أدمان السرقة

“هوس  السرقة سلوك يتصف بالقهرية”
يعتبر اضطراب هوس السرقة اضطراباً نادراً لكنه خطير في نفس الوقت، حيث يكون المريض عاجزاً باستمرار عن مواجهة الإغراء بالسرقة، وغالباً ما تكون المسروقات التي يحوز عليها مدمن السرقة غير ذات قيمة وغير ذات أهمية بالنسبة له، فهذا الاضطراب ينتمي إلى اضطرابات التحكم بالحوافز والدوافع، حيث تكون المشكلة في مواجهة الإغراء والإقدام على السلوك بغض النظر عن نوع المسروقات وقيمتها.

أعراض إدمان السرقة

إن الأساس في أعراض هوس وإدمان السرقة هو السلوك القهري، بمعنى عدم قدرة المريض وعجزه عن مواجهة الإلحاح للسرقة، إضافة إلى شعور الاسترخاء والراحة بعد تنفيذ السرقة، ومن هنا يمكن تحديد أبرز أعراض داء السرقة:

  • الرغبة الجامحة والملحَّة بالسرقة، التي تتزامن مع العجز عن المقاومة.

  • الشعور بالتوتر قبل السرقة.

  • الشعور بالراحة والاسترخاء بعد السرقة.

  • غالباً ما يسرق أشياء غير مهمة وغير ذات قيمة بالنسبة له وقلَّما يستفيد منها لاحقاً.

من شروط تشخيص إدمان السرقة ألا يكون السلوك استجابة لهلوسة أو أوهام ناتجة عن اضطرابات عقلية ونفسية، وألا تكون السرقة بدافع الانتقام أو بدوافع تقليدية كالحاجة، وألا تكون حالة خاصة مرتبطة بظرف راهن كالسرقة من الزوج البخيل مثلاً إلا في حال تطور السلوك إلى سلوك قهري.

الأسباب الصحية لإدمان السرقة
مؤخراً تم الاهتمام أكثر بدراسة العلاقة بين النواقل العصبية والهرمونات وبين إدمان السرقة، حيث رصد الباحثون علاقة بين مستويات هرمونات السعادة السيروتونين والدوبامين وأفيون الدماغ وبين الإصابة بإدمان السرقة .
كما وجدت الأبحاث أن الأدوية المستخدمة في علاج الإدمان من المخدرات وفي علاج الأمراض والاضطرابات هرمونياً كان لها أثرها أيضاً على إدمان السرقة، كما تم الإبلاغ عن حالات إدمان السرقة المرتبطة بأذية وإصابة الرأس، ما يعزز الاعتقاد أن هناك روابط عصبية لإدمان السرقة  كما أشارت دراسات أخرى إلى أن هوس السرقة يظهر بنسبة أكبر بين الإناث مقارنة بالذكور

علاج داء السرقة

في حقيقة الأمر فإن الاهتمام بعلاج إدمان السرقة ليس اهتماماً بريئاً أو عادياً؛ بل أن جزءاً من هذا الاهتمام يهدف إلى تقليص الخسائر المالية التي تمنى بها متاجر بيع التجزئة والفنادق وحتى المعارض وقاعات الاحتفال حول العالم نتيجة فقدان السلع والمحفوظات، من جهة أخرى فإن البحث عن علاج فعَّال لهوَّس السرقة يستهدف أيضاً إقناع السلطات القضائية باستثناء المصابين بهوس السرقة من العقوبات الجنائية وتحويلهم إلى العلاج النفسي.
وآفاق العلاج كما ذكرنا في فقرة أسباب هوس السرقة؛ هي العلاج النفسي السلوكي القائم على فهم الدوافع الكامنة والتجارب السابقة والتعامل معها، ومنح المريض علاج مساعد كمضادات الاكتئاب، إضافة إلى الدراسات المستمرة على علاج داء السرقة من خلال التدخل بعمل الدماغ والناقلات العصبية ونظام المكافأة في الدماغ ومن خلال الهرمونات المرتبطة به.

أخصائي نفسي 

الولاء مكي 

 

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

انتقل إلى أعلى
× تريد المساعدة؟