التحرش بين الاطفال

تحرش الأطفال ببعضهم

هل يتحرش الأطفال ببعضهم؟!، 
إن قلق معظم الأهالي يكون من تحرش البالغين والكبار بالأطفال، فيما تشير الأرقام أن 40% من الأطفال الذين يتعرضون للتحرش هم ضحايا لأطفال أكبر منهم أو في نفس عمرهم لكنهم أكثر قوة أو سيطرة منهم، ما يعني أن فرصة تعرض الأطفال للتحرش أو الاعتداء الجنسي من أطفال آخرين  قريبة جداً من فرصة تعرضهم للتحرش من البالغين أو الكبار.

وأما عن تعريف التحرش الجنسي بين الأطفال COCSA فهو لا يختلف فعلياً عن مفهوم التحرش الجنسي عموماً إلا من حيث الأطراف، حيث يكون المتحرِّش والمتحرَّش به من الأطفال، وهذا ينطبق على كل سلوك جنسي بين الأطفال، وقد يتخذ التحرش الجنسي بين الأطفال صفة الاعتداء أو الاستدراج والخداع والإغواء.

يمكن القول إذاً أن تحرش الطفل بطفل آخر هو نشاط جنسي بينهما دون موافقة الضحية أو في غياب المساواة العقلية والجسدية ونتيجة إكراه جسدي أو عاطفي، والشائع أن يكون هناك فروق بين الطفل المتحرش والطفل الذي يتعرض للتحرش بالعمر أو الحجم أو القوة والقدرة، أو حتى الإدراك الجنسي والتأثير، كما تعتبر الشريحة بين 12 و14 سنة هي الأكثر انخراطاً في هذا السلوك نتيجة التغيرات الجنسية (عاطفية وجسدية ونفسية) التي ترافق الخروج من الطفولة إلى المراهقة.

التحرش بين الأطفال في المدارس

بالرجوع إلى الأماكن التي تشهد حالات تحرش بالأطفال على وجه العموم فإن مكان الإقامة يشهد أكثر من 81% من حالات التحرش بالأطفال من البالغين أو الأحداث، كما تعتبر ساعات ما بعد المدرسة هي ساعات الذروة لتحرش الأطفال ببعضهم، ما يعني أن التحرش بين الأطفال في المدارس قد يكون أقل انتشاراً منه في أماكن الإقامة أو ساحات اللعب بعد انتهاء اليوم الدراسي، وللأسف لا يوجد إحصائيات واضحة حول التحرش في المدارس العربية.
وبطبيعة الحال فإن كل مكان غير خاضع للرقابة والملاحظة في المدارس هو مكان خطير قد يتعرض فيه الأطفال للتحرش من أقرانهم الأقوى أو الأكبر سناً، مثل الصفوف الفارغة أو دورات المياه أو غيرها من الأماكن الخالية أو البعيدة عن عين الأساتذة والمشرفين.
ومن أشكال التحرش بين الأطفال في المدارس؛ الملاطفة غير المرغوب بها واللمس أو التقبيل، التنمر الجنسي، والإشارات والحركات الجنسية، وتبادل المقاطع الجنسية، وغيرها.

أسباب تحرش الأطفال ببعض

ما أسباب تحرش الأطفال ببعض؟ ولماذا يتحرش الطفل بطفلٍ آخر؟
هناك عشرات إن لم نقل مئات الدراسات التي تم إجراؤها على سلوك المتحرشين البالغين، مقابل القليل جداً من الدراسات العلمية المضبوطة حول تحرش الأطفال ببعضهم وأسباب تحرش الأطفال ببعض، حيث تحتاج هذه الظاهرة إلى المزيد من الدراسة خاصّة وأن التعامل مع الأطفال المتحرشين كمجرمين لن يكون ذا نفع على الأمد الطويل بل قد يكرس السلوك المشين لديهم.

علاج سلوك التحرش عند الأطفال
التعامل مع الطفل المتحرش من القضايا الشائكة، فمن جهة يشعر الأهل أن طفلهم يرتكب فعلاً يكاد يكون جريمة، ومن جهة أخرى يقلقون حيال الفضيحة ويخافون من انتشار هذه السمعة التي قد تؤذي مستقبل الطفل.
وهنا لا بد من التنبيه أن الطفل المتحرش ليس مجرماً بأي حال من الأحوال، لكن لا بد من التعامل معه بطريقة حكيمة لعلاج جذور المشكلة وحمايته من نفسه وحماية الأطفال الآخرين منه دون أن نتسبب له بأزمة نفسية لا تحمد عقباها.

وننصح الأهل الذين يكتشفون سلوك التحرش لدى الطفل بالتواصل مع متخصص بالعلاج والإرشاد النفسي للأطفال دون أي اجتهادات شخصية في غير محلها ودون الاستعانة بنصائح غير المختصين التي قد تجعل الأمر أكثر سوءاً.

النصائح للتعامل مع الطفل المتحرش:

  • منع الطفل من الاتصال بالإنترنت فمن الممكن جداً أن يكون سبب ذلك هو مشاهدته للمواقع الإباحية.

  • تحسيس الطفل بحجم الخطأ الذي تم ارتكابه وأن ابنة الأخت هي مثل أخته يجب أن يحافظ عليها.

  • مساعدة الطفل على تنمية بعض المواهب كممارسة الرياضة أو غير ذلك من الأمور التي تستهويه.

  • لا تجبري الطفل على الصلاة ولكن رغبيه بها لأن الإجبار لا يكون له نتائج إيجابية غير أنه يكره الطفل بالالتزام في الصلاة.

  • اشغلي أوقات فراغه قدر الإمكان فالفراغ هو الذي يؤدي إلى التفكير في تلك الأمور.

  • حسسي الطفل بالاحتواء والحب من أجل تحقيق التوازن النفسي الداخلي.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟