الأفكار الألية المتجددة

ما هو مفهوم توليد الأفكار.
شخصياً لم أكن مقتنعاً أن هناك حاجة ليتعلم المرء طريقة أو أسلوباً لتوليد الأفكار، فالفكرة تأتي لوحدها دون جهد إرادي، والحلول تخرج فجأة من الذهن، لكن عندما اقتربت أكثر من مفهوم توليد الأفكار وأدوات خلق الحلول فهمت أن العمليتين -أي التفكير الاعتيادي وتوليد الأفكار- تكملان بعضهما، وأنَّ فاعلية الفكرة وفرادتها تحتاج حقاً إلى إدراك بعض المفاهيم وتعلم بعض المهارات.

 

أساليب ومهارات توليد الأفكار

هدفنا من الفقرات السابقة كان إقناعك بضرورة الانتفاع من مفهوم توليد الأفكار من خلال توضيحه أكثر، ونتمنى أن نكون قد نجحنا بذلك، والآن إليك أهم أساليب توليد الأفكار وخلق الحلول، وهذه الأساليب تعمل بالتضافر بغض النظر عن الترتيب.

  1. صياغة الأسئلة

    ذكرنا أن التفكير هو البحث عن الإجابة، لكن الحياة لا تمنحنا الأسئلة دائماً كما يحدث في الامتحانات التقليدية، لذلك لا بد أن تقوم أنت بطرح الأسئلة وصياغتها تمهيداً للوصول إلى الإجابة.

    لنفترض مثلاً أن مديرك في العمل طلب منك إعداد حملة ترويجية لمنتج جديد، الخطوة الأولى التي لا بد من القيام بها هي صياغة مجموعة من الأسئلة، من هم المستهدفون؟ لماذا سيشتري أحدهم هذا المنتج دون غيره؟ أين هم المستهدفون؟ كيف يعلن المنافسون عن منتجات مماثلة؟…

  2. شجرة المشكلة

    عندما تواجه أي مشكلة تخيلها على شكل شجرة، لها جذور وساق وفروع، هذه الطريقة من أهم طرق توليد الأفكار وخلق الحلول، إذا كنت مثلاً تفكر بطريقة تسديد الديون، لا بد أن تعود إلى جذر المشكلة “لماذا أنا غارق في الديون؟”، ثم تضع وصفاً للمشكلة دقيقاً “ديوني ازدادت 20% خلال شهرين مع انخفاض دخلي”، ثم ابحث عن تشعبات المشكلة التي تعني الفروع “توتر العلاقة بينك وبين الدائن، ضغط نفسي، شجار مع زوجتك….”.

    بعد أن ترسم شجرة المشكلة ذهنياً أو على الورق ستتمكن من تحديد الأسلوب الأمثل للبدء بالحل، هل الأجدى أن تعالج الفروع أو الجذور؟ هل يجب أن تعيد التفكير بالإنفاق أو بالدخل أم بكليهما؟.

  3. التذكر والاستعادة لحل المشكلات

    تذكر دائماً أن الحلول موجودة، لكنها تتطلب منك البحث عنها، وأفضل وأقرب مكان هو الذاكرة، إذا كنت قد شاهدت فيلم المليونير المتشرد ستعرف ما هي قيمة استعادة التجارب السابقة والذكريات في توليد الأفكار والحلول.

    فبطل الفيلم لم يتلقَّ أي تعليم ومع ذلك تخطى جميع الأسئلة بنجاح بالاعتماد على تجاربه الشخصية وذكرياته الغنية، ابحث داخلك عن الحل أولاً، واسترجع خبراتك السابقة حتى وإن لم تكن شديدة الصلة بالموضوع.

  4. إعادة التشغيل

    إعادة التشغيل من الطرق الشائعة في التعامل مع الهواتف الذكية والحواسيب أو حتى الآلات عندما تتوقف عن العمل لسبب مجهول، وعلى صعيد توليد الأفكار الإبداعية تعتبر إعادة التشغيل طريقة ناجحة، حيث تقوم بالعودة إلى نقطة البدء وإعادة تشغيل الموضوع منذ البداية لتعطي نفسك فرصة تصحيح المسار أو لمراقبة تطور الموضوع من نقطة البداية.

  5. تغيير المعطيات 

    تغيير المعطيات أو إعادة خلط الأوراق بإدخال عناصر جديدة أو الاستغناء عن أخرى من الطرق الفعالة في توليد الأفكار والحلول، سنروي لك قصة مثيرة عن اكتشاف علاج مرض الاسقربوط!، الذي قام فقط على تغيير المعطيات.

    في عرض المحيط الأطلسي في القرن الثامن عشر كانت السفن تعود من البحر محملة بالموتى، داء غريب ومرض غير معروف يودي بحياة البحارة، قرر عندها الدكتور جيمس ليند أن يستكشف هذا المرض، فقام باحتجاز 12 بحاراً مصاباً وقسَّمهم إلى مجموعات كل واحدة فيها اثنين، تأكد ليند أن البحارة يتبعون نفس نظام الغذاء ويعانون من أعراض متطابقة، ثم بدأ بتغيير المعطيات من خلال إدخال عناصر جديدة إلى أجسادهم دون أن يكون على يقين أن أياً من المواد التي استخدمها لها فاعلية أكثر من غيرها، وبالمراقبة وجد أن المرضى الذين حصلوا على عصير البرتقال والليمون تحسنوا بشكل سريع وملفت، فيما بقي المرضى الذين حصلوا على الخل أو التفاح أو شربوا ماء البحر على وضعهم. ومن هذه القصة أيضاً يمكن أن تلمس أهمية تجريب الأفكار وقياس النتائج.

  6. البحث أكثر لتوليد أفكار مبدعة

    عندما تتعامل مع أمور لا تعرف عنها الكثير لا تتوقع أن تجد حلاً جيداً أو فكرة خلاقة، لا بد أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، لذلك يجب أن تبحث عن موضوعك أكثر وتحاول أن تستفيد من تجارب الآخرين لتجد حلاً مثالياً وذكياً.

أخصائي نفسي 

الولاء  مكي 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟