ما يتطلب اضطراب الشخصية والاكتئاب المستمر العلاج، ولحسن الحظ يمكن علاج الشخصية الاكتئابية اليوم بسهولة وبخيارات مختلفة قبل أن تسوء الحالة وتتدهور إلى اضطرابات نفسية أكبر، ووظيفتك كمحب للشخص تتلخص في تشجيعه وتطمينه والأخذ على يده لتلقي العلاج.

7. احترس من السلوكيات الانتحارية:

يعاني بعض الأشخاص من أفكار انتحارية نتيجة الشعور بالاكتئاب المستمر، حين يشعر المريض أنه لا يمكنه الهروب من مشاعر الاكتئاب ويريد الحل المخلص لمعاناته، لذا مهم عليك كشريك له في حياته أو قريب أو صديق أن تتحسس العلامات التحذيرية التي تجدها من تحدثه عن الانتحار، بيع ممتلكاتهم، زيادة تعاطي الكحول أو المخدرات، الشعور بالعبء على الآخرين، أو الانسحاب الاجتماعي من الأصدقاء والأنشطة، والتصرف بشكل متهور.

8. شجعه على الانخراط في أنشطة اجتماعية:

إذا كان أحد أفراد أسرتك يفتقر إلى التواصل الاجتماعي، وتشعر أن لديه شخصية اكتئابية فتشجيعه على الانضمام إلى هواية أو نشاط يقطع الطريق على العزلة التي تأكله وتفرخ الاكتئاب، لذا اعرف اهتمامته الفنية، الرياضية .

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟