أكتشف هدفك

الهدف وتقدير الذات

قيمتك الذاتية ليست مستندة على ما تحققه من نتائج
مهما كانت النتائج التي تحققها؛ فهي لن تحدد أو تؤثر على قيمتك كشخص، لأنك لا تتبع منهج “الغاية تبرر الوسيلة” أو تحدث تغيير جذري في سلوكك وحياتك لتحقيق هدف ما، كما لا تسعى لشهادة إثبات جدارة من الآخرين لأنك تعرف نفسك، ولأن قيمتك الذاتية تتأثر بما يلي:
– قيمة آراء الآخرين بالنسبة لك: عندما تبحث عن آراء جديرة تقيّم ما أنت عليه بشكل فعلي، وهذا لا يُعتبر انتقاصاً من قيمتك بالتأكيد، لأنك في النهاية إنسان ولا أحد مثالي ويتمتع بالكمال.
– أهمية آراء الآخرين: تنبع من مخاوفك الداخلية، لذا عليك معرفتها وملامستها والكشف عن أسبابها، بذلك لا يمكن أن تحصل على خيبة أمل، لأنك تعلّم أن آراء الآخرين السلبية لن تغير من تقديرك لذاتك.
– محبة الذات: ليس من الأنانية ألا تنتظر آراء الآخرين بما تقوم به أو بشخصك صفاتك وسلوكياتك، لكن عليك أن تعتاد على معاملة نفسك بلطف، وإيجاد وسائل الراحة التي تقربك منك! هذا لا يعني أن تعتزل المجتمع، إذا يبقى هناك أشخاص مهمون ويهتمون فعلاً بما أنت عليه، كذلك بما تحققه.
– أنت تستحق: قد لا تشعر بأهمية وقيمة نفسك الآن، لكن هذا لا يعني استمرار هذه الحال للأبد، لذا عزز تقديرك لقيمتك الذاتية.

 

خطوات إعادة اكتشاف الهدف…

 كل منّا معرض للضياع في طريقه لتحقيق أهدافه الكبرى، مهما كانت.. من الهدف لخسارة الوزن الزائد والتمتع بصحة وعافية، حتى الأهداف الأكبر كأن تحصل على زيادة في دخلك السنوي أو تشتري منزل أحلامك، مهما كان الهدف يمكنك إعادة اكتشافه والعودة إلى الطريق الصحيح لتحقيقه في النهاية، ويمكن اختصار الخطوات في عملية إعادة اكتشاف الهدف إلى ما يلي:

– الاعتراف: هذه الخطوة البسيطة، إنها السهل الممتنع! بمعنى أنك تعرف ما إذا كنت قد كسرت سلسلة جهودك ومساعيك لتحقيق الأهداف اليومية (الصغيرة لجزء من الهدف الكبير)، وبالطبع لم تكن تنتظر مقالنا هذا أو أي شخص آخر ليخبرك أو يحذرك: “أنت تخسر هدفك”.. أنت تعلم ذبك، لكن عليك أن تنظر غلى نفسك وتعترف بذلك، حيث يمكنك قول: “لقد فاتني يوم أو أسبوع أو شهر أو ربما سنة”، ومن هنا يمكنك البدء، وأنت هنا الآن لا تفكر بالوقت الضائع، اعترف واعتبرها نقطة انطلاقك الجديدة.

– التحليل: لأنك بحاجة لمعرفة ما يعنيه أن تكون هنا والآن؛ اسأل نفسك: “كم من الوقت استمر توقفي عن العمل على هدفي؟ كم أنا بعيد ومتخلف عن تحقيق هدفي؟ وهل أنا بحاجة لتجاوز فترة تأخري والعمل على خطوات متقدمة، أم لا بد من العودة إلى النقطة التي توقفت عندها؟”…. حيث لا بد من قضاء بعض الوقت مع نفسك لمحاولة معرفة السبب، الذي جعلك تتخطى هدفك؛ هل كان ذلك بسبب الوقت؟ أم كانت رغبة منك؟ وهل تحتاج إلى إعادة التفكير في هدفك بحد ذاته، أو الجدول الزمني لتحقيقه؟ وهل تحتاج إلى طريقة مختلفة للعمل عليه؟ ربما تكتشف أن هذا الهدف لم يعد يناسبك فعلاً، وربما حان الوقت للتغيير، فقد لا تكون رغبتك بتحقيق هدف ما؛ سبباً كافياً لمتابعة العمل عليه.. وهو لا يناسبك!

– أخذ الدواء! إن الأمر كما أخذ جرعة الدواء التي يصفها الطبيب! فقد تنسى أخذها عند موعدها؛ لذا.. تخطى ذلك وابدأ من جديد، وهذه هي الخطوة الأخيرة في عملية استعادة الهدف، بعد أن تقوم بالتفكير جيداً وتحليل الأسباب التي ستدفعك لمتابعة العمل على تحقيقه، مثلاً لديك هدف لخسارة الوزن الزائد، وقد تخطيت تدريب هذا الصباح في النادي، إذا اذهب في الصباح التالي وابدأ من جديد، لا تسوّف ولا تؤجل ما عليك القيام به لتحقيق هدفك الأكبر، وتشبث بكل ما هو موجود لديك وتقدر على التحكم به، إنه وقتك إلا إذا كانت الظروف فوق طاقتك، عندها يمكنك التفكير باستراتيجيات أخرى .

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟