السرقة عند المراهقين

خوف الأهل وقلقهم على ابنهم المراهق قد يقودهم إلى تصرفات خاطئة في التعامل مع سلوك السرقة، وربما يقودهم أيضاً لاستنتاجات خاطئة حول دوافع السرقة في مرحلة المراهقة، هذه الأخطاء -عن حسن نيّة- ربما تكون مسؤولة عن تعزيز سلوك السرقة عند المراهق بدلاً من علاجه

أسباب السرقة عند المراهقين ؟

السرقة من الأنماط السلوكية المعقدة في دوافعها وطريقة تطور هذه الدوافع، وغالباً ما يرتبط سلوك السرقة عند المراهقين بجملة من الأسباب النفسية والسلوكية أو الدوافع الجنائية، حيث يمكن تحديد الأسباب الرئيسية للسرقة عند المراهق على الشكل التالي: [2,3,4]

  • ضغط الأقران: غالباً ما يقوم المراهقون بالسرقة بهدف الانتماء إلى المجموعة، حيث يدخل المراهق في مغامرة السرقة كنوع من إثبات الذات أمام الأقران، إما من خلال إثبات الشجاعة والتحدي عبر سلوك السرقة، أو من خلال امتلاك أشياء ثمينة والمفاخرة والإنفاق على الأقران.

  • المغامرة والتحدي عند المراهق: يتميز معظم المراهقون بدافع قوي لخوض مغامرات خطيرة، هذا الدافع لا يرتبط فقط باكتشاف العالم من حولهم بل أيضاً بتغيرات هرمونية وجسدية قوية، وقد تكون السرقة من الأساليب التي يلجأ إليها المراهق في رحلة الرقص على الخطوط الحمراء، ومع وجود دوافع أخرى للسرقة قد يتحول هذا السلوك إلى عادة أو سلوك قهري.

  • الرغبة بالاستقلالية: غالباً ما يواجه المراهق صعوبات في ضبط العلاقة بين ما يريده وما يحصل عليه، فرغبة المراهق بشراء الكثير من الأشياء الثمينة تصطدم بمصروفه القليل من وجهة نظره والذي يتحكم به الأهل، فتنشأ لديه الرغبة في تحقيق الاستقلال المالي وأن يكون معه من المال ما يكفي لاتخاذ قرار شرائي مفاجئ دون توسل.

    بعض المراهقين يلجؤون إلى العمل في سن صغيرة بسبب الدافع نحو الاستقلالية، وبعضهم يطوّرون مهارات تفاوض استثنائية لابتزاز الأهل عاطفياً وإجبارهم على الإنفاق أكثر، لكن السرقة أيضاً من الخيارات الشائعة عند المراهقين بهدف الاستقلال.

  • السرقة بدافع الحاجة للمال: في الحالات الطبيعية يحصل المراهق على مصروف يكفيه للاحتياجات العادية، لكنه لا يحصل من أهله على ثمن السجائر أو الكحوليات أو تكلفة استئجار سيارة أو غيرها من النفقات غير المشروعة! وتبرز هنا حاجة المراهق للمال لتمويل نشاطاته العادية وغير العادية.

  • الحاجة للاهتمام: قد يبدو هذا معقداً قليلاً، لكن سلوك السرقة عند المراهق قد يكون وسيلة الهدف منها جذب الانتباه، فعندما يعاني المراهق من الإهمال في المنزل يحاول بشتى الوسائل لفت الانتباه -بشكل إرادي أو غير إرادي- فيلجأ للسرقة أو العنف والعدوانية أو التهديد بالهروب والانتحار، وفي هذه الحالة قد لا تكون المسروقات ضرورية أو مهمة بالنسبة له بقدر ما تهمه ردة فعل الأهل.

  • السرقة لإيذاء الآخرين: يسرق الأطفال الصغار من بعضهم بهدف الإيذاء، لكن السرقة بهدف الإيذاء لدى المراهق قد ترتبط باضطرابات عاطفية ونفسية خطيرة، مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، حيث يتقصد المراهق إلحاق الأذى بشخص محدد أو بالمجتمع ككل من خلال سلوك السرقة، وغالباً ما يكون هناك دلالات أخرى على هذا النوع من السلوك العدواني مثل إضرام الحرائق أو تعذيب الحيوانات.

  • التعرض للابتزاز: ويمكن أن نلاحظ تزايداً في ظاهرة ابتزاز المراهقين بسبب وسائل الاتصال الحديثة ومنصات التواصل الاجتماعي، وقد يتعرض المراهق أيضاً لابتزاز مالي من بعض أقرانه أو أصدقائه تحت التهديد بالضرب أو الفضيحة.

  • غياب عواقب السرقة: ولا يمكن أن ننسى نظرة المراهق إلى عواقب السرقة، لأن غياب العواقب والتسامح مع سلوك السرقة يخلق لدى المراهق شعوراً بالأحقية واستخفافاً بملكية الآخرين، وشعوراً بالأمان أن هناك من سينقذه ويخفف عنه.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟