التكيف عند الاطفال

القدرة على التكيف والانتقال بسهولة بين البيئات والظروف المختلفة؛ كذلك حل المشكلات وإيجاد الاقتراحات المختلفة لموضوع محدد، هذه هي الأسس التي يمكن أن تساهم في بناء شخصية طفل واثق بنفسه .

استخدم الأسئلة التالية لمساعدتك في تحديد مدى قابلية أطفالك للتكيف، وتتبع إجاباتك بين نعم ولا، على المقياس من واحد إلى عشرة:
1- هل يبكي أطفالك وينزعجون عندما تطلب منهم إنهاء نشاط ما والانتقال إلى شيء آخر؟
2- هل تزعج المفاجآت أطفالك؟
3- هل يجد أطفالك صعوبة في تغيير الأفكار أو الروتين؟
4- هل تشعر أن عليك أن تقنع أطفالك أو تستجديهم لعدة أيام؛ لإشراكهم في أنشطة جديدة؟
5- هل من الصعب على أطفالك اتخاذ القرارات، وعندما يفعلون ذلك، هل يعانوا نتيجة خياراتهم؟

تعزيز تكيف الطفل

كيف تزيد من قدرة الأطفال على التكيف؟…. المهارات الوظيفة مثل: القدرة على التكيف والتحكم الذاتي وحل المشكلات، تزيد أهميتها عن القدرات التقنية والأكاديمية لدى الطفل، وهناك طرق تعتمد على اللعب؛ لتعزيز القدرة على التكيف لدى الطفل منها:

– تنظيم وترتيب يوم لعبهم: بين عمر 2 و 3 سنوات.. يبدأ الأطفال باللعب الجماعي مع الآخرين، ويجب عليهم التفكير بتصرفات الآخرين؛ إذا كانوا يريدون اللعب سوياً والاستمتاع.

 تشجيع اللعب التفاعلي: أثناء لعب الأطفال، يستخدمون الأفكار من محيطهم كمصدر إلهام، وعندما يلعبون في مجموعة، يجب أن يأخذ الأطفال في الحسبان ردود أفعال أصدقائهم من أجل مواصلة اللعب، ذلك بجعل وقت اللعب أكثر إبداعاً من خلال مساعدة الأطفال على إنتاج أدوات للعب من الأشياء المنزلية، مثل: استخدام اللفافة الكرتونية للمناديل الورقية كتلسكوب.

– الانخراط في اللعب الخيالي: ساعد الأطفال وشجعهم على التجريب والاستكشاف، حيث تقوي قدرة طفلك على الابتكار والتخيل والتفكير خارج الصندوق.
اللعب هو عمل الطفولة.. ومنه تنبع وتتعزز القدرة على التكيف، الذي يشكل الأساس التنموي لمهارات وظيفة تنفيذية أخرى مثل: العمل الجماعي، وهي مهارات تعمل معاً لرسم مستقبل طفلك المهني وعلاقاته مع الآخرين.

قابلية الطفل للتكيف :

يكون الطفل قادراً على التكيف مع التغيير في الظروف، وخاصة عندما يكون التغيير غير متوقع، وعندما يكون قادر على توظيف مهارات مثل: المرونة والثقة والمثابرة والمخاطرة الصحية والتحدث الإيجابي عن النفس، كيف يمكنك أن تساعده على التكيف بشكل استباقي مع المواقف المختلفة والشدائد، بحيث يخرج أقوى وأكثر قدرة؟ هذه بعض النصائح لزيادة قابلية التكيف عند الطفل:
– نمط الأبوة والأمومة: لا تستطيع فرض شيء على طفلك ودفعه ملزماً في اتجاه معين (رياضة أو موهبة)، فبعض الأطفال أقل قدرة على التكيف من غيرهم، ويأتي هنا دورك لتعرف كيف يقوم أطفالك بالتعامل مع بيئتهم بشكل فريد مختلف، ثم التخطيط وفقاً لرغبات الطفل أولاً، وأن تدرك ما هو النمط التربوي الذي يساعدك على فهم مزاجية وطباع كل طفل من أطفالك واحتياجاته، بعدها حدد طريقة تعاطيك مع كل طفل بناء على شخصيته، فقد تكون هذه الاختلافات كبيرة أو صغيرة، لكن كن على استعداد للالتقاء مع رغبات أطفالك مهما كانت، لمساعدتهم على النمو من خلال خطوات مدروسة.. تؤدي إلى تنمية اتجاه أكثر قابلية للتكيف.

– اسمح لطفلك بالفشل: عندما تلاحظ تراجعاً دراسياً لدى الطفل، تعامل بنوع من الحيادية قدر الإمكان، وعندما يفشل الطفل في اختباراته لا تلمه أو تقل: “هذا ما توقعته منك”، لكن قدم له إرشادات وتوقعات واضحة، ثم اسمح له بمواجهة مسئولياته بالفشل! حيث يتم تشكيل القدرة على التكيف والمرونة، وعندما يتعلم طفلك اللجوء إلى قناعاته الخاصة ويتحمل المسئولية؛ ستتاح له الفرصة لممارسة الاعتماد على نفسه، لذا.. قاوم الرغبة في إنقاذ أطفالك من المواقف الصعبة، من خلال السماح لهم بالفشل، فإنك بذلك تساعدهم على معرفة ما يعنيه التكيف، ويكبر الطفل بثقة في معرفة إمكانية التغلب على ما هو غير متوقع.

– تأسيس شخصيات قوية: علِّم أطفالك أن أقوال الآخرين لا تحدد هويتهم، وأن لا أحد يجب أن يحدد ما نفعل وكيف نعبر عن شخصياتنا، فالهوية الوحيدة التي ستستمر إلى الأبد هي تأسيسك لهم بناء على المحبة، وعندما تفاجئهم الحياة أو تتغير الظروف؛ توفر هويتهم أساساً ثابتاً، يمكن أن يشكل أرضية قوية لهم، لذا.. امتدح جهود أطفالك ومهاراتهم الفردية لحل المشكلات، وعبر بشكل دائم عن محبتك لهم، مهما كانت نتائج سلوكياتهم أو جهودهم.

– المشاركة: يزداد الأطفال مرونة، كلما تشاركوا مع الأطفال الآخرين، وإذا كان لديك أكثر من طفل، فاطلب منهم المشاركة في اللعب والدراسة… الخ، أما إذا كان طفلك وحيداً تأكد من أنه يقضي الوقت مع أطفال آخرين، في كلتا الحالتين.. يجب عليك تشجيع المشاركة في مجموعات اللعب والنشاطات المختلفة، حيث ستتاح لأطفالك الكثير من الفرص؛ لتعلم كيفية المشاركة، وممارسة المرونة والقدرة على التكيف، فكلما كانت لديك مرونة ووعياً باحتياجات طفلك؛ استطعت تقدير المهارات المفصلية، التي تساهم في تكيفه على المدى الطويل.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟