السلوك العدواني عند المراهقين (1)

الغضب عند المراهقين خصوصاً؛ بماذا يختلف غضبنا عن غضب هؤلاء المراهقين من حيث أشكال السلوك والتعبير عنه والعوامل المؤدية له؟، متى يكون هذا الغضب حالة عادية طبيعية؟ ومتى تصبح عدوانية المراهق حالة تستدعي المعالجة؟ ولعل الأهم من المعالجة هو كيفية الوقاية، أي كيف نقي المراهق من مضار الغضب .

معنى الغضب :

من خلال تحليل بسيط لشعور الغضب يمكن أن نعرفه بأنه حالة من الهيجان العاطفي والانفعالي، يشعر معها الإنسان بثورة عارمة تجتاح كيانه ومشاعره، وينعكس هذا الشعور في سلوكيات وتصرفات تتصف بأنها عدوانية وغير مقبولة اجتماعياً وأخلاقياً وربما قانونياً، وتنتج عنها آثار قد لا تحمد عقباها وندم يشعر به المراهق عندما تهدأ نفسه وتبرد مشاعره.

مظاهر الغضب عند المراهقين

عادةً ما يرتبط تعبير الغضب من حيث مفهومه بالصراخ وإثارة الفوضى وإيذاء الآخرين والاعتداء على الممتلكات والتمرد على القوانين، لكن الغضب بمضمونه قد يحمل أشكال أخرى من ردات الفعل والتي قد لا تظهر بشكل مباشر يمكن ملاحظته، فالغضب هو شعور واحد ولكن الفعل الناتج عنه متعدد في أشكاله وفي أساليب التعبير عنه وبالتالي في مظاهره وسلوكياته،

– الإيذاء اللفظي أو البدني:

وهذا الشكل من مظاهر الغضب المباشر والواضح، كأن يعتدي المراهق الغاضب على الأخرين بالكلام والشتائم وتوجيه الإهانات، أو يتبع سلوكيات عدوانية كالضرب والتهجم المباشر والإيذاء الجسدي.
– تحطيم وتكسير الأشياء:

 يحدث هذا عندما يشعر المراهق بضعفه أمام الموضوع الأساسي الذي أثار غضبه فيصب جام غضبه على الأشياء من حوله كالأواني أو أثاث منزله فيقوم بتحطيمه وتكسيره.
– الغضب الكاذب: 

ويستخدم المراهق هذا النوع من الغضب عندما يدرك أنه يستطيع من خلاله جعل الآخرين ينزلون عند رغباته ويسايرونه بهدف تحاشي غضبه أو ربما ليتنازلوا عن عقابه.
– الهروب من المدرسة:

وهذا يعتبر من السلوكيات غير المباشرة، فهو قد يشعر بالكبت والضيق من معلميه ومدرسته الذين يجبرونه على اتباع أنظمة المدرسة وقوانينها، فتأتي هنا ردة فعله الغاضبة بالهروب من المدرسة.
– كبت المشاعر:

في بعض الحالات لا يتمكن المراهق من التعبير عن غضبه لأسباب عديدة، وهذه الحالة تؤدي به إلى كبت مشاعر الغضب والحقد والكراهية ضد موضوع غضبه ومن تسبب به.
– الخروج من المنزل:

وهو من السلوكيات الشائعة بين المراهقين، ويحدث عند شعور المراهق بأن ذويه في المنزل يحددون حركته ويقيدون تصرفاته ورغباته، فيرغب بالخروج من المنزل بدافع التمرد على سلطة ذويه ورغبته بالاستقلال والحصول على الحرية في شؤونه.
– الكذب: 

فعندما لا يتمكن المراهق من الانتقام بشكل مباشر من الأشخاص الذين أغضبوه قد يستخدم الكذب في إيذائهم كأن يلفق بعض التهم إليهم، أو يتحدث عنهم بطريقة تؤذي صورتهم، ويحدث هذا عادةً عندما يرتبط شعوره بالغضب مع غيرته من بعض الأشخاص.
– الانحلال الأخلاقي والتمرد على المجتمع:

 قد يصل شعور الغضب عند المراهق إلى مراحل متقدمة وخطيرة تصبح ردة فعله فيها أكثر تعميماً حتى تشمل المجتمع بأكمله، فيؤذي نفسه ويؤذي مجتمعه، وهنا قد يلجأ مثلاً إلى السرقة والكذب أو التدخين أو تعاطي المخدرات أو التمرد كلياً على القيم والنظم الاجتماعية.

 

قد لا يقتصر غضب المراهقين على مجرد تصرفات وسلوكيات غير مقبولة ولا تقتصر مضاره على استفزاز ذويه وإزعاجهم، وإنما هذا الغضب قد يكون له آثار بالغة من حيث نتائجها على المراهق ومن حوله وعلى مستقبله وربما صحته، وقد يصل الأمر إلى مرحلة المرض أو الاضطراب النفسي إذا لم يعالج بالوقت المناسب، ولهذا كان لابد من دراسة هذا الغضب من حيث معناه وأشكاله وأنواعه، بالإضافة للعوامل المسببة له والمؤثرة في تطويره، بهدف معرفة الطرق الأنسب لعلاجه والوقاية من مخاطره. سنجد الاجابات في المقال التالي

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟