التواصل البصري عند الطفل

يعتبر التواصل البصري عند الأطفال من العلامات المهمة للاطمئنان على الأطفال في أطوار تطورهم المبكِّرة، وتكشف مشاكل الاتصال البصري عن مجموعة كبيرة من الاضطرابات أو الأمراض التي قد يعاني منه الرضيع والطفل الصغير، كما يلعب الاتصال بالعين والتواصل البصري دوراً مستديماً في تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية.

أعراض مشاكل النظر والرؤية عند الأطفال

على الجانب الآخر قد ترتبط مشاكل التواصل البصري عند الطفل بعوامل صحية تتعلق بصحة العين نفسها وسلامة أجزاء العين والقدرة الفيسيولوجية على الرؤية والإبصار، ويمكن للأهل تتبع هذه الأعراض في مرحلة مبكرة من عمر الرضيع، والتي تدل على أن الطفل يعاني من مشكلة في العين ويحتاج إلى استشارة طبيب العيون المتخصص:

  • فرك العين باستمرار.

  • حساسية شديدة للضوء.

  • ضعف في القدرة على تركيز البصر.

  • ضعف في تتبع الأشياء والأشخاص والحركة من حوله.

  • حركة غير طبيعية للعين أو محاذاة للعين (عند الطفل فوق 6 شهور).

  • احمرار مزمن في العيون.

  • دمع مستمر ومزمن.

  • بياض في بؤبؤ العين.

أهمية التواصل البصري للأطفال

  1. مراقبة النمو العصبي الطبيعي للأطفال: يشير الاتصال البصري الطبيعي إلى سلامة التطور العصبي عند الطفل، ويعتبر التواصل البصري من أهم العلامات على سلامة الطفل من الاضطرابات العصبية وعلى رأسها مرض التوحد.

  2. اكتساب وتطوير المهارات الحركية والذهنية: حيث ترتبط جميع مهارات الطفل تقريباً بقدرته على الاتصال البصري مع العالم من حوله، ويشير الأطباء أن التواصل البصري الطبيعي عند الطفل يساعده على اكتساب المهارات التي تحتاج للتنسيق بين النظر والحركة في الوقت المناسب، مثل التقاط الأشياء، ما ينعكس على مهارات أخرى مستقبلاً مثل الحبو والمشي، ثم اللعب وحتى الكتابة والقراءة والتواصل مع الآخرين.

  3. مهارات التواصل الاجتماعي: يبدأ الطفل باكتساب وتطوير المهارات الاجتماعية من خلال التواصل البصري الفعال، حيث يساهم التواصل البصري في تعزيز التواصل اللفظي والتعبير عن الاستماع وفهم أن الآخر يستمع، كما يظهر الاتصال بالعين شعور الاهتمام المتبادل بينك وبين طفلك.

    ويعتبر الاتصال البصري مهارة لا بد منها لبناء العلاقات الاجتماعية والعاطفية والتعبير عن المشاعر في هذه العلاقات، فقد يعاني أطفال اضطراب فرط الحركة من مشاكل كثيرة في علاقاتهم لأنهم لا يستطيعون التعبير عن التعاطف والاهتمام بسبب انقطاع التواصل البصري.

    حتى عندما لا يرتبط انقطاع التواصل البصري باضطرابات عصبية أو مشاكل صحية -مثل حالة الطفل الخجول أو الذي يعاني من القلق- فإن عدم القدرة على تحقيق اتصال طبيعي ومستقر بالعين يؤدي إلى فقدان الكثير من المهارات الاجتماعية، لأن الاتصال بالعين يجعل الطفل أقل قدرة على تمييز مشاعر الآخرين وتحليلها مثل الغضب والخوف والتهديد.

  4. التواصل البصري يؤثر على شعور الطفل بالثقة: فقدرة الطفل على بناء تواصل بصري فعال تساعده على استقبال وإرسال الرسائل غير اللفظية التي تلعب دوراً حاسماً في بناء الثقة بين الطفل ومحيطه، وبناء ثقة الطفل بنفسه، فالأطفال الذين يعانون من مشاكل بالاتصال البصري قد يواجهون اتهامات غير دقيقة بالكذب وإخفاء المعلومات لأنهم لا يستطيعون بناء اتصال بصري يؤكد ما يقولونه، كما أنهم لن يستطيعوا التقاط رسائل الثناء والمديح أو حتى التوبيخ بسهولة، ذلك كله يجعل الطفل أقل ثقة بنفسه، ويقلل شعوره أنه أهل للثقة بالنسبة للآخرين.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟