التقييم النفسي للأطفال

يمكن إحالة الأطفال لإجراء تقييم نفسي لعدّة أسباب، من بين أمور أخرى قد يكونون مصابين بالاكتئاب أو القلق أو لديهم مشاكل في الانتباه أو السلوك في المنزل أو في المدرسة أو يتعرضون للتنمر، كذلك قد يكون لديهم اضطراب في التعلم، في كثير من الأحيان عندما يكافح الأطفال في المدرسة أو يبدو أنّهم يتخلفون عن أقرانهم من حيث النمو، سيقترح المستشار أو المعلم على الطفل الخضوع لتقييم نفسي.

التقييم النفسي 

هو عبارة عن سلسلة منظمة من المقابلات والاختبارات الموحدة، كذلك الاستبيانات المصممة لتقييم نقاط القوة والضعف في عدة مجالات، قد تحدد هذه الاختبارات النفسية على سبيل المثال أساليب التعلم وأنماط الأداء الاجتماعية والعاطفية، يسعى بعض الآباء إلى إجراء تقييم نفسي بدافع القلق بشأن مدى جودة أداء أطفالهم أو مراهقهم.

  يُنصح الآباء الآخرون بالحصول على تقييم من قبل واحد أو أكثر من المتخصصين مثل المعلمين أو أخصائيوا الصحة العقلية أو أطباء الأطفال، الذين يلاحظون شيء غير صحيح، يتم إجراء التقييمات من قبل علماء نفس الأطفال المدربين تدريباً خاصاً والذين هم خبراء في ما يقومون به، يقوم أخصائيو الصحة العقلية بتقييم نقاط القوة والضعف لدى الطفل، ثم يعملون مع أولياء الأمور والمعلمين لصياغة نهج لمساعدة الطفل على التقدم.

يضمن التقييم النفسي أنّ كل فرد في عالم الطفل يعمل لتحقيق نفس الأهداف، يجب أن يأخذ التقييم النفسي في الاعتبار الطفل بأكمله، بما في ذلك الأسرة والمدرسة والمجتمع،

قد ينظر التقييم النفسي إلى عدة أمور في الطفل وهي كما يلي:

  الذكاء: تبحث هذه الاختبارات عن التأخيرات في النمو والمواهب الفكرية أو الإعاقات ومهارات اللغة والتواصل، كذلك مهارات التفكير غير اللفظي والسرعة في استيعاب ومعالجة المعلومات الجديدة.

الإنجاز: من خلال قياس التمكُّن من القراءة والرياضيات والكتابة،

يمكن للاختبارات النفسية والتعليمية تحديد نقاط القوة الأكاديمية وتحديد صعوبات التعلم مثل عسر القراءة، بالنسبة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة،

يمكن أن يساعد التقييم النفسي في تطوير خطة تعليمية فردية للتعليم الخاص (IEP) في اجتماع فريق التخطيط والتنسيب (PPT).

  الذاكرة والانتباه: غالباً ما يستخدم التقييم العصبي النفسي لتحديد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، يمكن لهذه المجموعة من الاختبارات أيضاً قياس مهارات الذاكرة وقدرات التفكير والأداء التنفيذي مثل التخطيط والمهارات التنظيمية.   التطور السلوكي والعاطفي والاجتماعي: تدرس أدوات التقييم الاجتماعي والعاطفي والشخصية الاكتئاب أو القلق أو العجز الاجتماعي الذي قد يساهم في حدوث صعوبات في المنزل أو المدرسة، إذا كانت هناك مخاوف تتعلق بالصحة العقلية، فإنّ التقييم يوفر التوجيه لاستراتيجيات الإدارة السلوكية لاستخدامها في المنزل أو المدرسة، يمكنه أيضاً تزويد المعالجين بمعلومات لتخطيط العلاج بما في ذلك ما إذا كان الدواء مناسب أم لا.

ما هي الاختبارات النفسية لتقييم للأطفال :

  مع نمو الأطفال وتطورهم قد يواجهون صعوبات في التعلم في المدرسة أو صعوبة في التركيز أو مشاكل في الانسجام مع الآخرين، عندما يحدث هذا يمكن للتقييم النفسي تحديد مكان الصعوبات،

مع نمو الأطفال يزداد ظهور المشكلات في التفاعل والانسجام مع الاخرين، وعندما يحدث ذلك يتم تقييم الطفل نفسيًا من أجل تحديد سبب هذه الصعوبات.

يقدم التقييم النفسي رؤى ثاقبة لتعلم الطفل وتطوره الاجتماعي والسلوكي والشخصي، ذلك بهدف تصميم توصيات لتخطيط احتياجات الطفل التعليمية والصحية العقلية، يقدم برنامج التقييم النفسي والتربوي لمركز دراسة الطفل بجامعة ييل مجموعة واسعة من خدمات الاختبار للأطفال في سن المدرسة والشباب.

لذا تقدم الاختبارات النفسية للأطفال نظرة شاملة عن تعلم الطفل ونموه الاجتماعي ونموه الشخصي والسلوكي وهي سلسلة من المقابلات والاستبيانات المصممة لتقييم نقاط القوة والضعف في أساليب التعلم وتفاعل الطفل الاجتماعي والعاطفي.

لماذا يتم إجراء الاختبارات النفسية للأطفال؟

قد يلجأ بعض الاباء إلى إجراء الاختبارات النفسية للأطفال عنما يشعرون بالقلق على أطفالهم ويرغبون بالتأكد من الصحة النفسية لهم.

أسباب إجراء الاختبارات النفسية للأطفال:

  • تحديد وووصف الاضطرابات في بعض أوجه القلق.

  • المساعدة في تشخيص الاضطرابات، مثل: التوحد، واضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه.

  • مراقبة تطور المرض لدى الطفل.

  • مراقبة شفاء الطفل من مرض أو إصابة مرضية.

  • تطوير برامج علاجية بناءً على التقييم الحالي.

  • وصف تصرفات الطفل المعرفية والعاطفية والسلوكية والتي تؤثر على أداء الطفل في المدرسة والعمل والأماكن الاجتماعية.

  • معرفة ما إذا كان الطفل بحاجة للإشراف على حالته.

  • إرشاد والدي الطفل بشأن بعض القرارات مثل الالتحاق بالمدرسة.

كيف يتم إجراء الاختبارات النفسية للأطفال؟

إن الاختبارات النفسية للأطفال هي لقاء بين الطفل الذي يعاني من مشكلات معينة وخبير في التقييم وعلم النفس، و تتم بعدة خطوات وهي:

  • مقابلة مبدأية مع الوالدين والطفل لتحديد المشكلة

وهي من أهم أجزاء عملية الاختبار، وتتم للحصول على: معلومات حول الطفل، وتوضيح الأسئلة حول وضعه، وتحديد نقاط قوة الطفل واحتياجاته، وضع الهدف المتوقع من هذا الاختبار.

  • اختيار الاختبار المناسب من مجموعة الاختبارات

لا يوجد اختبار موحد لجميع الأطفال، فكل طفل يخضع لاختبار يناسب مشكلته وحالته والصعوبات التي يعاني منها، وإضافًة إلى ذلك قد يخضع الاختبار الأولي الذي تم اختياره للتغييرات أثناء عملية التقييم، ويحدث هذا غالبًا في حالتين:

  1. نتيجة الاختبار الأول كشفت جانبًا أو اضطرابًا غير متوقع يجب دراسته بشكل أوسع.

  2. نتيجة الاختبار الأول غير دقيقة إما لأن الطبيب النفسي قد ارتكب خطًأ أو لأن الطفل كان كتومًا ومتحفظًا لدرجة أن النتيجة لم تكن صحيحة، بالتالي سوف يتعين على الطبيب أن يقوم باستخدام اختبار اخر بديل.

  • إجراء الاختبار

حيث يخضع الطفل للاختبار الذي تم تحديده ويتم فيه مراقبة سلوك الطفل ومقارنة أداءه بالأطفال الاخرين من نفس العمر، ويؤدي الطفل عادًة العديد من المهام لقياس الذكاء والقدرة على الانتباه واللغة والذاكرة، ومهارة القراءة والرياضيات وغيرها.

ثم يتم دمج نتيجة الاختبار مع المعلومات الأخرى حول الطفل لتحديد الأسباب المحتملة للمشكلة، وقد تكشف أيضًا نتائج الاختبار عن اضطرابات واضحة أو غير مكتشفة في المهارات المتعلقة بالتعلم والسلوك، مثل: ضعف الذاكرة، والمشكلات الحركية.

  • التغذية الراجعة بعد انهاء الاختبار للطفل والوالدين

تعد التغذية الراجعة عنصرًا مهمًا في عملية الاختبار فهي تمكن الطفل ووالديه من فهم نتيجة الاختبار الذي تم إجراؤه والتفكير في المشكلات والاضطرابات الشخصية والبحث عن حل لها.

وحينما يتم كتابة التغذية الراجعة قبل إعداد التقرير النهائي حول الطفل، فإنها تمكن علماء النفس من تعديل تفسيرات الاختبار ولغة التواصل والتوصيات بشأنه، لكن للأسف يتم عادًة إهمال خطوة التغذية الراجعة لأنها تستغرق وقتًا طويلاً.

أنواع الاختبارات النفسية للأطفال
يتم اختيار الاختبارات النفسية للأطفال بناءً على سبب إجراء الاختبار وقرار المقيم الخاص بالتوع الملائم للطفل، وهذه قائمة ببعض أنواع الاختبارات المستخدمة:
  • الاختبار الذهني.
  • الأداء الدراسي.
  • اختبار معالجة المعلومات، الذي يقيس المعالجة السمعية والبصرية واللغوية.
  • الإدراك الحركي البصري.
  • اختبار النمو والتطور.
  • الاختبار النفسي العصبي وهو قياس الذاكرة والقدرة على الانتباه، والوظائف التنفيذية، والاستدلال المجرد.
  • الاختبار النفسي العاطفي.
  • مقاييس الاستبيانات والتصنيف.
  • اختبار السلوك التكيفي.
  • اختبار اضطراب طيف التوحد.اختبارات أخرى، مثل: مراجعة سجل الطفل المدرسي، والتقييمات السابقة له، والتقارير الطبية، وتقييم المدرسة له، والاتصال الهاتفي مع المعلمين وغيرهم.
    بي بيرفكت للطب النفسي
    أكاديمية كوريكتور                                 أخصائي نفسي
    الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟