الحكايات وأثارها عالأطفال

كيف تؤثر القصص  أنواعها على الطفل.

للقصة أثر بالغ في تنمية الجوانب النفسية الإيجابية عند الأطفال؛ لما فيها من غزارة الحوار والتأمل في النفس والقدوة الحسنة، فالأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة نقدم عن طريقها ما نريد تقديمه للأطفال؛ بقيم دينية وأخلاقية وتوجيهات سلوكية أو اجتماعية ، فالخيال الواسع الذي تعززه القصة لدى الطفل من أهم فوائدها على حياته، حيث يمكن تلخيص تأثير القصص بأنواعها على الطفل على الشكل التالي:

– القصص الخيالية: تحمل أدوات تعليمية ممتازة، خاصة تلك التي تحتوي الصور، فهي قصص تقوم على افتراض أبطال وشخصيات وأفعال خارقة لا وجود لها في الواقع، لتعزز عند الأطفال فضول المعرفة بالكون والكائنات الطبيعية، كما تجعله أكثر وعياً بالحقائق التي تحيط به، ليصل إلى التمييز بين الخير والشر والحقيقة والخيال وغيرها من المتناقضات.

– القصص التاريخية: تنمي شعور الطفل بالانتماء وبالمواطنة، كذلك روح المسؤولية والبطولة والإقدام، كما تعمل على تنمية روح البطولة والفخر عن طريق ما يقرأه من سير الأبطال.

– القصص الاجتماعية: طريقة لتعليم المهارات الاجتماعية للأطفال، خاصة المصابين بالتوحد وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تهدف لتقديم معلومات معينة تفيد في حياة الطفل اليومية، كما يمكن أن تساهم في تعليم الطفل المهارات الحياتية التي تعجزين عن تمريرها له ببساطة، مثلاً تجيب المتخصصة النفسية في تربية الطفل لدى موقع حلوها، الدكتورة هداية؛ على تساؤل أم حول تعليم طفلها الدفاع عن نفسه، وتقول: “حاولي أن تلعبي مع طفلك وأن تحيطيه بالاهتمام والحب، وشجعيه على اللعب ولا تعتمدي على أسلوب التخويف أو الضرب حتى تنمي لديه شخصية سوية”، ما عليك في هذه الحال.. إلا قراءة بعض القصص عن شخصيات مثل: الفتاة الصغيرة دوروثي بطلة الرواية الجميلة (ساحر أوز العظيم).

– القصص الواقعية: هذا النوع من القصص يناسب الأطفال في نهاية مرحلة الطفولة وبداية المراهقة، حيث يميلون إلى معرفة حقيقة الحياة المحيطة بهم والطبيعة والحيوانات والرحلات وغيرها من العلوم المختلفة، حيث تُقدم هذه القصص بقالب من الخيال؛ لتتناسب مع قدرة الطفل على التفكير والاستيعاب في هذه المرحلة العمرية وفق مستواه الفكـــــري والعقلي، لتعزيز وعيه واحتكاكه بفئات المجتمــع.

– القصص العلمية: تتناول في محتوياتها ابتكارات واختراعات علمية وتكنولوجية، حيث تنمي خيال الطفل وقدراته الفكرية والعقلية، فيستطيع الطفل تعلم التمييز بين الصواب والخطأ، والقدرة على اتخاذ القرار.

– القصص الفكاهية: لا يمكن أن نتصور العالم من دون فكاهة، أو نتصور الحياة بمظهر رمادي مكفهر، ومن غير ضحك يحمل رسالة نقدية وتلميحاً تربوياً للطفل، لذا فالقصة الفكاهية من أحب وأمتع القصص إلى نفوس الأطفال.

– القصص الدينية: التي تحمل هدفاً تربوي وتكسب الطفل المفاهيم الدينية الصحيحة والسليمة، كما تعطيه المثل العليا والقيم الروحية والقدوة الصالحة التي يقتدي بها في حياته.

القصة ودورها في تنمية الإحساس الإبداعي عند الطفل:
يعد التفكير الإبداعي من أهم المهارات التي تعتمد عليها التكنولوجيا المبتكرة والتقنيات الحدثة. والخيال في الفن يعد من أهم مكونات العملية الإبداعية، فهو يشكل نشاطا عقليا يوجهه الفكر الإبداعي. فالخيال بشكل عام له دور مهم في تطوير تنمية الإحساس الإبداعي عند الأطفال. ومن الملاحظ عندما تتلى أي قصة على أي طفل فان ذهنه يحلق بعيداً في عالم القصة، ويقوم عقله برسم صور للأبطال وللأشخاص الموجودين في القصة وإلى الأماكن التي ذكرت والملابسات التي تحيطهم، فكلما سمع شيئاً رسم له صورة في ذهنه. وهذه الطريقة تنمي عند الطفل حس الإبداع والخيال وتطوير ملكة الحس الإبداعي من خلال تركيب الصورة والمشاهد، ولذلك يلاحظ على الطفل عندما يسمع القصة أنه يسأل عن أشياء وعن تفاصيل لم يلتفت إليها القاص وهذا يثبت ما ذهبنا إليه، بل إن الحس الإبداعي عند الطفل قد ينشأ من نفس تركيبته فإن الطفل الصغير تراه ينشئ حوارات مع ألعابه، وتراه يصور لنفسه قصة ويصدقها ويعيش مع أحداثها. ومن هنا قد يلاحظ بعض المربين أن الطفل الصغير يكذب أحياناً عندما يفعل خطأ؛ فقد يقول:” إن العصفورة هي التي كسرت الكأس مثلاً، وهذا ليس كذباً منه بل هو تخيل أن العصفورة جاءت وكسرت الكأس ثم ذهبت وصدق هو ذلك فيقول حسب تصوراته. نعم ، عندما يدرس الأسلوب القصصي يلاحظ أن الطفل الصغير يحب القصص الخيالية، والطفل الذي تجاوز عمره العاشرة يحب القصص المغامراتيه والمراهق يحب القصص العاطفية، والكبير يحب القصص الواقعية والتاريخية وهكذا. وهذا يدل أيضاً على تركيبة العقل عند الطفل وكيف هي في بدايتها انها تعتمد على الحس الإبداعي والخيالي الذي يرسم صورة للعالم الخارجي وللمستقبل. تثير القصة في نفوس الأطفال إحساسات جمالية وانفعالات عاطفية وتجعله أكثر تعاطفا مع الآخرين. إن خيال الطفل في مختلف مراحل نموه خصب يساعده على التصور والتخيل، لذا يسهل على الطفل أن يحيا في جو الصور الخيالية التي توحي بها القصة. تلعب القصة من بين فنون أدب الأطفال دوراً هاماً في حياتهم، إذ هي الفن الذي يتفق وميولهم وهى الفن الذي يتصلون به منذ أن يتفتح على العالم إدراكهم، وهى الفن الذي يبنى خيالهم، ويثبت مشاعر الخير والنبل في نفوسهم، ويربى قوة الخلق والإبداع عندهم، وهى تعد من اكثر صور الأدب شيوعاً في عصرنا، فضلاً عن أنها من أقدر فنون اللغة على خدمة مختلف أنشطتها في مرحلة رياض الأطفال.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟