أسباب عدم الشعور بالسعادة

  • عدم الاهتمام بتحديد وقت خاص بك: في سنوات الطفولة لم يكن لدى المرء أي مسؤوليات يقلق بشأنها، لذا كان يخصص كل وقته للقيام بأشياء تسعده؛ فلو أحب ممارسة لعبة ما فإنه يمارسها ولو أحب الخروج للعب مع أقرانه فإنه يخرج. ففي ذلك الوقت لم يكن لديه ذلك المدير الذي يصعب إرضائه أو العائلة الذين يحتاجون اهتمامه ورعايته، لكن هذه الأمور تتغير بمرور الوقت وبالتقدم في السن. لكن، وعلى الرغم من الجهد الذي ينبغي على المرء البالغ بذله يوميا وبالرغم من تسارع الحياة وازدياد انشغالاتها إلا أنه يجب على كل منا أن نمنح ولو جزءا بسيطا من وقتنا اليومي لأنفسنا بحيث نقوم بما نحب أن نقوم به، فعدم تخصيص المرء وقتا للترويح عن نفسه قليلا يعد من الأسباب المهمة لعدم شعور المرء بالسعادة التي يتمناها .
  • منافسة الآخرين باستمرار: على خلاف ما يعتقده الكثيرون، فإن الحياة ليست ساحة منافسة مع من حولنا، بل الحياة عبارة عن سباق ماراثوني يخوضه المرء اليوم ليسبق ما كانت عليه ذاته بالأمس. باختصار فالمنافسة الوحيدة التي يجب على المرء الاهتمام بها هي منافسته مع نفسه ليضمن أن يتطور يوما بعد آخر. ومن المهم هنا أن يعلم المرء أن نظرته للدنيا على أنها منافسة بينه وبين الآخرين ستجعل السعادة بمثابة صورة ضبابية لا يستطيع الوصول إليها، لأنه عندما ينافس الآخرين لا بد وأن يجد من هو أذكى منه أو من يملك الوسائل المساعدة أكثر منه أو من يملك الظروف المناسبة أكثر منه! وبالتالي فالوصول للسعادة لن يحدث إلا لو اكتفى المرء بمنافسة نفسه فقط.

  • عدم حب المرء لنفسه: ليس المقصود هنا أن يحمل المرء صفة الغرور وإنما المقصود أن يكون أكثر اهتماما بنفسه من حيث الحرص على رشاقة جسده من خلال تناول الطعام الصحي، فضلا عن الحرص على ممارسة التمارين الرياضية 5 مرات أسبوعيا على الأقل. أيضا عليه الاهتمام بعقله من خلال ممارسة الهوايات المفيدة كالقراءة وغيرها وإبعاد نفسه قدر الإمكان عن المواقف التي تسبب له القلق والتوتر وما إلى ذلك.

  •  أن هناك العديد من العلامات التي يمكن أن تفسر سبب عدم الشعور بالسعادة. و هنا نورد خمسة من الأكثر الأسباب إثارة للدهشة.

    1. أنت لا تعيش في اللحظة

    يمكن أن يعني الإفراط في التفكير في ما حدث و ما لم يحدث و بعد ليلة طويلة من التفكير ألا تنام نوماً عميقاً، و بالتالي أن تستيقظ و أنت لا تشعر بالانتعاش و استعادة النشاط المطلوب.

    تقول مولر: “إذا كنت تفكر دائماً في المستقبل و في الماضي ، فأنت لا تقضي الوقت -كثيراً- في الوقت الحالي” و تضيف “لدي عملاء إما يعيشون كلياً في الماضي – مثل كل الأشياء التي فعلوها و التي كانت خاطئة ، أو التي لم تسر على ما يرام … أو أنهم يعيشون في المستقبل – مع كل الأشياء التي يمكن أن تسوء ، و كل الأشياء التي يمكن أن تحدث لهم ، و كيف يمكن أن يفقدوا الأشياء التي يحبونها “.

    بطريقة ما ، ترتبط السعادة بقوة بالعيش في هذه اللحظة. و للعلم فالدماغ لا يعرف حقاً الفرق بين العواطف التي تشعر بها الآن ، و العواطف التي تعيشها في ذهنك.

    “إذا فكرت في الحالة ، فيمكنك أن تشعر بكل هذه المشاعر من الخلف ثم تعود – و يمكنك أن تشعر بالغضب مرة أخرى في معدتك أو صدرك”.

    نقول أن ذلك مثل البقرة ، تأكل العشب و تعيد اجتراره مرة أخرى ، و تمضغه مرة أخرى ، و تبتلعه مرة أخرى ، و من ثم يذهب إلى المعدة. هذا هو ما تفعله أنت بالضبط. استعادة الأفكار و المشاعر ومن ثم الشعور بها مرة أخرى “.

    ما تفعله بالأفكار السلبية يمكنك فعله بالأفكار الإيجابية أيضاً.

    تقول مولر: “يمكنك التفكير في شيء جميل حقاً كان قد حدث لك ، أو في الكيفية التي قابلت بها شخصاً لطيفاً جداً ، أو قضيت يوماً جيداً في العمل”. كذلك يمكنك أن تعيش في الماضي الجيد ، دعنا نقول”.

2. ترى نفسك كضحية

“في بعض الأحيان لا يستطيع الناس التوقف عن رؤية أنفسهم كضحية” ، يسألون دائماً “لماذا أنا؟”

و لكن الحقيقة هي أن ذلك يمكن أن يحدث لأي شخص ، فلماذا أنت المقصود؟

إن الطريقة لإعادة صياغة عقلك هي التوقف عن التعميم.

فمثلا ، إذا قلت أن كل شخص لئيم بالنسبة لك ، فكر حقاً فيما إذا كان ذلك صحيحاً. ففي جميع الاحتمالات ، ربما ستتمكن من العثور على شخص واحد على الأقل في اليوم كان لطيفاً معك.

إذا رأيت نفسك كضحية فإنك تجعل نفسك ضحية مرتين لأنك تضعف نفسك مرة أخرى.

3. لا تستطيع أن تكون بمفردك

معظم الناس لا يستطيعون استيعاب فكرة خروجهم من سيطرة حبهم الأول ، لذلك من المحتمل أنهم سيمرون في مرحلة الانفصال.

و لكن إذا كنت على علاقة على طوال حياتك فإن فكرة أن تكون أعزب ستكون مرعبة.

هذا هو السبب في أن بعض الناس يقفزون من شريك إلى آخر ، لأن التواجد مع الشخص الخطأ أفضل من عدم وجود أحد على الإطلاق.

و لكن وفقاً لمولر ، فإن تعلم أن تكون راضياً عن علاقتك مع شريكك لن يجعلك أكثر سعادة على المدى الطويل فحسب ، بل سيكون مفيداً أيضاً لجميع علاقاتك المستقبلية.

و تضيف مولر: “إذا فهمت نفسك أولاً ، فستتمكن من فهم الآخرين أكثر من ذلك بكثير”.

و ستعرف عن احتياجاتك و توقعاتك أكثر، و ستفهم سبب تصرف بعض الأشخاص بالطريقة التي يتصرفون بها.”

4. جسمك لا يحصل على ما يحتاجه

النوم، الراحة

بشكل عام ، إذا كنت تشعر بالإحباط ، فمن المحتمل أن ينعكس ذلك على الأشياء الأساسية في حياتك، كما تقول مولر.

على سبيل المثال ، سيؤدي الإحباط إلى عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو تناول الطعام بشكل سيء أو عدم الاهتمام بعلاقاتك.

تقول مولر “راقب، هل يوجد لديك معنى في حياتك”. اخرج إلى الطبيعة ، و انغمس في الخضرة أكثر من الخرسانة ، و اعتنِ بالحيوانات و الأشخاص المهمين بالنسبة لك.”

5. عواطفك تتحكم بك

إن عواطفك ليس لها سيطرة عليك و أنها لا تملي كيف تتصرف ، لأنك تدرك أن عقلك هو مجرد أداة تساعدك على فهم العالم.

 “استخدم عقلك حتى يكون مفيداً لك”. و انظر إلى ما يمكن أن تفعله ، إنه لأمر مدهش ، يمكنك حل اللغز الأكثر روعة ، يمكنك صنع ألغاز الكلمات المتقاطعة و بناء قنابل ذرية.
و بالتأكيد يمكننا الذهاب إلى المريخ لأنه لدينا دماغ و عقل ، و لكن هذا العقل يقود الناس أيضاً إلى التفكير بأنه لا قيمة لهم “.
و إذا كانت مشاعرك السلبية غير منضبطة ، فأنت لست قبطان سفينتك الخاصة ، و لن تكون قادراً على توجيهها إلا إذا قمت بإعادة تدريب عقلك لاختيار الوقت الذي تريد فيه الرد و الاستجابة لما يحدث حولك.
و في النهاية تخبرنا مولر بـ “أن الأمر مختلف عن عدم وجود عواطف ، لأنها -أي العواطف- مهمة للغاية في حياتنا”.
إلا أن الأمر يتعلق أكثر بـ هل أريد حقاً الذهاب إلى هناك الآن؟ .. و هل ما أقوم به منطقي و معقول؟ و التفكير بـ ” ربما يمكنني رؤية ذلك من منظور آخر أم لا”.

 

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟