الأعتذار عند الأطفال

أسباب الشعور بالذنب عند الأطفال، آثار مشاعر الذنب والأسف على شخصية الطفل، وطرق وأساليب الأسف والاعتذار عند الطفل، الاعتذار والعملية التربوية، ودرجات وسلبيات مشاعر الذنب عند الطفل .

أساليب الاعتذار عند الطفل :

على غرار الكبار فللأطفال غايات يرجون تحقيقها من خلال قيامهم بسلوك الاعتذار، وهذه الغايات تعد مختلفة بالرجوع إلى نوع الخطأ الذي اقترفوه، ولهذا السبب تختلف طرقهم في هذا الاعتذار وتتنوع في أشكالها وأساليبها، فالأطفال لا يعتذرون عن كل الأخطاء بنفس الطريقة.

ومن أشكال أو أساليب الأعتذار الشائعة:

– تقديم الأعذار والمبررات: وفي هذه الحالة يكون الطفل غير مقتنع تماماً بخطئه وبأن تصرفه غير مقبول، أو ربما يكون الطفل صاحب شخصية معينة لا تعترف بالخطأ بسهولة، فيلجأ إلى تقديم الحجج والأعذار التي تبرر سلوكه واقناع الآخرين أنه الأمر كان خارج عن إرادته.

– الاعتراف بالخطأ وطلب الصفح: أما في هذا النوع فيكون الطفل مقتنع تماماً بأنه مخطئ وهو يقوم بمحاولة لاسترضاء الآخرين سواء ممن وقع عليه خطؤه أو من القائمين على تربيتهم، فيلجأ للاعتذار وأنه لن يكرر هذه الفعلة ثانية ونجده يقطع الوعود بهذا، ويكرر عبارات الأسف، والتماس العفو.

– البحث عن حلول والتقليل من حجم المشكلة: وهي محاولة من الطفل ليبدو كشخص ايجابي يحاول تصحيح مسار خطأه والتقليل من النتائج الضارة لأفعاله، كأن يحاول إصلاح الفوضى التي تسبب فيها في المنزل أثناء لعبه، أو إعطاء لعبته لشقيقه الأصغر الذي تسبب في تخريب ألعابه.

– التعويض عن الخطأ: ففي بعض الحالات يحاول الطفل صرف نظر الآخرين عن نتائج أخطائه بهدف التقليل من العقوبة التي سوف تقع عليه أو تحاشي التوبيخ، فمثلاً تجد الطفل يحاول ترتيب المنزل لوالدته ومساعدتها في أعمالها عندما يكون قد حصل على نتائج ومعدلات ضعيفة في امتحاناته واختباراته المدرسية.

علاقة مشاعر الأسف بالتربية

لتحقيق الأهداف التربوية الأفضل بالشكل الأكثر نجاحاً، نحن بحاجة لاستغلال كل ما يتعلق بحياة الطفل من أفكار وطبيعية نفسية، والأهم من ذلك المشاعر، فالشعور بالأسف وسلوك الاعتذار عند الأطفال يمكن تحويله لتقنية تربوية يمكن أن نعلم من خلالها الطفل ما لا ينساه، وذلك عبر بعض الخطوات ومنها:

– تحفيز الطفل على التعهد بعدم التكرار: فبدلاً من تأنيب الطفل وتوبيخه على ذنب قد اقترفه دون النظر في أسبابه وظروفه، بطريقة قد لا تضمن بالضرورة عدم تكراره لهذا السلوك خاصة إن كان قد فعله دون قصد، وهنا من الأجدى أن نشعر الطفل بالمسؤولية عن خطأه والعفو عنه إذا ما تعهد بعدم تكرار هذا الخطأ، وبهذا الأسلوب يرى الطفل أن من حوله يثقون به وينتظرون منه استجابات أفضل وهذا سيحفزه على أن يكن مستحق لهذه الثقة.

– تعليم الطفل أن عليه إيجاد الحلول لمشاكله: لا يكفي أن يعتذر الطفل كلما أخطئ وينتهي الأمر عند حدود اعتذاره، فالهدف من الأسف هو تصيح الأخطاء، ولهذا فمن الأفضل أن يتعلم الطفل كيف يجد الحلول للأخطاء التي ارتكبها ويفعل كل ما بوسعه قبل أن يلجأ للاستسلام للاعتذار واستجداء العفو، وبهذا نشجع الطفل على عدم الاستسلام للأمر الواقع.

– تعليم الطفل الشعور بقيمة الأخطاء: فعندما يعتذر الطفل ويشعر بذنبه يكون مستعد نفسياً أكثر لفهم لما يعتبر هذا التصرف أو ذلك خطأ، وهنا يصبح التوجيه أكثر نفعاً وشرح النتائج المترتبة جراء فعلته أو سلوكه.

تعليم الطفل فكرة الاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبه هو ضرورة تربوية وأخلاقية لا بد منها، تمارس دوراً في تحقيق شخصية جيدة مقبولة من قبل المجتمع متصالحة مع ذاتها، بالإضافة لأن الطفل من خلالها يتعلم تقدير عواقب الأمور ونتائجها فيصبح أكثر حذراً في تصرفاته وأفعاله، ولكن عندما تزيد مشاعر الأسف والذنب عن حدها تتحول لمشكلة نفسية تعيق اتزانه النفسي والعاطفي وبالتالي توافقه مع محيطه الاجتماعي، ولذا يجب تحقيق التوازن لدى الطفل، بين حجم أخطائه وبين درجة شعوره بالذنب والأسف، فلا يتصرف بلامبالاة مع أخطائه من جهة ولا يبالغ في مشاعر الذنب تجاه أفعال ربما لا يكون المسبب الرئيسي لها.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟