الأفلام الأباحية والمراهقات

كيف أتعامل مع ابنتي التي تشاهد أفلاماً إباحية؟

نتفهم تأثير الصدمة التي تعرضتِ لها عندما علمتِ أن ابنتك المراهقة تشاهد أفلاماً إباحية، وأين وصل بك التفكير حول الأخلاق والدين والشرف وغير ذلك. لكن هذه ليست مشكلتك وحدك؛ ففي دراسة استطلعت آراء الأطفال حول التعرض للمواد الإباحية قبل سن 13 عامًا كان نصف الأطفال الذكور وثلث الأطفال الإناث قد تعرضوا لمواد إباحية بطريقة ما.

هذه النصائح سوف تجيبك على السؤال “كيف أتعامل مع ابنتي التي تشاهد أفلاماً إباحية؟”

  • خذي بعض الوقت لاستيعاب الصدمة: فلا تكلميها في الموضوع فوراً إن كنتِ غاضبة، وانتظري لبعض الوقت لتستعيدي ثقتك بنفسك وتسترجعي قواكِ وتعودي لحالتك الطبيعية. لكن لا تنتظري لليوم التالي حتى لا يبرد الموضوع.

  • حاولي أن تحافظي على هدوئك قبل الحديث معها: وكلميها باحترام حتى لا تزيدي الطين بلة، وخاصة أن المراهقين قد يعاندون. كما سيساعدك ذلك على معرفة الحقيقة كاملة منها كأن تعرفي مع من تشاهد هذه الأفلام، ومنذ متى، وممن أين تعرفت عليها.

  • تأكدي من مدى تورطها في الأمر: قد تكون هذه المرة الأولى التي تشاهد فيها مقطعاً إباحياً، وقد تكون على أعتاب الإدمان على الإباحية، وربما يتعدى الأمر ذلك إلى الخوض في المحادثات الإباحية على هذه المواقع، ولكل حالة من هذه الحالات طريقة تعامل مختلفة، لذلك حاولي أن تعرفي في أي مرحلة هي وما الذي تفعله بالضبط.

  • اختاري الزمان والمكان المناسبين: فاختاري مكاناً هادئاً وتوقيتاً مناسباً للحديث عن الموضوع معها، وتأكدي أنكما لوحدكما، لكن احذري أن تبيني لها أنها في جلسة استجواب.

  • تحدثي مع ابنتك أنت أو أحد الأشخاص القريبين المؤتمنين: لكن لا تشعريها بأنك تكلمت في الموضوع مع أي أحد، فقط عليك أن تحيكي القصة بذكاء لتبدو وكأن هذا الشخص قد شاهدها هو أو عرف بنفسه بطريقة ما.

  • تحدثي عن تجاربك: فمن الجيد أن تقولي لها أنك عندما كنتِ في عمرها راودت الكثير من التحديات والأسئلة التي كنت تجهلين إجاباتها ولكنك استطعت مواجهتها ولم تستطع لا صديقاتك ولا المغريات من التأثير بك.

  • ساعديها بالتوعية عن الجنس: إذا كانت ابنتك تبحث في المواد الإباحية لمعرفة المزيد عن الجنس ، فيمكنك مساعدتها في العثور على مصادر معلومات أفضل، وإثراء معلوماتها وتعليمها عن الثقافة الجنسية بما يتناسب مع عمرها.

  • أخبريها عن موانع مشاهدة الأفلام الإباحية: إذا كانت تبحث في المواد الإباحية من أجل الإثارة الجنسية فيمكنك التحدث معها وإخبارها أنه من الطبيغي أن تهتم بالجنس وتسعى إلى الإثارة الجنسية، ولكن استخدام المواد الإباحية يمكن أن يعيق تكوين علاقات إيجابية والاستمتاع بها عندما يحين وقتها بعد الزواج الشرعي، وأن هذا الأمر غير مقبول لا مجتمعياً ولا دينياً ولا أخلاقياً.

  • عزّزي ثقافتها الجنسية: فمعرفة الأمور الجنسية هي حاجة عند الجميع وعند المراهقين خاصة، وأن تضمني أن تقولي لها أنت ما تريدين منها معرفته أفضل بكثير من أن تعرف هذه الأمور من الأفلام أو من الآخرين. فاشبعي حاجتها لمعرفة المزيد حسب عمرها وحسب ما تجدينه مناسباً.

  • سعديها لتعرف التزييف في الأفلام الفاضحة: أخبريها أن ما تشاهده في التمثيل عن العلاقات الجنسية ليس له علاقة بالواقع؛ فقد يكون صناع الفيلم قد تلاعبوا بالمشاهد والمظاهر لتبدو أكثر جاذبية.

  • استغلي مفاتيحها: فلكل شخص منا مفاتيح تسهل على الآخرين التعامل معه، ولا بد أنك تعرفين مفاتيحها جيداً؛ فإن كانت اجتماعية وتحب الناس والعلاقات فقولي لها أن هذا الأمر سيجعلها منبوذة اجتماعياً لأن أهل أصدقاءها سوف يمنعون أبناءهم من صحبتها.

  • أعطها الوقت الكافي: عودي لفتح الموضوع بعد أيام معها لتعطيها وقتاً لمعالجته في رأسها، لكن لا تبالغي في الحديث فيه.

  • راقبي مجتمعها: فراقبي أصدقاءها وبيئتهم وتصرفاتهم وتأثيرهم عليها وكذلك تأثيرها هي عليهم، وقد يكون مفيداً أيضاً أن تتعرفي على أهلهم وأن تتفقوا معاً على وسائل موحدة ومشتركة لتعديل سلوك بناتكم.

  • راقبي تصرفاتها وما تشاهده: لكن احرصي ألا تلاحظ هي ذلك، وحاولي أن تشاهدي معها بعض الأفلام وأن تشرحي لها بعض اللقطات وألا تسمحي لها بمشاهدة الالقطات الأخرى، كما يمكنك تشفير الأجهزة أو اختيار طريقة للتقليل من وصول هذا المحتوى إليها.

  • كوني صديقة لها: فشجعيها أن تعود إليكِ عندما تريد شيئاً، فكوني قريبة منها وسلسة وهادئة في التعامل.

  • استعيني بالمرشدة التربوية في المدرسة: فهي ستساعدك حتماً في إيجاد طرق للحل.

  • ضعي لها الحدود: فصحيح أن الهدوء مطلوب، لكن عليها أن تعرف أن هناك عقوبات في انتظارها إن لم يتعدل سلوكها.

  • أبقها مشغولة طوال الوقت: فوقت الفراغ هو الذي يزيد السلوكيات السلبية، فما عليك إلا أن تشغليها بالدراسة وممارسة الهوايات، والتمرينات الرياضية والاسترخاء التي تساعدها على الراحة من الحرب الداخلية المشتعلة داخلها بسبب الأفلام الإباحية.

لماذا يقبل المراهقون على مشاهدة الأفلام الإباحية؟

يتعرض الأطفال والمراهقون لمواد إباحية قبل بلوغهم سن العاشرة، وذلك إما عن طريق الأهل، أو قد يكونوا قد فعلوا ذلك بمحض إرادتهم أو بتأثير من أصدقاء السوء، أو حتى بمحض الصدفة.

فإن استخدم الأهل جهاز اللابتوب أو الهاتف الذكي لمتابعة مادة إباحية فمن السهل على الطفل أو المراهق الذي استخدم الجهاز نفسه الوصول إلى هذا المحتوى، كما قد يصله بعض المواد الإباحية على بريده الإلكتروني أو من خلال متابعته لليوتيوب أو لعبه بألعاب الفيديو أو حتى من خلال شاشة التلفاز.

فما أسباب إقبال المراهقون على مشاهدة الأفلام الإباحية:

  • بعد الأهل عنهم وإهمالهم: فعندما يكون الأهل بعيدين عن أبنائهم، ولا يجلسوا معهم لتبادل أطراف الحديث في شتى المواضيع، فهذا سوف يبعدهم عنهم ويجعلهم يلجؤون للأغراب وللأفلام ولوسائل التواصل الاجتماعي.

  • عندما يتجنب الأهل تثقيفهم جنسياً: فأحياناً يتهرب الأهل من الحديث بالأمور الجنسية بحجة أن هذه الأحاديث عيب أو حرام أو أن الوقت بنظرهم لم يحن بعد للتحدث فيها، فهذا يجعل الأطفال والمراهقين يجدون وسائل أخرى تشبع حاجاتهم وتجيب عن أسئلتهم الجنسية هذه، وقد يتعرضوا لممارسات جنسية خاطئة وهم لا يعلمون أو رغبة منهم في التجربة…

  • الاستجابة للغرائز الجنسية: لأن هذه الأفلام والمحتوى الإباحي يفتح مجالاً للمراهقين بالتخيلات الجنسية ويشجعهم على ممارسة العادة السرية.

  • الأدمان على المحتوى الجنسي: تؤدي الأفلام الإباحية والمحتوى الإباحي لإدمان المراهق عليها، وطلب المزيد والمزيد منها في كل مرة.

  • ضغط الأقران: قد يشاهدوها مع أصدقائهم وأقرانهم رغبة منهم في تقوية علاقة الصداقة بينهم، أو لأن هناك أصدقاء قادة يجعلون الآخرين يخضعون لهم ليقبلوا بصداقتهم ورفقتهم.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟