أضطراب تشوة الجسم (2)

أكره شكلي وأشعر أنني قبيح؛ تعريف اضطراب تشوُّه الجسم، أعراض وأسباب اضطراب تشوُّه الجسد، وتأثير توهُّم التشوُّه على الحياة، وعلاج كره الشكل واضطراب تشوُّه الجسم والتخلص من التشوُّه الوهمي للجسد .

الحالات الشائعة في كره الشكل

أي جزء من الجسم قد يكون موضوعاً لهوس التشوُّه الوهمي أو توهم التشوُّه الجسدي، لكن على الرغم من ذلك يمكن تحديد أكثر أجزاء الجسد التي تكون موضوعاً لاضطراب تشوُّه صورة الجسم شيوعاً :
– تشوُّه الجلد والبشرة الوهمي “أكره شكل جلدي وملمسه”: ويشمل ذلك العيوب أو العلامات المميزة الحقيقية مثل الشمات والنمش ووحمات الولادة والتجاعيد والندوب وحب الشباب، إضافة إلى العيوب المتخيَّلة مثل درجة اللون أو شكل المسام أو النعومة، في حين لا تشكل جميع هذه الحالات تشوُّهاً بالمعايير الطبيعية.

– تشوُّه الوجه الوهمي “أكره وجهي من الجنب”: وعادةً ما يتعلق التشوُّه الوهمي للوجه بشكل الأنف، لكنه قد يطال أيضاً جميع أجزاء الوجه من الخدود والعيون والذقن وحتى الأذنين، وهوس المصاب بفحص التناظر بين نصفي الوجه والبحث عن عيوب.

– تشوُّه شكل الشعر الوهمي “شعري الخشن يجعلني بشعة”: ويتعلق التشوُّه الوهمي للصورة الخارجية هنا بشكل الشعر أو لونه، نمو الشعر أو عدم نموه، وطبيعة الشعر وملمسه، شواء شعر الرأس أو اللحية أو الجسد.

– التشوُّه الوهمي للأعضاء التناسلية: من الشائع أيضاً توهُّم العيوب في الأعضاء التناسلية خاصّةً عند الرجال، وذلك يتعلق بطول وشكل القضيب وحجم الخصيتين، وحتى مدّة الانتصاب قبل القذف، وعند النساء أيضاً يتعلق تشوُّه الصورة الجنسية الوهمية بشكل المهبل وشكل الثديين وشكل الأرداف والمؤخرة.

– الصورة العامة للجسد “أكره شكل جسدي وأشعر أنه قبيح وغير متناسق”: حيث يبحث المريض عن النِّسب الذهبية بين نصفي الجسد العلوي والسفلي، وعن التناظر بين النصف الأيمن والنصف الأيسر، طول القامة وعرض الجسد، الوزن والتضاريس البارزة .

تأثير اضطراب تشوُّه الجسم الوهمي

يختلف تأثير اضطراب تشوُّه صورة الجسد من شخص إلى آخر باختلاف حدة الاضطراب وحدة أعراضه، وتنوّع الرعاية التي يتلقاها المصاب في مراحل تطور الاضطراب المختلفة، ويمكن تمييز أبرز تأثيرات اضطراب تشوُّه الجسم على أداء المصاب وحياته كالتالي:

1- الاكتئاب بسب التشوُّه الوهمي للجسم: الحالات التي لا يتزامن فيها اضطراب تشوُّه الجسد مع الاكتئاب هي حالات نادرة، ولذلك سنجد أن أدوية علاج الاكتئاب من الطرق الرئيسية لعلاج اضطراب تشوُّه الجسد.

2- ارتفاع معدلات الانتحار بين المصابين باضطراب تشوُّه الجسم: ترتفع الميول الانتحارية لدى الأشخاص الذين يعانون من هوس تشوُّه الجسد إلى 25%، ما يجعلها فئة خطيرة تحتاج إلى المتابعة الدائمة والدورية.

3- تراجع الأداء المهني والدراسي: يسجل المعالجون حالات كثيرة من التغيب عن المدرسة أو التغيب عن العمل أو تجنب اجتماعات العمل المهمة لدى المصابين باضطراب تشوُّه الجسم، كما يعاني المصاب بهوس عيوب الجسد من قدرة أقل على التركيز في أداء المهام الوظيفية والدراسية.

4- العائلة والعلاقات الاجتماعية: على وجه العموم يشعر المصاب باضطراب تشوُّه صورة الجسم أنه موضوع للتهكم وأن العيوب التي يكرهها في شكله هي أول ما يراه الآخرون، ما يجعله أقل رغبةً في التفاعل والتواصل مع الآخرين وأكثر ميلاً إلى العزلة، من جهة أخرى تعتبر تجربة وجود فرد من العائلة مع هوس دائم وحاد بعيوب الجسم تجرية مريرة، خاصةً مع شعوره بالاشمئزاز من شكله، وعدم تقبله للمساعدة.

5- الخضوع للجراحة التجميلية غير الضرورية: يميل معظم المصابين باضطراب تشوُّه صورة الجسم إلى إجراء عمليات جراحية تجميلية على الأجزاء التي يعتقدون أنها بشعة أو مشوهة، والثابت لدى المعالجين لهذه الحالات أن عمليات التجميل لن تكون مفيدة، وأن إجراء عملية التجميل سيتبعه عدم رضى وحالة أكثر حدة من القلق والهوس بالعيوب، وقد يفضي إلى إجراء عمليات أخرى تصحيحية هي أيضاً غير مفيدة، حيث لا يمكن علاج مشكلة نفسية من هذا النوع بعمل جراحي تجميلي!.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟