الخجل عند الأطفال ؟

لاشك أن مرحلة الطفولة من أهم وأخطر المراحل التى يمر بها الأنسان حتى يتم تنشئة الطفل على مجموعة القيم والمبادئ و العادات التى يعيش على أساسها بقية العمر وبالتالى فإن أى خطأ فى تلك التنشئة ينعكس بالسلب على الطفل والمجتمع فى المستقبل ، وتعتبر مشكلة الخجل من أهم المشكلات التى يجب على الأهل مواجهتها فى سن مبكر حتى لا يكبر الطفل وتكبر معه تلك المشكلة ويصبح شخص أنطوائى ،فالكثير من الأطفال يعشيون وحدهم ويعتمدون بشكل أساسى على الوالدين لا يعرفون كيف يواجهون الحياة وحدهم وتظهر تلك المشكلة بوضوح عند خروجهم إلى العالم الخارجى مثل الذهاب إلى المدرسة أو الشارع .

 ما هو الخجل ؟؟؟

الخجل هو تصرّف انفعالي يسبّب الانطوائيّة للطفل وابتعاده عن غيره من الناس، ولكنّ الحياء عبارة عن التزام الطفل بمنهاج الفضيلة وآداب الإسلام، والفرق واضح بينهما فالحياء محبّب في الإسلام وخاصةً للإناث. أسباب الخجل عند الأطفال

 

من هو الطفل الخجول؟

هو طفل لدية حاله أنفعالية معقدة ، فهو يعانى من عقده النقص يحب الوحده والعزلة متردد فى قرارتة وتصرفاته تتسم بالجمود يعتمد على والدية بشكل أساسى يكبر دون أن يكون لديه خبرة فى الحياة لايستطيع التعمل مع الأخرين .

 

وللخجل أعراض سلوكية، ونفسية، وبدنية تنتاب الطفل، وتظهر عليه منها :

1- السكوت، أو قلة الكلام، وأحياناً الصمت المطبق، وخاصة في وجود الغرباء.
2- عدم النظر لمن يتحدث معه مهما طال الحديث.
3- الارتباك، والتردد عند القيام بأي عمل، خاصة إذا كان مع غيره.
4- الإخفاق في القدرة عن الحديث، أو التعبير إذا بدأ يتحدث.
5- الهروب ممن لا يعرفهم، ولو كانوا أصدقاء، أو أناساً خيرين.
6- تجنب اللعب والمرح مع الأطفال، وميله للانشغال وحده في لعبته، أو حجرته.
7- الإحساس أحياناً بالسقوط من فرط الخجل.
8- حالة من التعرّق.
9- إظهار التمارض للفت النظر.
10- الأنانية ومحاولة فرض رغبته على من حوله إذا اندمج معهم.
11- زيادة نبض القلب.
12- ظهور بعض اضطرابات المعدة، والتشكي الحقيقي منها.
13- جفاف في الفم والحلق، ومحاولة بلع الريق باستمرار.
14- الارتجاف وظهور رعشه لا إرادية أحياناً.
15- الشعور الدائم بالإحراج، وأنه مستهدف.
16- الإحساس بفقدان الأمان والثقة.
17- الحرص على البعد عن الأضواء، خاصة الجلسات الجماعية والحفلات… الخ

أسباب الخجل :

غالباً ما يخاف الطفل الخجول من كل شيء. فهو يتوقع دوماً حدوث الأخطار، حتى وإن لم تحدث معه فعلاً من قبل. كما أنه من الناحية النفسية، يعاني من فقدان الثقة بذاته وبقدراته. وقد يكون للخجل أسباب عدة:

 1- وراثية: يعتقد بعض الباحثين أن هذا السلوك الذي يوصف بالحساسية الزائدة تجاه المحيط، ما هو إلا نتيجة طبيعية لخريطة وراثية، تشكلت عند الطفل قبل ولادته وقدومه للحياة.

  2- مكتسبة: قد نجد بعض الأطفال يتصرفون بصورة طبيعية في المراحل الأولى من طفولتهم. ثم ما يلبثون أن يظهروا تغيراً مفاجئاً في سلوكهم. فيصبح الخجل وسيلة عفوية ينتهجها الطفل، للتأقلم مع تجارب سلبية مربكة مرت بهم وخلقت بداخلهم مشاعر خوف وترقب دائمة.

 3- التماهي: كما نعلم، فإن الأم والأب هما الأساس في تربية الطفل وتقويم سلوكه. وقد يكون الأمر غير مستغرب عندما ترى طفلاً يحاول تقليد أحد والديه، الذي يعاني من مشكلة الخجل. ويكون هذا التماهي بالنسبة له أمراً محموداً، وقد تجد صعوبة في إقناعه بعكس ذلك فيما بعد، كون الطفل يرى الأهل أنهم المثال الذي يجب الاقتداء به.

 4-التربية القاسية: إن أسلوب التربية الصارم الذي ينتهجه البعض أثناء التعامل مع أطفالهم، يشكل أحد الأسباب التي تدفع بالطفل إلى الخوف والخجل، لأنها تحد من قدرته على التعبير والتصرف بعفوية. فالطفل يكون حينها مجبراً على إطاعة الأوامر وعدم مناقشتها في سبيل إرضاء أهله، مما يخلق لديه حالة من الرهاب، الذي ينسحب تالياً على علاقته بجميع الناس

5-  بعض العيوب الخِلقية في الطفل، كالعرج، أو العور، أو التأتأة، أو الإصابة، ببعض الأمراض المزمنة.

6-التدليل الزائد

7- الخلافات الأسرية قد تحمل الطفل على الانطواء.

8- عزل الطفل عن مجتمعه.

9- تعلّق الأم الزائد بابنها، والإسراف في حياطته، وجعله دائماً بجوارها، لا يغيب عن عينها.

10- الحرص على أن ينشأ الطفل مثالياً في كل شي.

11- التركيز على أخطاء الطفل، وتضخيمها

12- تذبذب نوع التربية، وعدم وضوحها.

13- خوف بعض الآباء من الحسد، مما يجعلهم يعاملون أطفالهم “الذكور” خاصة على أنهم بنات، ويشيعون ذلك، ويحجبونهم عن أعين الناس، ولفترات طويلة.

14- الإجحاف وسوء المقابلة من بعض معلمي الطفل في سنيه الأول

15- الفقر المترتب عليه فقدان الطفل لأبسط مظاهره، كالملابس، والمصروف وغيره…

16- موت أحد الوالدين.

17- الاغتراب، فالخجل منتشر بصورة واضحة في نفسية الأطفال المغتربين مع والديهم، بسبب عدم استقرار الحياة، أو العلاقات الوطيدة المستمرة.

18- التأخر الدراسي مما يزيد الطفل شعوراً بفقدان الثقة، والخجل.

سمات الطفل المنطوى ؟

هناك بعض العلامات التى تدل على أن الطفل يعانى من الخجل ،خاصة أئناء الزيارات والمناسبات وأعياد الميلاد تجد الأطفال ينخرطون فى اللعب والمرح والهزار بينما الطفل الخجول نجده بجانب أمة دائما يرفض اللعب مع باقى الأطفال وإذا طلبت منه اللعب و الأندماج مع الأطفال يبدأ فى الصراخ عند التحدث مع الأخرين تجد الطفل الخجول ينظر إلى أسفل يراقب الأطفال عن بعد ولا يختلط بهم لا يزور أصدقائه حتى لايرى بيئة جديدة وعلى الرغم من ذلك يرفض فى بعض الأوقات مقابلة الزائرين .

كيفية التعامل مع الطفل الخجول والمنطوي؟

افهم طفلك جيدا

حتى تستطيع مساعدة طفلك يجب عليك أولا أن تفهمه جيدا، ما أسباب خجله؟ وبماذا يشعر؟ وماذا يحتاج؟ الطريقة الوحيدة لفهم طفلك هي التحدث معه، اسأله عن شعوره تجاه كل شئ ولاحظ ردود أفعاله في المواقف الإجتماعية وكيف يتصرف فيها، وهل هناك أشياء معينة تخجله أو أشخاص بعينهم يخجل منهم، انتبه جيدا حتى تستطيع تحديد مشكلة طفلك ومن ثم علاجها. من المهم أن تعرف أن هناك فرقا بين الشخص المنطوي والشخص الغير اجتماعي، حدد ما إذا كان طفلك خجولا حقا أم أنه يفضل أن يبقى وحيدا فحسب. يفضل بعض الأطفال قراءة كتاب أو الجلوس مع الدمى المفضلة لهم أو مشاهدة فيلم بمفردهم عن الخروج واللعب مع أصدقائهم، فإن كان طفلك كذلك فهذا أمر طبيعي، ما دام قادرا في أي وقت على الخروج من عزلته وتكوين أصدقاء جدد. اقرأ أيضا: جدول تطعيمات الطفل من عمر يوم وحتى 6 سنوات.

لعب الأدوار

لمساعدة طفلك على الشعور بالراحة أثناء التحدث والتعامل مع الناس جرب طريقة لعب الأدوار، يمكنك التظاهر بأنك معلما أو طفلا آخر واجعله يبذل جهدا في التحدث، ويمكنك أيضا استخدام ألعابه في لعب الأدوار وعند ذهابه إلى المدرسة ذكره بما مارسه معك من حديث. شجع طفلك على دعوة صديق إلى المنزل وأعطه بعض الأفكار عما يمكنه قوله والقيام به، وأيضا الألعاب التي يمكنهم ممارستها وانظر كيف سيتفاعل طفلك مع صديقه. أيضا لا تنسى أن تدع طفلك يخبرك بالأشياء التي يقلق بشأنها وكيف يشعر ثم شجعه بلطف، لكن لا تجبره على شئ.

الأختلاط بالناس

سوف يعاني طفلك أوقات صعبة أثناء تعلمه كيف يكون اجتماعيا، من المؤكد أن تفاعل الطفل مع والديه يختلف تماما عن التفاعل مع الأطفال الآخرين، لذا إذا لم يأخذ فرصته في التفاعل مع أقرانه سيكون من الصعب عليه تكوين صداقات. يمكنك مساعدته عن طريق تنظيم أنشطة أو مجموعات لعب مع الأطفال الآخرين سواء في المنزل أو بالخارج ولا تتدخل في اللعب، فقط كن قريبا حتى يتمكن طفلك من رؤيتك والشعور بالأمان لوجودك بالجوار. عندما يبدأ طفلك في الشعور بالراحة أكثر يمكنك الإبتعاد لقضاء شئ ما أو القيام بزيارة لصديقة، فهذا سيتيح لطفلك التفاعل أكثر مع الأطفال والتغلب على الخجل، وكلما زاد الوقت الذي يقضيه طفلك مع الأطفال الآخرين كلما تحسنت مهاراته الإجتماعية.

نشاطات مساعدة لطفلك الخجول :
من الخطأ أن تختار للطفل الأنشطة التي تعتقد أنت بأنها سوف تجعله ينتصر على خجله. ولكن اسأله في البداية عن النشاطات التي يحبها هو وتجلب له المتعة (رسم، غناء، عزف، حياكة..). ثم اجعل هذا النشاط يتم بشكل جماعي حتى يبدأ بالتأقلم مع فكرة الجماعة. ودعه يختار بنفسه الأطفال أو الأصدقاء الذين يرغب بمشاركتهم له. وليس من الضرورة أن تبدأ برسم الخطة من خلال الاستعانة بأطفال من سنه، فقد يكون إجراء لعبة تحدٍّ أو سباق بينك وبينه كفيلاً بكسر حاجز الخوف عنده.
نصائح لمساعدة طفلك:
• لا تجبري طفلك على أن يصبح صديقاً لأطفال أنت تختارينهم. ولكن بالمقابل، يمكنك دعوة صديقاتك اللواتي لديهن أطفال من سنه إلى منزلك. فقد تكون هذه استراتيجية هادئة لتأسيس صداقات جديدة عنده.
•  لا تتردي في مدح طفلك عندما ينجح في أمر ما.
• أعطي طفلك الفرصة لتجربة نشاطات جديدة حتى يكتشف مواهبه الدفينة.
• اقترحي على طفلك إعطاء قرارات خاصة به. وقد تكون قرارات بسيطة مثل أن تسأليه: ماذا تريد أن تأكل على الغداء، أين تريد أن نتنزه اليوم…؟
•  حيوان أليف في المنزل قد يعطي آثاراً إيجابية، من خلال مساعدة الطفل على تحمل المسؤولية وأخذ المبادرة.
•  عبري لطفلك دوماً بأنك تحبينه أكثر من أي شيء آخر. فهذا سوف يعطيه الدعم ليكون الأفضل.
• اخترعي لطفلك قصصاً يستطيع الاندماج بها. كقصة صبي يحب أن يلعب بمفرده دائماً في ساحة القرية.. أو قصة فتاة تبني قصوراً من الرمل ثم يأتي أطفال لهدم ما بنته.. فطفلك سوف يتعاطف تلقائياً مع شخصية الطفل الخجول في القصة، وسوف يحاول أن يجد له الحلول لمساعدته في سير أحداث القصة.
• تعاطفي مع خجله ولا تتكلمي عن ذلك أمام الآخرين ولا تنتقديه
• انتبهي لحاجاته النفسية والعاطفية وهدئي مخاوفه
• عند وجود ضيوف، قدمي بنفسك نموذج الثقة أمام الآخرين ودعيه يشاهد أفعالك وسيقلدها بالتدريج. إن صارحك بالمشكلة فقدمي له النصائح واجعليه يتدرب أمامك.
• عند وجود ضيوف، اطلبي منه أن يخرج لهم وقولي له أن الجميع يسألون عنه ويريدون رؤيته لأنهم يحبونه لكن لا تضغطي عليه ولا تطلبي منه أكثر من مرة ولا تأخذيه قسرًا
• علميه بعض النصائح الاجتماعية كطريقة التحية والسلام ولا توجهيه أمام الآخرين بل دربيه على السلام والتواصل والابتسامة بينكما. ارسمي سيناريو مسرحية بينك وبين أبيه ودربيه على ذلك. حاولي أن تمثلي مع أولادك مسرحية تعلم الإيتيكيت وعلميهم كيفية التعامل مع الضيف.
• علميه التعامل مع مشكلة الخجل واطرحي أفكارًا تمكنه من الراحة والاسترخاء
• علميه كيفية كسب الأصدقاء وأن يظل واثقًا في نفسه.
• دربيه على مواجهة الزملاء المتنمرين وعلميه سبل الدفاع عن نفسه وشجعيه على تعلم رياضة يدافع بها عن نفسه لكن احرصي على ألا يصبح عنيفًا
• لا تتدخلي لتدافعي عنه في كل موقف
• ليس مهمًا عدد الأصدقاء وأنما الأهم الأصدقاء الجيدين لذا لا تضغطي عليه لكسب مزيد من الأصدقاء. [اقرأي أيضًا: كيف تساعدين طفلك في تكوين صداقات .
• امدحي صفاته الحسنة، واطلبي رأيه في الشيء وامدحيه عليه
• انتبهي لمن يشاركونك التربية مثل الجدين والأعمام والعمات والأخوال والخالات
• كوني عادلة بين الولد والبنت، وبين الأبناء بعضهم البعض
• شجعيه على تنمية موهبته أيًا كانت
• كوني مستمعة جيدة وإن حكى لك موقفًا جيدًا امدحيه وإن كان خاطئًا لا تقاطعيه ولا تنتقديه بعنف وإنما اشرحي له رأيك بهدوء
• لا تنتقديه هو وانتقدي السلوك فلا تقولي أنت مخطئ، بل هذا خطأ، ولا تقولي أنت سيء الأدب مع أخيك، ولكن لقد أسأت إلى أخيك.

 

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟