التفرقة بين الأبناء

أشكال التمييز والتفرقة بين الأولاد

يأخذ التمييز والمفاضلة بين الأولاد أشكالًا متعددة مثل التمييز بين الذكر والأنثى، والتفرقة بين الأولاد أنفسهم -الأصغر أو الأكبر أو الأغنى أو الأكثر نجاحاً أو الأجمل- إلى آخره من هذه الأشكال من المفاضلة، والأصل في التربية أن تكون المعاملة بالمساواة في بعض الأمور والعدالة في أمور أخرى، وإن حقق الوالدان المساواة والعدالة لن يضيع حق أي من الأولاد.
وقد تبدأ المفاضلة والتمييز في أبسط الأمور إلى أهمها؛ من حصة الطعام والشراب إلى الحب والمداعبة إلى الدراسة والمعاونة في أمور الحياة الكبيرة.

وسأذكر بعض حالات التمييز التي تصلني على شكل مشاكل وأسئلة تحتاج لحلول وأجوبة مثل:
– أبي يميّز بيني وبين أخي الأكبر -أو الأصغر- في المال وكل ما يتبع من أمور مالية من ملابس وطلبات وحتى أدوات مدرسية، وفي بعض الأحيان الطعام. فالتمييز هنا يقوم على أساس مفاضلة مادية.

– أمي تميّز أختي الأكبر -أو الأصغر أو أخي- عني في الاهتمام والرعاية والعاطفة والحب، وتسأل أكثر وخاصة في حالات المرض، لا تهتم بي ولا تسأل عني، ولا تتقرب مني ولا أشعر بحبها مثل ما تحبهم، والتمييز هنا يقوم على أساس مفاضلة عاطفية وعلاقات.

– أمي توبخني وتضربني إن فعلت أقل خطأ وأخي يفعل ما يشاء ولا أحد يقول له شيء، وأنا الأكبر. وأختي الصغيرة مسموح لها ما لا يسمح لي من تصرفات. فالتمييز هنا يقوم على أساس مفاضلة تربوية.

– العائلة كلها تفضّل أختي وتمدحها لجمالها ولا أحد يهتم بي، العريس تركني وذهب للتقدم لأختي. أمي تهتم بأختي لأنها الجميلة، أو تميّز أخي عني لأنه أكثر اجتهادًا أو متفوّق. والتمييز هنا يقوم على أساس مفاضلة سمات شخصية وشكلية.

– أمي تميّز أخي لأنه الكبير، أو لأنه الأصغر والمدلل، وقد يأتي هذا السؤال من ذكر أو أنثى لأن أساس المفاضلة هنا يقوم على العمر.

– أما أخطر أشكال التمييز فهو أن يقوم على أساس مفاضلة بالجنس أو ما يعرف بالتمييز الجندري أو النوعي، فيكون الولد هو الأقرب والأفضل والأعلى مرتبة والرجل المسيطر والوارث وغيره من أمور.

نتائج وأهمية العدل بين الأولاد

– العدل بين الأولاد من أعظم أسباب الإعانة على البرِّ، وهذا ما أقول به دومًا؛ من أراد أن يبرّه أولاده عليه أن يعدل بينهم، على الأقل يبرأ هو من خطيتهم. فقد أجمع العلماء أن العقوق من أكبر نتائج التفرقة والتمييز والمفاضلة بين الأخوة بغير حق.

– العدل بين الأبناء يلغي معظم ظواهر انحرافات الأولاد السلوكيَّة والنفسية؛ لأن التفرقة تولِّد الحسَد والكراهية، وتسبِّب الخوف والانطواء والبكاء، وتورّث حبَّ الاعتداء، والمشاجرة والعصيان، وتؤدِّي إلى الشعور بالنقص لدى الأخ الواقع عليه التفريق، فالابتعاد عن التمييز يحمي أولادنا من كل هذه المشاكل.

– العدل بين الأبناء يلغي المقارنة بينهم من أي شكل كانت، وبالتالي يلغي الشعور بالغيرة والبغضاء بينهم، فيكبروا على المحبة وقبول الآخر، والتغاضي عن أية صفات نقص في أنسهم أو أخوتهم، وهذا ما نريده.

– العدل بين الأبناء يولّد الراحة في قلوب الوالدين، فيشعران براحة الضمير لأنهما قدما لكلٍّ من الأولاد حاجته من الأمور المادية والمعنوية والعاطفية كما قدماها لإخوته. ويشعر الوالدان أنهما أتمّا حق الله في العدل بين أولادهما وهذا يربي الولد الصالح الذي سيدعو لهما إن شاء الله.

– العدل يربي الأولاد على المسؤولية، وأن كل منهما مسؤول وله مهام يجب القيام بها مهما كان ترتيبه في الأسرة. فلا يستأثر أحدهم بأمر دون الآخر، ويكون لكل منهم حق التعبير والراحة، ويعرف أسس الثواب والعقاب فتكون أسرة متماسكة، يعرف كل فرد فيها دوره.

– العدل بين الولد والبنت وتجنب التمييز بين الذكر والأنثى يولّد شعور العدل عند البنت، فتأخذ حقها في التعليم، والثقة بالنفس، وممارسة الحياة بشكل طبيعي ضمن الضوابط الشرعية. وتكون محبة لإخوتها ووالديها ولزوجها وأولادها مستقبلًا.

أخصائي نفسي

الولاء مكي

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟