اثر ضرب الاطفال الرضع

يلجأ كثير من الآباء والأمهات إلى ضرب الطفل كوسيلة أخيرة لتعديل السلوك وتنفيس الغضب، وربما يؤدي الضرب إلى نتائج إيجابية على المدى القصير فيعدل الطفل عن سلوكه السيئ، لكنه يترك على المدى الطويل آثاراً سلبية على صحة الطفل الجسدية والنفسية والإدراكية وقدراته على التعلم.

تأثير الضرب على الطفل الرضيع
ضرب الطفل الرضيع على الوجه أو ضرب الطفل الرضيع على رأسه هو أمر غاية في الخطورة على صحة الطفل الرضيع النفسية والجسدية؛ فهو يفقده الإحساس بالأمان ويجعله يشعر بالعجز تجاه حماية نفسه.
ووفقاً للباحثين في جامعة ميسوري فإنه من المحتمل أن يكون للضرب أثناء الرضاعة تأثير سلبي على مزاج الطفل وسلوكه، حيث أكدت الدراسة أنه كلما زاد تعرض الأطفال للضرب زادت فرصهم في تحدي آبائهم، وقد وجدوا أيضاً أن الضرب يؤثر على الصحة العقلية للطفل ويسبب صعوبات في الإدراك.

آثار الضرب على شخصية الطفل ونفسيته ومخاطر الضرب على صحة الطفل
– يؤثر ضرب الطفل بشكل سلبي على سلامته العاطفية والجسدية ويؤدي إلى مجموعة من الصعوبات في بيئته الاجتماعية.

– يؤدي الضرب إلى مستويات أعلى من القلق عند الأطفال.

– تظهر الأبحاث أن العقوبات الجسدية قد يكون لها تأثيرات طويلة المدى على الأطفال.

– قد يسبب ضرب الطفل مشكلة التبول اللاإرادي وذلك نظراً لشعور الطفل بالخوف والقلق بالإضافة إلى انعدام الثقة بالنفس وعدم القدرة على التحكم بالذات، وهو ما ينجم عنه حدوث التبول اللاإرادي لاسيما وقت النوم.

– قد يمتنع الطفل عن الطعام نتيجة لتعرضه للضرب. فالعنف يسبب فقدان الشهية عند الأطفال.

– قد يصاب الطفل بالأرق واضطرابات النوم والكوابيس والفزع الليلي نتيجة لخوفه المستمر من الأم والأب.

– قد يتسبب ضرب الطفل في حدوث التلعثم وتأخر الكلام بسبب الخوف.

– كلما زاد عدد الضربات التي يتلقاها الطفل كلما زاد سوء تصرفه؛ فالضرب يجعل سلوك الطفل أسوأ وليس أفضل بحيث يؤدي الضرب لما يعرف بدورة سوء السلوك، كما يلي:  سلوك سيئ من قبل الطفل، يعاقب عليه بالضرب، فينخفض مستوى احترام الذات لديه، فينتج الغضب، وهكذا في دائرة مغلقة.

– الطفل أثناء وبعد الضرب يكون منشغلاً فقط بالظلم الظاهر للعقاب البدني لدرجة أنه ينسى السبب الذي ضرب لأجله، وفي كثير من الأحيان يتصاعد الشعور بالظلم للشعور بالإهانة، فالأطفال غالباً ما ينظرون للعقوبة بأنها غير عادلة وهم أكثر عرضة للتمرد ضد العقاب البدني من التقنيات التأديبية الأخرى، لا يفكر الأطفال بعقلانية مثل البالغين، فلديهم إحساس بالظلم والعدل ولكن معاييرهم تختلف عن البالغين. في كثير من الأحيان يتصاعد الشعور بالظلم عند الطفل إلى الشعور بالإهانة والذل.

– عندما يتعرض الأطفال للضرب فإنهم ينتهجون أحد السبيلين: إما التمرد أو الانسحاب. عندما يتعرض الطفل للضرب فإنه يشعر بأن العالم غير عادل وبالتالي يبدأ بالانسحاب وفقدان الثقة بنفسه وبالآخرين.

– في دراسة استطلاعية امتدت لتسعة عشر عاماً، وجد الباحثون أن الأطفال الذين تربوا في منازل يتبع الآباء فيها العقاب البدني أصبحوا أكثر أنانية وعداءً للمجتمع عندما كبروا، وأن العنف الجسدي أصبح المعيار بالنسبة لهؤلاء الأطفال عندما أصبحوا مراهقين وبالغين. كما أظهر طلاب الكلية المزيد من الاضطرابات النفسية في حال نشأتهم في منزل فيه القليل من الثناء والكثير من التوبيخ والعقاب البدني والإساءة اللفظية.

– الضرب يجلب الذكريات السيئة: أظهرت دراسة استقصائية شملت 679 مفردة من طلاب الجامعات أن أولئك الذين تعرضوا للضرب في طفولتهم قبلوا الضرب كوسيلة للانضباط، وأبدوا تذكراً لمواقف ضربهم من قبل الآباء.

– أظهرت الدراسات أنه كلما زاد العقاب البدني الواقع على الطفل زاد سلوكه العدواني تجاه أفراد أسرته والآخرين وأقرانهم.

– الأزواج الذين نشأوا في منازل عنيفة بشدة تزيد احتمالية ضربهم لزوجاتهم بمقدار ست مرات أكثر من الرجال الذين تربوا في منازل خالية من العنف.

التعامل والتربية السليمة للطفل بعيداً عن العصبية، عليك الاعتماد على ما يلي من نصائح:
– غمر الطفل بالحب والحنان، وعندما يخطئ عليك أن تستخدمي أسلوب العقاب بدلاً من الضرب كمنعه من مشاهدة التلفاز أو عدم الحصول على شيء يرغب فيه.

– عدم التعامل مع عصبية الطفل حالياً، فالآن قد ظهرت بوادر العصبية عليه كنواتج لطريقة تعاملك معه، وإظهارها لا يستوجب التعامل بعصبية بل يجب أن تكوني حكيمة في التعامل معها عن طريق التحدث والتشجيع على التقيد بالسلوكيات الإيجابية.

– تغيير طريقة التعامل مع الطفل جذرياً حتى يدرك الطفل ذلك ويحس بالأمان والاستقرار النفسي الداخلي لأن العصبية الخاصة بك ولدت لديه مشاعر سلبية ظهرت من خلال تصرفاته. 

اخصائي نفسي 

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟