التكامل الحسي عند الاطفال (2)

هل رأيت طفلاً يمرر أظافره على الأسطح باستمرار ويستمتع بذلك؟! هل مر عليك طفل لا يتحمل الأصوات حتى العادية منها، أو قد يكون قد مر عليك طفل لديه إحساس منخفض جداً بالألم، وكأنه لا يشعر بغزة الإبرة وحتى بالضربات القوية!

التعامل مع مشكلات التكامل الحسي عند الأطفال

يختلف التعامل مع مشكلات التكامل الحسي بين حالة وأخرى، وأخصائي العلاج الوظيفي والتكامل الحسي هو الشخص الذي يقرر نوع الأنشطة وتكرارها لكل طفل بحسب حالته، لذلك إياك أن تعتمد جدولاً لطفلك بناء على معلوماتك التي قد لا تكون كافية لتحديد المشكلة ومعرفة كيفية التعامل معها بشكل صحيح، لأن الموضوع أخطر مما تتخيل؛ فقد يؤدي اعتمادك لجدول خاطئ زيادة المشكلة عند طفلك أو التأثير على نشاطه وتركيزه وأدائه للنشاطات اليومية كالمشي وحتى الجلوس باعتدال ومسك القلم.
بشكل عام هناك بعض العلاجات المعتمدة لمشلات التكامل الحسي عند طفل التوحد، سنعطيك أمثلة عليها، بهدف أن تأخذ فكرة عن جداول منزلية معتمدة، مع التذكير بعدم تطبيقها دون استشارة الاختصاصي بحالة طفلك:

  • استخدام الأرجوحة أو الكرسي الهزاز لمرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.

  • احتضان الطفل يقوة أو لفه ببطانية ثقيلة نوعاً ما ودحرجته على الأرض

  • أو تطبيق تمارين الضغط

  • تعريض الأطفال الذين يعانون من مشكلات في التكامل الحسي السمعي ويتجنبون الأصوات العالية أو أصوات معينة للأصوات العالية أو الأصوات التي يتجنبونها بالتدريج. فمثلاً يمكنك أن تشرح لهم عن الخلاط الكهربائي وكيف أنه يساعدنا في صنع الطعام اللذيذ الذي يأكلونه ويحبونه، وتأخذ يد الطفل ليضغط هو بنفسه على زر التشغيل بعد أن تهيئه نفسياً للصوت الذي سيسمعه، وأن تبدأ بصوت منخفض جداً ثم ترفعه بالتدريج، مع قليل من الضحك واللعب.

  • أما الأطفال الذين يعانون من مشكلات تكامل حسي لمسي والحسي العميق فيمكنك أن تعطيهم الكرات ذات الملامس المختلفة كل فترة معينة من الوقت، أو حتى باللعب بالمعجونة والسلايم والرمل السحري والكتابة على الطحين أو الملح بالأصابع بتكرارات معينة وبفترات مدروسة.

  • أنشطة كشد الحبال وصعود ونزول الدرج وتقليد مشية الحيوانات، وكذلك يمكن وضع مخدات على أجسادهم وهم مستلقون مرة على ظهرهم ومرة على بطنهم.

فوائد علاج مشكلات التكامل الحسي لطفل التوحد

إن كنت تعتقد أن مشكلات التكامل الحسي بسيطة فأنت مخطئ جداً؛ فالطفل الذي يمرر أظافره على الحائط ليدخل مدخلاً حسياً لأصابعه يفعل هذا لأنه يحتاج لهذا الشعور، تماماً مثل حاجتنا لحك جلدنا المتحسس، والطفل الذي يتجنب الصوت العالي يتضايق فعلاً منه بشكل كبير جداً ويسمعه وكأنه عالٍ بشكل مضاعف، فلا تستهن بالموضوع.

فوائد تعود على أطفال التوحد عند علاج مشكلات التكامل الحسي:

  • زيادة التحصيل الدراسي والتركيز والانتباه: فإشباع الحاجات الحسية لطفل التوحد يزيد من تركيزه وانتباهه، ما يحسن تحصيله الدراسي.

  • تقليل السلوكيات النمطية: فيقلل من سلوكياته النمطية كالرفرفة والصراخ وزيادة الحركة بسبب التقليل من التوتر.

  • تحسين الحياة الاجتماعية: فيتحسن أداء الطفل اجتماعياً ليتقبل اللعب مع زملائه، والخروج للعالم دون الشعور بالتهديد من الأصوات المرتفعة أو حركة السيارات والناس مثلاً.

  • تطوير بعض المهارات الحركية: كتمكن الطفل من ارتداء وخلع ملابسه بنفسه، ومن مسك القلم للكتابة، وحتى من المشي بشكل متوازن.

  • تقليل القلق والتوتر: فيصاحب عدم إشباع الحاجات دائماً الشعور بالقلق والتوتر والضياع وعدم فهم الذات والاكتئاب أحياناً، وعندما يتم التعامل مع مشكلات التكامل الحسي بشكل صحيح تزول هذه الأعراض.

العلاج مفيد جداً وهو يساعد على تحسين نمط الحياة بشكل عام واختفاء الأعراض المزعجة والسيطرة عليها نوعاً ما، لكن إذا استطاع طالب جامعي السيطرة على هذه المشكلات في منزله وجامعته نوعاً ما مثلاً، ولكنه انتقل للسكن في سكن الطلاب واضطر لتحمل شيئاً من الفوضوية وانعدام الحرية فستظهر أعراض جديدة. كما أن الانقطاع المفاجئ عن العلاج أو تطبيقه بشكل خاطئ قد يفاقم المشكلة.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟