الثواب والعقاب مع أطفالنا

بطبيعة الحال وبطريقة شبه فطرية جميع الناس وربما جميع المخلوقات يستخدمون أسلوب العقاب والثواب في التأهيل أو تربية صغارهم، كطريقة أثبتت فعالية في أغلب المواقف التربوية.

مفهوم نظرية الثواب والعقاب في التربية

الثواب وسيلة تربوية تعتمد على تعزيز السلوك الجيد الصادر عن الفرد من خلال ربطه باستجابة تشعر الطفل بالرضا والسعادة كشراء هدية أو تقديم الإطراء والكلام الجميل بحقه بهدف تحفيز الطفل لتكرار هذا السلوك وجعله جزء من شخصيته.
أما العقاب فهو على الطرف النقيض من ذلك والذي يعتمد العمل على استبعاد السلوك المرفوض الصادر عن الطفل من خلال ربط هذا السلوك باستجابة غير مرضية للطفل من الأهل أو المربين مثل التوبيخ أو الحرمان من بعض الحقوق.
وتعمل نظرية الثواب والعقاب على إيجاد التوازن بين المنح والحرمان وبين الإطراء والتوبيخ في سبيل تقويم سلوك الطفل وتنمية قدرته على التمييز بين السلوكيات المقبولة والمرفوضة من خلال ردة فعل المربين والأهل تجاه أفعاله.

الحالات التي يمكن فيها استخدام نظرية الثواب والعقاب في التربية
لا يتوقف استخدام فكرة الثواب والعقاب على مواقف أو سلوكيات واستجابات محددة تصدر عنه وينجح فيه استخدام هذه الطريقة، فهي تقنية تربوية شاملة إذا أحسن استخدامها يمكن أن تؤدي نجاحاً في كافة الأهداف والمواقف التربوية، ويمكن ذكر بعض الحالات العامة التي عادةً ما يستخدم الأهل فيها أسلوب العقوبة والثواب مع أطفالهم مثل:

  • المواقف التي تحتاج لمكافئة: فالطفل في صغر سنه بحاجة ليكافئ على كل شيء، ويشعر بالمحبة والرغبة بالاستمرار في تطوير أي استجابة جيدة تصدر عنه، مثل تعلم المشي أو نطق كلمة معينة أو حتى القيام بتصرف محبب لدى ذويه وربما مضحك في بعض الأحيان، ومكافئته على مثل هذه الأشياء تعد بمثابة تشجيع له لتكرارها وتطويرها.

    1. السلوك الجيد المراد تعزيزه: قد تصدر عن الطفل تصرفات جيدة بشكل فطري دون تعليم، مثل التعاطف مع الآخرين أو مشاركة الأقران في أشيائه ومساعدة غيره أو ذويه، ومكافئته على هذه التصرفات سوف تعزز لديه هذا النوع من السلوك ليعرف أنه سلوك مقبول ومرغوب.

    2. المواهب والقدرات الخاصة: بعض الأطفال لديهم قدرات ومواهب خاصة ويجب أن نسعى لتطوير هذه القدرات بكافة الوسائل ومن أهم هذه الوسائل هي مساعدة الطفل وإشعاره باهتمامنا به وبقدراته ومكافئته عند النجاح بها، ففي هذه الحالة سوف تعجب استجابتنا الإيجابية هذا الطفل وتدفعه ليبذل جهد أكبر في تطوير مهاراته ليلقى مزيداً من الإحسان.

    3. العادات الجيدة: هناك الكثير من العادات والسلوكيات الجيدة التي نرغب بتعليمها للطفل وغرسها في شخصيته مثل النظافة والنوم الباكر واحترام من هم أكبر منه والترتيب والقيام بواجباته بشكل جيد ويمكن عن طريق مكافئته على هذه الأشياء تعزيزها لديه حتى يرغب أكثر بالقيام بها ويلقى استجابات جيدة تجاهها من قبل الآخرين.

  • المواقف التي تحتاج لعقوبة: 

    1. الاستجابات السلوكية المرفوضة: لبعض الأسباب المتعلقة بالتربية أو الحالة النفسية للطفل أو انزعاجه من موقف معين قد تصدر عنه استجابات سلوكية غير مقبولة مثل الغضب والعدوان والبكاء بشكل فاجر أو العناد أو توجيه الشتائم والكلام السيء للآخرين.

      وفي مثل هذه الحالات فإن توجيه عقوبة معينة مناسبة لتصرف الطفل يساعد في التقليل من هذا السلوك وعدم تكراره أو جعله جزء من شخصيته.

    2. التصرفات التي لا تناسب قيم ومعايير المجتمع والأسرة: فالأطفال يتعلمون الكثير من الأشياء التي لا يقبلها المجتمع سواء من الشارع أو المدرسة أو الأقران وأصدقاء السوء، مثل التدخين أو الهروب من المدرسة أو الكلام البذيء أو عدم احترام الأهل والمعلمين وعدم الاهتمام بالواجبات المدرسية، وهذه أيضاً من الأشياء التي يجب معاقبة الطفل عليها حتى يتعلم أنها غير مقبولة.

    3. العادات السيئة الضارة: مثل عدم العناية بالنظافة الشخصية أو اللعب ببعض الألعاب الضارة وإدمان أشياء مثل الألعاب الإلكترونية أو الأنترنيت والأجهزة الذكية وبعض المواقع غير الجيدة، وتمسك الطفل بمثل هذه الأمور، وكلها أشياء يجب أن يعاقب الطفل عليها لإبعاده عنها وتقليل اهتمامه بها

    1. أخصائي نفسي 

      الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟