اللزمات العصبية

قالت رابطة أطباء علم نفس الأطفال والمراهقين والعلاج النفسى والطب “السيكوسوماتي-تأثير النفس على الجسد”، إن الحركات اللاإرادية لدى الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية ليست مرضية، حيث أنها غالبا ما تكون عرضية وموقتة، و أوضحت الرابطة الألمانية أن الحركات “اللاإرادية” لدى الأطفال تظهر في صورة حركات بسيطة للرأس أو سعال، أو تنحنح بدون سبب واضح، وتصدر مثل هذه الحركات عن الطفل دون قصد ، و لكن نظرا الى أن هذه الحركات، غالبا ما تكون مصاحبة لاضطرابات نفسية أخرى، مثل نقص الانتباه وفرط الحركة والوساوس القهرية والأكتئاب فإنه يستوجب على الآباء استيضاح سبب مثل هذه الأعراض لدى طبيب نفسي، بغية التمييز بين العرضي منها والمرضي.

ما هي اللزمات العصبية؟

– الحركات اللاإرادية أو اللزمات العصبية هي عبارة عن حركات غير طبيعية لا إرادية غالباً ما تصيب عضلات الوجهة والرقبة أو الأحبال الصوتية والحنجرة، ويؤدي ذلك إلى نشأة حركات مفاجأة ومتكررة ونمطية لكن ليس بالضرورة أن تكون منظمة . وقد أثبتت الدراسات أن الحركات اللاإرادية تكثر عند الأطفال في سن المدرسة كما تزيد عند الذكور عن الأنثى ، و يحدث اضطراب اللزمات المؤقت بنسبة تتراوح من 5- 15% من أطفال المدارس، بينما يمثل اضطراب العرات المزمن من 7-34% من الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه المصحوب بزيادة النشاط الحركي .

الأسباب :

العامل الوراثي:

أوضحت الدراسات اشتراك اللزمات مع مرض الوسواس القهري في معظم العوامل الوراثية . ويضيف بعض العلماء أن الأول يمثل نوعاً مخففاً من الأخير . ويحدث المرض بسبب سبعة تكرارات في القواعد النيتروجينية للجين، أما النوع الثاني فتحدث فيه اضطرابات في الناقلات الكيميائية وخصوصاً زيادة نشاط مستقبلات الدوبامين .

العوامل النفسية والبيئية:

عندما نبحث ما إذا كانت الحركات اللاإرادية اضطراباً أم لا، فإننا نعتمد في الواقع على درجة تدخلها بوظائف الطفل الفيزيائية الجسدية أو العاطفية والنفسية أو الاجتماعية والبيئية . ومن جهة أخرى، فإن بعض العادات إنما تكتسب من تقليد الصغار للكبار . وبعض العادات تبدأ كحركة ذات قصد وغرض، مثلاً طفل لديه تهيج في عينيه فهو يحاول إغلاق عينيه بسرعة بضع مرات لئلا يذرف الدموع وتزعجه عيناه، وهذه العملية يمكن أن تصبح متكررة، وتندمج مع سلوك الطفل بشكل لاشعوري وتأخذ دورها كمتنفس لحالات التوتر التي يمر بها، أو الطفل الذي تتكون لديه قشور داخل أنفه فإنه يحاول استخراجها، ومع الزمن تصبح هذه عادة لديه، وتتعزز لتأخذ دورها كنافذة للترويح عن الذات، هذه الأمور تترسخ عند الطفل أكثر مع انتباه الوالدين أو الآخرين إليها وبلفت نظر الطفل سواء بالإشارة أو المنع أو التوبيخ، وحينذاك يصبح ما هو مؤقت عادة مستمرة مزمنة، وما هو نموذج سلوكي مألوف جداً في الطفولة الأولى عرضاً عصابياً في مراحل الطفولة الأخرى، وفي هذه العادات يمثل العقاب الوالدي نموذجاً صارخاً للمفعول العكسي الذي يضر ولا ينفع .

أنواعها :

تظهر الحركات اللاإرادية (أو اللزمات العصبية) في أشكال عدة في الوجه والجسم، ونتناول فيما يلي أكثرها شيوعاً :

اللزمات الحركية:

المقصود بالحركة البسيطة هو الانقباض السريع المتكرر لمجموعة من العضلات تؤدي وظيفة مماثلة كأن تكون كل المجموعة تساعد على حركة في إتجاه واحد أو تؤدي وظيفة مشابهة على سبيل المثال:

1- ارتجاف العينين (البربشة)

2- تحريك الرأس

3- تحريك الكتف

4- أو عمل حركات بالفم وغيرها .

 الاضطرابات الحركية المركبة :

فانها تبدو كأنها عمل له هدف وليس حركة عفوية، وهي بالطبع حركة من الحركات المعتادة اليومية في حياة الطفل، فيبدو الطفل لمن يراه وكأنه:

1- يتجمل أو يحاول التعديل من مظهره العام (مثل المسح على الشعر أو خفض الرأس للنظر إلى المرآه أو التمايل يمنة ويسرة) .

2- يتكرر من الطفل شم الأشياء بصورة متكررة، شم الأصابع، شم الأطعمة، شم الأطفال، شم الجوارب، شم الصابون .

3- القفز المتكرر وسلوكيات لمس الأشياء بشكل متكرر .

4 . محاولة تقليد ما يراه الطفل من حركات يقوم بها شخص ما أمام الطفل

5- سلوكيات الطفل حركات جنسية فاحشة قذرة .

الاعراض :

اللزمات الصوتية تظهر في صورة:

1- لزمات صوتية بسيطة: مثل الكحة أو صوت تنظيف الحلق (أحح- أحح) أو صوت يشبه صوت الشخير أو يصدر صوت كالنباح .

2- لزمات صوتية مركبة: تتضمن تكرار كلمة أو جملة والتي غالباً ليس لها علاقة بالموقف الذي يعيشه الطفل في لحظة حدوث اللازمة، أو تكرار الطفل للتلفظ بكلمات أو عبارات بذيئة أو تكرار الطفل لكلماته أو تكرار الطفل لآخر كلمة سمعها من شخص آخر وتظهر تلك الحركات والاصوات تحت العديد من المسميات الطبية اللت سنتناولها بقدر من التفصيل ومنها:
* متلازمة توريت
* إضطرابات اللزمة الحركية المزمنة
* إضطرابات اللزمة الصوتية المزمنة
* إضطراب اللزمة العصبية العابر
تشبة اللزمات العصبية في شكلها الحركات اليومية التي يؤديها الطفل أثناء ممارسة حياته لكن ساعتها دون هدف وبصورة إضطرارية.

متلازمة توريت:

في عام 1885 وصف العالم الفرنسي يدعي “دولا توريت” أعراض تكررت في عدد كبير من مرضاه يشتكون من حركات لا إرادية في مناطق عدة من الجسم مثل عضلات الفم والوجه وإصدار أصوات غريبة وألفاظ بذية بشكل متكرر،هي أحد الإضطرابات العصبية التي تظهر بشكل واضح في مرحلة الطفولة والمراهقة (أي قبل سن الثامنة عشر) تظهر بعدد من السلوكيات الحركية المتكررة واللا إرادية ويصاحبها على الأقل أحد اللزمات الصوتية

وهي عبارة عن خلل عصبي وراثي يظهر منذ الطفولة المبكرة تظهر أعراضه على شكل حركات عصبية لاإرادية متلازمة يصحبها متلازمات صوتية متكررة، حيث كانت متلازمة توريت تعتبر مرضاً أو عرضاً غريباً شاذاً نادراً خاصة أنه يصحبه في العادة ألفاظ بذيئة تخرج بشكل لا إرادي، إلا أن ذلك العرض نادر مع مصابي المرض .

أما أعراضها فتشمل السعال في منتصف الكلام، وتقطعاً في استرسال الحديث، وحركة لا إرادية للعين غمز وإغماض أو تكرار حركة لليدين أو حركات للوجه بشكل عام مع أصوات متكررة وتزداد حدة الأعراض أثناء مرور الأطفال بمرحلة المراهقة .

عدم توقف حركة القدم :

وهناك شكل آخر من الحركات اللارادية يتمثل في اهتزاز القدم وعدم توقف حركتها، وعن هذه الحركة يقول الدكتور حمدي ان حركات القدم تندرج تحت بند الحالات المرضية الناتجة عن عدم توقف حركة القدم، وتظهر بشكل أكثر أثناء فترة النوم، وبعض المرضى يشتكي من هذه الظاهرة خاصة عند الأزواج، حيث هناك بعض الزوجات تشتكين من تحريك أزواجهن لأقدامهم طيلة فترة النوم، مما يتسبب لهن بقلق وإزعاج وعدم الراحة في النوم .

متلازمة جفن العين tics

ومن الحركات اللاإرادية التي تظهر في الوجه حركة جفن العين، أو ما تعرف باسم متلازمة tics، والتي تتحول إلى عادة عند الشخص، وقد تكون ناتجة عن بعض الأمراض مثل تقلصات في نصف عضلات الوجه، وقد تصاحبها أحيانا حركة الفم، عند بعض المرضى أو الأشخاص ممن يعانون التهاباً في العصب السابع بعد ما يحدث التئام للعصب السابع أو تحسن، كما تصاحب حركة الجفن حركة بالفم . وقد تبدأ هذه الحركات اللاإرادية من مشكلة في الجهاز العصبي إلى مشكلة نفسية ثم تمتد للجسم، وهي تصيب الأطفال بشكل أكثر، نتيجة الضغط العصبي والمشكلات التي يتعرض لها في البيت أو المدرسة، فتظهر له حركات لاإرادية في الفم، اليد، القدم، ودائماً يكررها في المناسبات والأوقات التي تستدعي فيها شد انتباه الآخرين، وعندما يصبح وحده تختفي تماماً .

العلاج :

عند البدأ في العلاج يجب الأخذ في الإعتبار العديد من العوامل منها:
* مدي شدة اللزمات ومرات حدوثها
* مدى تأثيرها النفسي على المصاب
* أثر ذلك على حياته الدراسية والإجتماعية أو العملية
* وجود أي إضطرابات عقلية أخرى مصاحبة
العلاج النفسي :
للعلاج النفسي دور هام في الحد من العقبات الإجتماعية التي تحدث نتيجة معاناة المصاب من حدوث اللزمات ويمكن استخدام نفس الوسائل العلاجية التي تم ذكرها في علاج متلازمة توريت

توصيات مفيدة حول علاج مشكلة العصبية عندالاطفال :
1
تحسين الجوالمحيط بالطفل.
2-العطف والحب والحنان للطفل ليستعيد ثقته بنفسه .
3-عدم نقد الطفل أو الاستهتاربه أو تحقيره .
4-اشعاره بأهميته واحترامه ومراعاة مشاعره.
5-اهمال حركاته اللآإرادية وعدم تنبيهه لها.
6-حمايته من أقرانه بحزم لئلا يحتقروه ويشمتوا به.
7-تشجيعه على الاختلاط وتنمية شخصيته اجتماعيا.
8-تدريب الأبوين على أساليب التربية السليمة ،وتعديل سلوكهما نحوه ووضع حد لتعلقهما وتدليلهما له،أو قسوتهما الزائدة عليه (فكلها مبالغة)
9-عدم حرمان الطفل من اللعب بدعوى أنه مضيعة للوقت لأن اللعب يخفف من التوتر لدى الطفل واتاحة الفرصة له لممارسة هواياته والاشتراك في الانشطه الرياضية.
10- عدم تدخل الآباء في كل صغيرة وكبيرة في شؤون أبنائهم بحيث لاينشأ الطفل اتكاليا إعتماديافيحد ذلك من قدرته على الاستقلالية.
11- وأخيرا ينبغي للأباء الاهتمام بحاجات الطفل النفسية وهي شعور الطفل بأنه محبوب وأن يشعر بالأمن والتقدير فإن الحاجات النفسية لاتقل أهمية عن حاجة الطفل للغذاء والهواء والملبس
…..

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟