التعلم الحر

أصبح التعلّم الذاتي شكلاً من أشكال عمليّة التعلّم الحديثة. لا يعني ذلك أنّه حلّ محلّ التعلّم التقليدي بالطبع، إلاّ أنه مع ذلك عزّزها محرزاً بذلك نتائج رائعة بحقّ. فقد أثبت التعلّم الذاتي فعاليته كونه مريحاً وسريعاً لا سيّما مع ظهور شبكة الإنترنت. فقد أصبح بالإمكان تعلّم أي شيء من خلال بحث بسيط على جوجل، أو عن طريق مشاهدة فيديو على يوتيوب، أو ببساطة من خلال قراءة تعليمات الاستخدام. هكذا أصبح التعلّم الذاتي هو الشكل الحديث من عمليّة التعلّم الذي يسلّح الأفراد بمختلف المهارات المرتبطة بوظائفهم، تخصصاتهم أو حياتهم بشكل عام. إلاّ أنه مع ذلك قد يكون عملية صعبة أيضاً حتّى على أذكى الطلاّب، نظراً لما يحتاجه من انضباط والتزام.

  1. تطوير مهارات حلّ المشكلات

يساعدك التعلّم الذاتي على تحديد المشكلات والمبادرة في الحال بالبحث عن حلّ مناسب لها بمفردك. قد يكون ذلك من خلال سؤال زملائك أو عن طريق البحث على شبكة الإنترنت أو أيّ سبيل آخر. في كلّ الأحوال، فهذه العقبات والتحديات التي تواجهك خلال عملية التعلّم، لا تقضي على دافعك لإتمام ما عليك، وإنّما تمنحك فرصاً جديدة لتتعلّم شيئاً جديداً بما يتناسب مع سرعتك ووقتك. ليس هذا وحسب، فالتعلّم الذاتي يمكّنك أيضاً من اكتساب مهارات البحث النشِط عن الحلول بدلاً من انتظار قدومها إليك على طبق من ذهب. ومع الوقت ستصبح أكثر قدرة على التكيّف مع التغيّرات من حولك.

  1. عملية تخلو من الضغط والتوتر

يركّز التعلّم الذاتي على العمليّة التعلّمية أكثر من تركيزه على مخرجات التعلّم. فضلاً عن أنّ المتعلّم لا يواجه أي ضغوطات أثناء التعلّم، حيث يمكنه تعلّم ما يشاء في الوقت الذي يشاء وأن يستغرق الفترة الزمنية التي تناسبه في ذلك. فالهدف النهائي هو تحقيق نتائج مُرضية بغضّ النظر عن الفترة أو الأسلوب المستخدم في التعلم. ولهذا السبب بالذات، نجد أنّ المتعلمين ذاتياً أكثر قدرة على استيعاب المعلومات من الأشخاص الذين يتعلّمون بطريقة تقليدية. ذلك لأنهم يختارون ما يتعلّمون بأنفسهم ويحدّدون الفترة الزمنية تبعاً لجدولهم الزمني الخاص.

  1. اكتساب مهارات أخرى أثناء التعلّم

أثناء عملية التعلّم الذاتي، يستطيع المتعلّمون اكتساب مهارات أخرى ذات أهمية عظمى، مثل إدارة الوقت، أو تقييم الذات، أو مهارات وضع الأهداف. وهي مهارات يمكن تطبيقها في مختلف المجالات الحياتية الأخرى. ويعود السبب وراء تطوّر هذه المهارات لدى المتعلّمين ذاتياً أكثر من غيرهم لحاجتهم إلى اكتساب هذه المهارات أثناء عملية التعلّم بعكس ما يحدث في التعلّم التقليدي الذي قد لا يحتاج لمثل هذه المهارات.

  1. إضفاء معنى خاصّ لعملية التعلّم

ينبثق التعلّم الذاتي من الرغبة الشخصية لاكتساب معرفة جديدة. وتدفعه الحاجة إلى العثور على معلومات جديدة حول موضوع ما ومن ثمّ استخدام هذه المعلومات لتحقيق هدف محدّد. لذا فالمتعلّم ذاتياً يمتلك هدفاً واضحاً حول ما يتعلّمه، وغالباً ما يستفيد ممّا يتعلّمه في تحقيق هذا الهدف، ليس هذا وحسب، فهذه العملية تدفع المتعلّم إلى الغوص والتعمّق أكثر في البحث، ونتيجة لذلك تكتسب العملية التعلّمية معنىً خاصّاً، لم يعد التعلّم فقط لأجل التعلّم، وإنما عملية ممتعة ومسلية ذات معنى للمتعلم، تقوده للوصول إلى نتائج محمودة ومُرضية.

  1. تحفيز الفضول

يأتي جزء كبير من التعليم لإرضاء قدر معيّن من الفضول، فالتعلّم يحدث بشكل تلقائي عندما يكون هناك شعور بالفضول تجاه شيء ما. وهو أمر نادراً ما يحدث في عملية التعلّم التقليدية التي تعتمد على قوى خارجية (متمثّلة في المدرسيّن وأولياء الأمور) بدلاً من الاعتماد على فضول الطالب كقوّة دافعة له. أمّا في عملية التعلّم الذاتي، فالفضول هو المحرّك الأساسي للعملية، الأمر الذي يجعل منها تجربة مسلية وممتعة، بل مغامرة تمكّنك من توسيع آفاقك وقدراتك وتعلّم الكثير من الأشياء الجديدة بنجاح.

  1. المرونة في اختيار وسيلة التعلّم

دروس مصوّرة على يوتيوب، مؤتمرات عبر الإنترنت، كتبٌ أو محاضرات مباشرة… جميعها وسائل مختلفة للتعلّم، ويمكنك اختيار ما يناسبك منها. هذا ما تتيحه لك عملية التعلّم الذاتي، فالخيار متاح أمامك لاستخدام ما تشاء من وسائل تعلميّة مناسبة لك، بدلاً من أن تقتصر العملية على أسلوب واحد فقط متاح للجميع دون الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الشخصية بين المتعلّمين كما هو الحال في التعلّم التقليدي.

اخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟