أضطراب الأكتناز

الاكتناز القهري

هو اضطراب يصيب الذكور والإناث على حد سواء، يجعلهم يقومون بتخزين المقتنيات بشكل قهري خارج عن السيطرة، ويرفضون الاستغناء عنها بغض النظر عن قيمتها المادية، وذلك لأنهم مرتبطين بها عاطفياً أو لأنهم يعتقدون أنها قد تنفعهم في يوم من الأيام مستقبلاً.
فتراهم يملؤون المكان بالفوضى وبالأغراض التي لا حاجة لها لإرضاء أنفسهم، وعادة يبدأ اضطراب الاكتناز القهري أو اضطراب التخزين مع الشخص في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتزداد حدته كلما تقدم المصاب بالعمر، ليصعب التخلص منه كلما كبر سنه ويصبح سلوكاً متأصلاً يزعج من حوله ويأثر عليه هو شخصياً.
فقد يكون هناك شخص في الأسرة يأبى أن يرمي أي شيء في القمامة؛ فتراه يحتفظ بالبطاريات القديمة والعلب الفارغة والأثاث المستعمل والملابس وغير ذلك، ويكدسهم في المنزل ليملؤه بالفوضى، ويغضب غضباً شديداً إن حاول أحدهم التخلص من هذه الأغراض، فيشعرك وكأنها مقتنيات نفسية وثمينة ومفيدة جداً، فتنشأ صلة عاطفية قوية بينه وبين مقتنياته. قد تجد شخصاً آخر يعاني من اضطراب التخزين أيضاً لكنه يميل للاحتفاظ بنوع معين من المقتنيات أكثر من غيره، فتراه يحب تكديس كل شيء، لكنه يميل بشكل خاص لتخزين الكتب مثلاً أو الأثاث .

أسباب اضطراب الاكتناز القهري

ليس هناك أسباب واضحة ومؤكدة لاضطراب التخزين، لكن الاختصاصيون قاموا بربطه ببعض الأمور منها دراسة علم الوراثة وعمل الدماغ وأحداث الحياة اليومية المجهدة كأسباب محتملة للإصابة باضطراب الاكتناز القهري.
فمثلاً قد يكون الفقر والعوز هو أحد الأسباب؛ فعندما ينشأ شخص ما فقيراً، فقد يكبر وهو يعاني من الاكتناز القهري حتى لو أصبح غنياً، وليس بحاجة فعلياً للمقتنيات التي يحتفظ بها. وأيضاً قد يصاب أحد باضطراب التخزين بعد وفاة شخص عزيز أو الطلاق أو الإخلاء أو فقدان الممتلكات في حريق.
كما أن تاريخ العائلة يلعب دوراً أيضاً؛ فهناك علاقة قوية بين وجود هذا الاضطراب لدى أحد أفراد الأسرة وإصابة شخص آخر بالأسرة به .

علاج اضطراب الاكتناز القهري

نظرًا لأن أسباب اضطراب الاكتناز القهري ما تزال مبهمة، فلا توجد طريقة معروفة للوقاية منه ولا حتى علاجه والتعامل معه، سوى تمكين الشخص وزيادة ثقته بنفسه ومحاولة معرفة سبب المشكلة ومعالجتها، وغالباً ما يلجأ المعالجون إلى العلاج السلوكي المعرفي للتقليل من حدة اضطراب التكديس.
كما يجب على الناس الذين حول الشخص المصاب باضطراب الاكتناز القهري أن يعرفوا كيفية التعامل معه، من خلال تفهم سلوك المصاب الذي يعتقد المصاب أن هذه المقتنيات فريدة أو ستكون مطلوبة في وقت ما في المستقبل، كما أن لها أهمية عاطفية بالنسبة لهم أو ذكرى، ويشعرون بأمان أكبر عندما يحاطون بهذه الأشياء التي يحفظونها .

أخصائي نفسي

الولاء مكي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟